الجزائر

هل للمرأة سلطة أقوى من السلطة الذكورية؟



عرضت مسرحية "فريمولوجيا" من الأردن، مؤخرا، على مسرح "الرشيد" بالعاصمة العراقية بغداد، ضمن تواصل مجريات المهرجان العربي للمسرح ال14، في فئة المسار الأوّل المتنافسة على جائزة القاسمي، الذي تنظّمه الهيئة العربية للمسرح، إذ تسلّط الضوء على حياة زوج الروتينية، والتي تشبه حياة كلّ الأزواج في الدول العربية، التي دائما ما تدخل صراعات جوفاء، لأنّها تنتهي كما بدأت.في حوالي 45 دقيقة، وفي قالب مزيج بين الكوميديا السوداء والتراجيديا، يمضي العمل في ثنائية حوارية يبدو عليها الصراع والاختلاف منذ البداية، بين الزوجة التي تسرد على زوجها أنّها جاهزة لكل متطلّباته، والزوج يبدو أن له متطلبات غير معتادة بالنسبة للمرأة العربية، على غرار طلبه حياة تشاركية مع زوجته، متجاهلا جاهزيتها للأمور الزوجية التقليدية المألوفة.
ويصوّر المخرج الحاكم مسعود نموذج المرأة في حياتها اليومية كزوجة، وكأنّها تسير في طريق ضيق، ومملّ، ويظهر ذلك من خلال الأداء التمثيلي الأشبه بالآلة، والجمل التي تكرّرها في كلّ مرة، فضلا عن حركاتها على الخشبة، وهي تعبّر في كلّ مرة عن حيرتها للوصول لنقطة تفاهم مع الزوج المتطلّب.
بالنسبة للزوج، تذهب رغبته لتجسيد بعض المثاليات، ليؤكّد على سلطته الذكورية، فخورا بها، إذ يعتز بالأمر حتى تخبره زوجته، بين الفينة والأخرى، أنّ الأمر يحتاج إلى توقيع عقد بينهما، غير أنّ الزوج يتهرّب، ويتنصّل من الفكرة، ويبقى الحوار في تصاعد، إلى أن يعودا حيث بدأ الزوجان، في إطلاق التهم بينهما والدخول في مشاكل تافهة.
على خشبة المسرح، استعان المخرج بسينوغرافيا بسيطة، تتمثّل في ثلاثة إطارات بشكل طولي، اثنان ثابتان والثالث الموجود في الوسط متحرّك، هذه الإطارات التي دلّت على الحياة الضيّقة التي نعيشها في الأنماط السائدة المعروفة في المجتمعات العربية، بسلطة الذكورة.
يحاول الزوج مرارا الهروب من إطاره، بدفع المرأة إلى حدود التطرّف، وما يلبث أن يفعل حتى تقوم الزوجة بإعادته إلى مكانه، لما تدخل في حالة ثورة، وتمرّد، إذا ما هذه المرأة قرّرت ذلك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)