جميل جدا هذا التواصل بين الاجيال والاستمرارية في العطاء فبعد صدور العدد الاول من الملحق الادبي ، وصلت العديد من الاميلات الى الجريدة وأصداء رائعة من الكثير من الكتاب والادباء سواء داخل او خارج الوطن يهنئون عودة النادي الادبي ويطلبون المشاركة فيه وهذا في حد ذاته انتصار للحرف وللفكر وللرأي والرأي الاخر .
و للعلم فإن كل كاتب مسؤول عن رأيه و ليس بالضرورة يعكس رأي الجريدة و لكن احتراما لحرية الرأي الفكري وبعيدا عن المساس بالثوابت الجزائرية ، اهلا بكل ابداع جميل يخدم القضايا الادبية و الفكرية التي تصب في ازدهار الحضارة الانسانية اولا و ثانيا الحضارة الاسلامية العربية ثانيا .
و اكراما للعلم وأهل العلم ، غدا يحتفي الجزائريون بيوم العلم ، نبراس الدروب وسراج الشعوب ومجد الامة التي تحترم العلم وحملته ، في الوقت الذي لا تزال الكثير من الاصوات في هذا البلد العزيز تقلل من أهمية الثقافة والمعرفة وقيمة العلم والعلماء بشكل أو بآخر وتدفع بأبناء الجزائر الأخيار من أدمغة البلد إلى الهجرة . و يوم العلم يوافق يوم وفاة رائد من رواد الاصلاح بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين ابان الاحتلال الفرنسي للجزائر والذي رفض كل مساعي فرنسا للاندماج وأعلن شعاره بأن شعب الجزائر مسلم عربي .
و لا يختلف اثنان على الأهمية الفائقة للعلم الحديث في تحقيق رفاهية الإنسان فلولاه لما وصلت البشرية الى هذا المستوى من التطور التكنولوجي والمعرفي وتحسين حياة الانسان الصحية لدرجة يعيش فيها اليوم عامل او فلاح بسيط بمستوى أعلى من حياة امير في القرون الوسطى، وبدون العلم سنرجع الى ايام العصور الحجرية ، ومع ذلك يبدو ان فئة قليلة من الناس تعرف من هم العلماء الحقيقيين ، وما هو العلم الحديث ، وكيف يعمل ويتطور وما هي قوانينه ألأساسية فالجهل به شائع في الدول العربية التي نشأ وترعرع فيها دعك من الدول النامية ، فلذلك لا غرابة أن نلمس عن كثب في هذه الدول جهل بالعلم وما ينتج عنه من اهمال وانحسار للسياسات التي من شأنها ان تساعد على توطين العلم الحديث وانتشاره وهيمنته على مفاصل الحياة بالرغم من اننا نشهد ونستورد نتاجاته من تكنولوجيا وعلاجات وأدوية طبية وأجهزة الكترونية وأبنية حديثة في كل مدينة وقرية في هذه البلدان. والعلم هو معرفة المجهول والبحث عن حقيقة الأشياء في هذا العالم... ومن خلال هذه المعرفة يستطيع الإنسان أن يعيش وأن يعمل و يتطور، ويطور أساليب معيشته وأن ينتصر على كل ما يهدد حياته و بقاءه ، كل ذلك بفضل المعرفة التي نقصد بها هنا العلم.
والإنسان عدو ما يجهل يخاف بطبيعته من الأشياء التي يجهلها، ولكنه عندما يحاول أن يتعرف عليها وأن يدرس طبيعتها ويسلك السبل من أجل معرفتها يكون قد عرفها على حقيقتها وانجلى الخوف الذي كان مسيطراً عليه جراء عدم علمه ومعرفته بها.
فمنذ أقدم العصور يسعى الإنسان في سبيل العلم والمعرفة لكي يحافظ على بقائه وليحاول أن يتأقلم في حياته مع الكائنات والمخلوقات التي تعيش معه على هذه الأرض كان يخاف الوحوش الكاسرة، فوجد الحجر كي يدافع به عن نفسه وعرف من بعد تجربة أنه إذا أحضر حجراً آخر وصدمهما ببعضهما تحدث شرارة وهذا أدى إلى اكتشاف الإنسان للنار التي أحدثت ثورة حقيقية في مجال العلم.
استطاع من تجارب قام بها أن يجعل الحديد طيعاً له ليناً كالعجيبة يستطيع أن يصنع منها ما يشاء من الأشكال والأدوات التي ساهمت في تطوير حياته و مستقبله .
ومنذ ذلك الزمان وحتى الآن والإنسان يسعى في سبيل العلم من أجل بناء عالم أفضل له يحقق السلامة والأمان والتطور والرقي
وفي حضارتنا العربية عدد من العلماء والباحثين كان لهم الفضل الكبير في الرقي والتقدم في هذا العالم عبر العصور وخدمة للبشرية ، فكان العالم الطبيب الشيخ الرئيس ابن سينا الذي برع في مجال الطب واكتشافاته الطبية خدمت البشرية وكتبه تُدرس في جميع جامعات العالم، ومن العلماء الخوازرمي وابن حيان وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية للإنسان ومن علماء الغرب أرخميدس وأديسون في اكتشافاتهما الفيزيائية، ما يزال للعلم الدور الرئيسي والأهم في بناء مستقبل أفضل يحقق عالماً يسوده السلام والأمان و المحبة.
إن المستقبل الذي ننشده ونسعى بالعلم لبنائه هو أن يكون الإنسان الهدف والغاية منذ مسقط رأسه في تراب وطنه وحتى مواراته الثرى في نهاية حياته.
فيجب علينا أن نسخر العلم لمصلحة هذا الإنسان الذي جاء إلى هذه الحياة لا يعلم شيئاً ويخاف من كل شيء حوله .
و مرة اخرى مرحبا بكل اصدقاء النادي فبفضل حروفكم نسير في مسار العلم النافع و الفكر النير الذي لا يتوقف إلا بتوقف عقل الانسان عن الحياة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : برياح زهرة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz