الجزائر

هناك من يموت جوعا وبردا



هناك من يموت جوعا وبردا
الكثير منا يلوك عبارة " لا يوجد من يموت جوعا" و لأننا نشبع حد التخمة نعتقد أن من حولنا لا يموتون جوعا، ولكن مع الاسف هناك من يموت ليس جوعا فقط بل بردا أيضا. فحوادث الموت من البرد التي كنا نسمع بها تحدث فقط في أوربا حيث هناك لا أحد يهتم بأحد صارت تحدث عندنا، والظاهر أن مجتمعنا بدأت تنبت له أنياب بعدما تحولنا إلى مجرد أجساد بلا مشاعر همنا الوحيد مصالحنا الضيقة. جمعيات بالآلاف تنتشر مثل الفطريات تستنزف أموال الناس بالباطل دون أن تقدم غطاء لمحتاج أو حساء ساخنا لمشرد، أقارب وأهل وجيران يتفرجون على ناس من دمهم ولحمهم يفترشون الأرض ويتلحفون السماء ولا تأخذهم النخوة ولا حتى حمية الجاهلية بالنساء والأطفال الذين يبيتون في الشوارع، أين الجار واين العام واين الخال واين الأهل؟ دعونا لا نتحدث عن السلطات الرسمية والسلطات المحلية التي تعيش في عالم آخر عالم كله تجارة وبيع الضمير والذمم ولنتحدث عن أنفسنا، ماذا لو اهتم كل جار ميسور بجاره وكل قريب بقريبه ؟ الأكيد أن الكثير من المشردين سيجدون مأوى والكثير من الذين ماتوا من شدة البرد سيجدون الدفء الذي افتقدوه، وأكاد أجزم أن الذين قضوا في الشوارع من البرد لم يقتلهم البرد وحده بل قتلهم برد القريب وبرد الجار والأخ والعم والخال والأبناء، حتى أن المشردة التي ماتت في تبسة يقال أن أخوالها رموها للشارع بعدما استلوا على ميراثها بعد وفاة أمها وحرموها حتى من وثائقها الثبوتية. نطالب بالرحمة والعدالة في المستشفيات وفي الإدارات و من الجهات الرسمية و في مقابل ذلك نعجز عن رحمة بعضنا البعض وتحمل بعضنا البعض والشفقة على أنفسنا لقد تحولنا إلى مجتمع بأنياب يأكل كل ذو ناب صاحب الناب الأقل منه، ومن ليس له ناب يموت جوعا وبردا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)