الجزائر

هوامش عابرون ...



هوامش               عابرون ...
عندما كتبت في هامشي السابق عن نهايات كثيرة تحدث في حياتنا الثقافية بالخصوص، ومن بينها إرهاصات كثيرة تنذر بنهاية الشّعر الجزائري ووصوله إلى مأزق خطير، لم يكن يخطر ببالي أن يأتي الردّ سريعا على جناح الفايس بوك .. كان الحدث بسيطا وجميلا جمال "الكلمة" وقدسيتها، ومليئا بعنفوان الشاعر الشاب عبد العالي مزغيش، رئيس الجمعية التي أسّست للكثير من الأفراح والمواعيد البهية في حياتنا البائسة، صفق لها كثير من "الشعارجية" لينقلبوا عليها الأسبوع الماضي، بعدما قرّرت بكل شفافية ووضوح، أن تؤسس لتقليد طالما انتظرناه وتمنيناه، وهو "جائزة شاعر الجزائر 2011" بشكل ليس أكثر من احتفاء رمزي بالشعر، لا يشبه في قليل أو كثير جوائز" البترودولار" التي نعرف أنها لا تعطي لصاحبها الحق في الطّعن أو رفع إصبعه بالاحتجاج، حتى ولو كان مهضوم الحقّ، مظلوم النّص جهارا نهارا.. لقد شاءت الأقدار أن يكون كاتب هذه الهامش سادس الشعراء الخمسة عشر المرشّحين لهذه الجائزة، ويبدو أن حمّى الترشيحات الانتخابية أعمت بصائر الكثير من شعراء العشائر وتابعيهم فاعتقدوا أن الأمر يتعلّق بقائمة انتخابية تفضي إلى قبّة البرلمان ... لذلك فقد فضحت الكثير من ردود أفعالهم مكبوتاتهم ونرجسياتهم وتعاليهم وعدم قبولهم للآخرين تجربة ونصًّا وإنسانا، وإذا كان من شيء نعترف به لبعض هؤلاء، فهو قدرتهم على التلاعب بالعقول واستدراج التعاطف، ولفت الأنظار لا بقوة الحضور النَّصي أو الكاريزما الشعرية، ولكن للأسف عن طريق حيل مفضوحة ومواقف وتعليقات ظاهرها الرحمة والطيبة، وباطنها من قبله العذاب والإقصاء والإجهاز على كل جميل لا يعود عليهم هم وحدهم نفعه وخراجه، لأن شعارهم الوصولي "أنا وحدي نضوّي البلاد" وليذهب الآخرون إلى الجحيم.. لست هنا للرد على أي كان، ولست بصدد الدفاع عمّا لا يدافع عنه، لا بد أن أعترف هنا بسعادتي بوجودي ضمن قائمة الشعراء الخمسة عشر للمسابقة (المسماة) بشاعر الجزائر 2011. لا رغبة أو طمعا في التتويج بها، ولو أن الإخوة القائمين عليها خيّروني وأخبروني قبل الإعلان عن اسمي لاعتذرت لا تعاليا وتشكيكا في نواياهم وأهليتهم كما يفهم من إيحاءات البعض، ولكن إحساسا مني بصغري أمام لقب "شاعر الجزائر"، بوجود من هم أحقّ وأجدر مني بهذا التشريف والتتويج..  أما وقد رشّحتني لجنة التحكيم دون الرجوع إليّ، وهي من هي، ومنحتني ثقتها، فليس أمامي الإ النزول عند إرادتها ورغبتها في التأسيس لشيء ما ذي أهمية وجمال. يسعدني أن أكون لبنة بسيطة فيه، ولن يضيرني شيء لو عادت الجائزة لغيري، بل يسعدني أن أكون جناح فراشة أو بتلة زهرة تسهم في صنع ربيع للشعر الجزائري القادم، يسهم فيه جميع شعراء الجزائر .. يبدو أن ساعته قد أزفت لأن "مسابقة شاعر الجزائر" التي أعلن عنها على الفايس بوك قد نبّهتنا من غفلتنا، وأيقظتنا من سباتنا الشعري الطويل، ورجّت أرواحنا ووضعتنا أمام حقيقة صارخة، وهي أن الشعر الجزائري "ليس بخير" بسبب تبلّد قرائحنا، وأنه يستحقّ منا ما هو أبهى، وينتظر منا ما هو أجمل .. والأكيد أن الربيع القادم لن يكون إلا أروع، حينها فقط يمكننا أن نتنفّس الصعداء، ونقول "لقد هرمنا من أجل هذه اللّحظة التاريخية، كي نرى شعرنا يشرق ويتألق، بعيدا عن أصوات الناعقين، وانكسار الشعار- جية الفصاميين المختبئين بين الكلمات العابرة..   أحمد عبدالكريم  Hachimite5@yahoo.fr  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)