بمناسبة مرور 70 عاما على إنشاء وتأسيس جامعة الدول العربية، لتكون أداة قوة للعالم العربي في جمع الشمل العربي ، وتحقيق طموحات الشارع العربي في الوحدة العربية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والجغرافية .
فان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى بان وفق هذه العناوين الكبيرة والفضفاضة التي تأسّست بها جامعة الدول العربية ؛ فهي تبدو الآن منقسمة إلى جماعات وطوائف، ثم تحولت إلى منبر للتخاذل العربي، وساحة للتناحر والتأمر بين أعضاءها ، كل واحدة من الدول تفرض حقوق مواطنيها وفق انتمائها الديني والعرقي والقبلي ، التي تتغذّى من انقسام الوطن العربي وتشرذمه .
وبهذه المناسبة عن تأسيس جامعة الدول العربية في يوم 22 مارس 1945؛وعشية انتخاب ثامن (08)أمين عام لجامعة الدول العربية في 10 مارس 2016 ؛ فان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تطرح بعض أسئلة لم تخطر على بال الشعوب العربية ؛ هل حان الوقت للزعماء و الملوك العرب لدفن جامعة عربية ؟
هل وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط مؤهل بدفن جثة الجامعة العربية التي تعفنت ؟
و ما محل الدبلوماسية الجزائرية من الإعراب؛ بعد 11سنة وهي تطالب بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية وإخراجه من دائرة الاحتكار المصري ؟!
و في هذا السياق ؛ فان السيد هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان يؤكد بان ما يحدث الآن بين الدول العربية يظهر مدى التفكّك وعدم التنسيق وغياب الإدراك بضرورة وحدة المصير العربي المشترك في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والجغرافية ؛ فالجامعة العربية أثبتت عملياً وبالبراهين القاطعة بأن دعوتها إلى الوحدة العربية ما هي سوى أكذوبة كبرى وملهاة عبثية للشعوبها ؛ فبدلاً من أن ينشغل هذوا الزعماء و الملوك بمعالجة مشاكلها الجوهرية وقضاياها المصيرية، انشغلت بدسائس فيما بينهم، وخياناتهم المكشوفة ، وعمالاتهم المفضوحة للغرب ولاسيما للولايات المتحدة منها على سبيل المثال لا الحصر :
• أصبحت جامعة الدول العربية كأنها خيمة عزاء، وتركت أمر قضية الفلسطينية للولايات المتحدة ولم تعد القضيةَ المركزيةَ الأولى للعالم العربي بل أصبحت القضية الفلسطينية أخر اهتمامات الدول العربية ؛ رغم استمرار كيان الاحتلال الصهيوني في تجويع وترعيب وترهيب وقتل مستهدف ومبرمج يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل وتهويد القدس وغيرها من مئات الانتهاكات الصارخة التي دفعت حتى بالحليف الغربي لرفع صوته ضدها فيما الجامعة العربية تلتزم الصمت والإنكار .
• تفكيك السودان وصل الأمر إلى استقلال جنوب السودان عن شماله ؛ و تعيش الآن منطقة دارفور نفس السيناريو في الانتظار التفكيك والانفصال .
• رغم أن الصومال كانت من بين الدول الأولى التي انضمت لجامعة الدول العربية. إلا ان الدول العربية صار دورهم في غياب التام في ظل معاناة الصوماليين من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية.
• كما نلفت ان الحرب التي انتشرت من العراق ، سوريا و ليبيا الى غاية اليمن هي جزء من الفوضى الخلاقة ، في وقت تراجع دور جامعة الدول العربية في إيجاد حلول ، حتى لا نقول بان كانت جامعة الدول العربية هي السبب في تدمير تلك البلدان ، مما أثرت الحرب مباشرة على نحو 90 مليون شخص من ستة بلدان على الأقل في الدول الجامعة الدول العربية هي: العراق ، السودان ، الصومال ،ليبيا ،سوريا واليمن أي أكثر من ثلث سكان الدول العربية . وفي هذه البلدان، تضرَّرت كل مناحي حياة الناس المنازل والمستشفيات والمدارس والأعمال والغذاء والمياه- من شدة القتال في هذه الحروب المنفصلة.
و تستغرب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان للرأي العام العربي بإن موقع الأمين العام سياسي بالضرورة، ويجب أن يتولاه شخص له موقف قومي، ولكن للأسف فقد أصبح المعيار في الاختيار هذا المنصب هو المرشح الحاصل على رضى الغرب و بالخصوص ولايات المتحدة الأمريكية ، هل يعقل بترشيح وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط لتعيينه في منصب الأمين العام للجامعة للسنوات الخمس المقبلة ، كأن المنطقة العربية لا توجد فيها إطارات قومية التي تدافع عن الشعوب المنطقة .
و الغريب في الأمر ، حين يعلم الشعوب العربية بخبر ترشيح احمد ابو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، سوى أن يتذكر المشهد الأكثر شهرة لوزير الخارجية المصري الأسبق، أثناء وقوفه الى جانب نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني في القاهرة، وهي تلوح بقبضتها في ديسمبر لعام 2008، معلنة أن إسرائيل ستمحو المقاومة الفلسطينية، وهو ما كان بمثابة إعلان للحرب الإسرائيلية على غزة التي سمّيت باسم ''الرصاص المسكو ''.
حتى إن المشهد بات" غير مسبوق" في وجه احمد أبو الغيط حين هم لإنقاذ الوزيرة الإسرائيلية من الوقوع أرضاً حين تعثّرت في سيرها ، و الأغرب من ذلك لم تكد تمضي ساعات على هذا المشهد الدبلوماسي، حتى كان الحقد الإسرائيلي يصبّ حممه على رأس الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في مشهد خلا من أي دبلوماسية، بينما كان ابو الغيط يحمّل المقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة «حماس» المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي، لأنها لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد!
إن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى في السنوات الأخيرة ظهور بعض قوى خليجية مهيمنة على نتائج قرارات جامعة الدول العربية تعمل بنظرة فوقية مسيطرة اقتصاديا وسياسياً تخلق الفرقة في الصف العربي وتفرض الوصاية على قرارات الجامعة العربية ، و حشرها في مهمة توفير غطاء لتدخلات عسكرية في بعض البلدان العربية .
أن الواقع يقول إن الجامعة لم تتمكن من القيام بدورها على ما يجب ، وتعيش الآن لحظات حرجة ، ساهمت في إحباط المواطن العربي وجعلت الأمور مختلطة ومعقدة وغير واضحة المعالم ،بعد أصبحت الطائفية تشتعل بين التيار السني والشيعي .
و تتمنى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في الأخير من الزعماء و الملوك العرب احترام إرادة الشعوب العربية الرافضة لكل أشكال التبعية والانحياز لمحاور الهيمنة إقليميا ودوليا والمساندة لكل حركات التحرر بما فيها نضال الشعبين الفلسطيني والصحراوي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/03/2016
مضاف من طرف : chelifien
صاحب المقال : هواري قدور
المصدر : الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان