بدأت زوبعة جديدة ضد توظيف المساجد في حملة الانتخابات الفرنسية التي تستعد للدور الثاني منها، بتصريح صدر من النائب إيريك تشيوتي، من الحزب الحاكم.التصريح جاء عبر بيان فيه: ''أدين موقف التواطؤ واللامسؤول للحزب الاشتراكي ومرشحه من المساندة المعلنة من ممثلي الديانات الذين يشكلون شبكة مما يقارب 700 مسجد''، حسبما نقلته مجلة ''ماريان'' على موقعها. وأشار نفس المصدر إلى أن عبد الرحمن دحمان، مستشار سابق لساركوزي، يكون وراء الحملة، بعد لقائه بهولاند، في فبراير الماضي.
شاركت وزارة الداخلية الفرنسية في الترويج لوصف مساندة المساجد لهولاند ب''الانحراف''. ولم ينفع تذكير دليل بوبكر، عميد مسجد باريس، بعدم التدخل في الشأن السياسي بشيء. كما لم ينفع توضيح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موساوي، الذي ذكر بدوره بالتزام الحياد وفقا لمبادئ الجمهورية العلمانية. ومن جانبه، قال رئيس المرصد الإسلامي، عبد الله زكري، إن ''200 مسؤول في منظمات ثقافية ودينية، من ضمنهم بعض الأئمة، دعوا إلى التصويت، دون توجيه الناخبين لصالح مرشح على حساب آخر''.
وكأن زوبعة واحدة لا تكفي، فقد صرح الرئيس المرشح ساركوزي لقناة ''تي أف ''1 أن طارق رمضان، حفيد حسن البنا والحامل للجنسية السويسرية، ''دعا إلى التصويت لصالح فرانسوا هولاند. ولكنني لم أسمع هولاند يقول إن الأمر مزعج''. وأعاد الكرة على قناة ''فرانس أنتر'' الإذاعية، صباح أمس، مؤكدا أقواله السابقة. وجاء الرد سريعا من فرانسوا هولاند ب''كذب وافتراء''، على أمواج محطة ''فرانس أنفو'' الإذاعية. وأضاف: ''لم يذكر اسمي طارق رمضان هذا، الذي لا يمتلك حق التصويت في فرنسا''. وفند أيضا نداء ''700 مسجد'' المزعوم، وفند بدوره طارق رمضان الخبر، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية.
وواصل ساركوزي صب الزيت على النار، معلنا عن نشاط انتخابي، يوم الفاتح ماي، بمناسبة ''عيد العمل الحقيقي''، كما قال. وسجل صحافيو ''تي أف ''1 أنه استعمل العبارة عشر مرات.
وإضافة إلى محنة جني أصوات ناخبي اليمين المتطرف، يواجه ساركوزي صمت الوسط. وقد وصف فرانسوا بايرو، في كتاب أصدره حديثا، ساركوزي ب''النرجسي والمتهور والمانح الثروة للأثرياء''، والمؤمن ب''إيديولوجيا المال''. وكان بايرو قد قال في 2007 ''ما يفصلني عن سيغولان روايال هو البرنامج، وما يفصلني عن ساركوزي هي القيم، فليفهم الجميع أن القيم أهم من البرنامج''.
وما دامت مسألة القيم أضحت عاملا في النقاش، أعلن المرشح بالفوز، الاشتراكي هولاند، أنه سيصدر قانونا ''لأخلقة السياسة'' إذا فاز بالأغلبية في 6 ماي المقبل. وأوضح أنه في حال معارضة المشروع، سيلجأ إلى استفتاء شعبي. وبادر ساركوزي بمنح الشرطة حق ''الدفاع الذاتي''، في تجمع نشطه أمس. وقد سن منذ أشهر قانونا يسحب الجنسية من الأجانب المتورطين في قضايا الأمن والاعتداء على قوى حفظ الأمن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/04/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : عبد القادر حريشان
المصدر : www.elkhabar.com