الجزائر

هولاند "يُهرّب" مجازر فرنسا بالجزائر إلى أرمينيا



هولاند
الفاتيكان يقود حملة لإرغام أنقرة على الاعتراف ب"الإبادة"وقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس الجمعة رفقة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يريفان الأرمنية، دقيقة صمت، بمناسبة مرور مائة عام على "المجازر" ضد الأرمن عام 1915 التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى الدولة العثمانية ووريثتها تركيا، هذه الأخيرة التي ترفض وصف ما جرى بالمجازر وتتحدث عن حرب أهلية في الأناضول رافقتها مجاعة أودت بحياة ما بين 300 و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.والمثير أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وبعد ساعات من تصريحه المهين للذاكرة الوطنية في الجزائر بشأن مجازر الثامن ماي 1945 خصوصا وتاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر عموما، عندما اعتبر أن فرنسا لم ترتكب حرب إبادة في الجزائر، طار إلى أرمينيا لمواساة الأرمن في قضية تسعى أوروبا أو بعض الدول الغربية إلى ممارسة ضغوط قوية على أنقرة أردوغان لكبح سرعتها في العودة إلى مجد الأجداد إبان الدولة العثمانية المتهمة من طرف الغرب بارتكاب مجازر، وقال هولاند في تعبير له أكثر من دلالة "لن ننسى أبدا" بينما الذاكرة الفرنسية تتعامل بانتقائية مع ذاكرة الشعوب، بدعم من الفاتيكان الذي في الفترة الأخيرة تحول إلى حامل لقضية الأرمن فيها.و قد عمدت الصحافة الفرنسية في باريس إلى تغطية شاملة لتاريخ الأناضول والأحداث التي جرت في 24 أفريل 1915 التي وصفتها بالمجازر الوحشية، حيث خصصت صحيفة ليبراسيون ملفا عن ذلك وتطرقت أيضا إلى المشاركة الفرنسية في الوقفة التي احتضنتها أرمينا لعدد من قادة العالم. أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فتطرقت إلى المناسبة من زاوية خاصة، حي سردت قصة عائلة أرمينية قالت إنها عانت من ويلات تلك الأحداث التي صورتها على أنها وحشية من الدولة العثمانية، وقد نشرت لموند في عددها ليوم أمس الجمعة ملفا من 5 مواضيع تاريخية بشأن الأحداث وقتها وكذا عن الاحتفالات بذكرى "المجازر" المزعومة، وقد تطرقت "لوموند" إلى المشاركة الفرنسية في هذه المناسبة وإلى القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي بإقامة متحف للحضارة الأرمينية تتولى سلطات باريس إنجازه،وهو الأسلوب نفسه الذي انتهجته "لوفيغارو" في تغطيتها التي دعمتها بخرائط توضيحية، مشيرة إلى وجود قرابة نصف مليون أرميني يعيشون بفرنسا ما يعتبر ورقة انتخابية.وتتعامل فرنسا بشكل مبتذل مع القضايا التاريخية عندما يتعلق الأمر بالمجازر التي ارتكبتها ضد الجزائريين طيلة أزيد من قرن، حيث مارست سياسة الأرض المحروقة، وتشريد الأهالي وتقتيلهم بطريقة تؤكد أنها كانت ممنهجة لإرغامهم على التخلي عن مطلب الاستقلال و التحرر.ورغم ذلك تعتبر فرنسا الأمر مجرد ضحايا حرب اندلعت ولم تكن مجازر إبادة.فيما ترفض الكشف عن الأرشيف الحقيقي الذي يوضح حقيقة تلك الأحداث الدامية التي راح ضحيتها ملايين الجزائريين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)