الجزائر

هل في سب الدين عذر بالجهل؟



هل في سب الدين عذر بالجهل؟
إن سب الدين، سب الإسلام كفر أكبر وردة عن الإسلام عند جميع العلماء، ما فيه خلاف، فمن سب الله أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب بعض الرسل غير محمد صلى الله عليه وسلم فهذا كفر بإجماع المسلمين، وهكذا إذا فمن سب الإسلام، سب دين الإسلام، أو استهزأ به يكون كافرا عند جميع أهل العلم، لقول الله تعالى: “قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم” التوبة، ولأن سب الدين مضمون بالكراهة له وإنكاره، والله يقول سبحانه: “ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل اللَّه فأحبط أعمالهم” محمد، فالواجب على المؤمن أن يحذر، الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر، وأن يحفظ لسانه ويصونه عما يجره إلى الردة عن الإسلام، كسب الدين والاستهزاء بالدين أو الاستهزاء بالقرآن أو سب القرآن أو سب الرسول أو سب الله، أو سب بعض الأنبياء الآخرين كله ردة، كله ردة كفر بعد الإسلام نعوذ بالله ، واختلف العلماء هل يستتاب أو لا يستتاب وقال بعضهم يستتاب فإن تاب وإلا قتل ويعزر أيضا ولو تاب، يعزر عن فعله القبيح بالجلد والسجن، ونحو ذلك، وقال آخرون لا يستتاب بل يقتل حدا، يقتل كافرا ولا يستتاب، ولا يدفن ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، لأن الجريمة له عظيمة، وكفره عظيم، والأقرب عندي والله أعلم القول بالاستتابة، لأنه قد يقع عن جهل، قد يقع عن غضب شديد، قد يقع عن استفزاز من بعض الناس فكونه يستتاب ويبين له خطأه وظلمه لنفسه، وأنه أتى جريمة عظيمة، وكفرا عظيما، فإذا تاب رفع عنه القتل، لكن لا مانع من أن يؤدب حتى لا يعود لمثل هذا.
وسب دين المسلم كفر ولا يعذر بالغضب، فإذا كان الساب مختارا مدركا لما يقول لأن الغضب لا يعذر به في شيء ما لم يبلغ به غضبه إلى حالة لا يدرك معها ما يقول، فحينئذ يعذر لأنه يعتبر فاقدا للعقل الذي هو مناط التكليف، أما إذا صدر منه السب وهو يدرك ما يقول فلا عذر له، وقد قال الله تعالى: “ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم”. التوبة، وقد نزلت في أناس لم يعلنوا بسب الدين صراحة، لكنهم طعنوا في حملته ونقلته فقالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، فكيف بمن تجرأ وسب الدين رأسا؟، وقد سئل أحد المشايخ عن رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة فالسب ردة بالأولى، وقد سئل أيضا رحمه الله تعالى: عن رجل لعن دين آخر، وفي آخر لعن مذهبه، وفي آخر قال له يلعن مذهبك مذهب القطط؟ هل يرتدون؟ أفيدوا الجواب فأجبت بما نصه: نعم، قد ارتدوا بذلك واستحقوا القتل إن لم يتوبوا اتفاقا، لأن سب الدين أو المذهب لا يقع إلا من كافر، ولأنه أشد من الاستخفاف به الموجب للكفر، وبناء فساب الدين عليه بالتوبة الصادقة مما سبق وحمل نفسه على حفظ لسانه من التفوه بمثل هذه العبارات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)