الجزائر

هل تعيد الوصاية الأمور إلى حالتها الطبيعية داخل اتحادية رياضة المعاقين؟



تسارعت الأحداث هذه الأيام في رياضة المعاقين ووقع ما لم يكن ينتظره أحد لا في أوساط هذه الرياضة ولا حتى بالنسبة لمتتبعي الأزمة التي تهز أركان الهيئة الفيدرالية لهذه الرياضة، التي كانت تتسم منذ فترة قليلة فقط بالاستقرار وحسن التسيير، الذي أدى بفروعها إلى البروز ليس فقط على المستوى الوطني بل تعدى ذلك إلى المستوى الدولي، حيث حصدت عناصرها الرياضية ألقابا عالمية، وواصلت على هذا المستوى إلى غاية تحطيم أرقام قياسية، فأصبحت هذه النتائج مفخرة للرياضة الجزائرية.تعيش رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة اليوم، متاهات كثيرة في التسيير على مستوى هيئتها الفيدرالية التي تقاعس مسؤولوها عن ضبط الأمور في هذا الجانب، مما أدى إلى إحباط نفسي كبير كان بطله عضو الجمعية العامة ورئيس رابطة بسكرة عباس دربالي، الذي حاول إضرام النار في جسده أثناء انعقاد الجمعية العامة العادية للهيئة الفيدرالية السبت الفارط.
واعترف صاحب هذا الفعل بما قام به في تصريح ل "المساء"، موضحا أن الوضع السيء الذي بلغته رياضة المعاقين وسوء تسيير الاتحادية من طرف رئيسها محمد حشفة والمكتب الفيدرالي، هما اللذان دفعاه إلى القيام بتلك المحاولة التي كادت أن تودي بحياته. وواصل يقول: "أزمة اتحادية رياضة المعاقين ليست وليدة أيام أو أسابيع، بل هي قائمة منذ انتخاب الرئيس الجديد للاتحادية محمد حشفة، الذي أحمّله مسؤولية فشل تسيير هذه الرياضة بكل فروعها، وعوض أن يبحث عن الحلول لبعث تسيير هذه الرياضة على قواعد صحيحة قام بإغلاق باب الحوار مع كل الأطراف؛ كرؤساء الرابطات وبعض أعضاء المكتب الفيدرالي والرياضيين، منهم عناصر ألعاب القوى، وهم أبطال عالميون وأولمبيون عزلهم ورفض الاستجابة لكل المطالب التي تقدموا بها لتحسين تحضيراتهم وتدريباتهم تحسبا لمشاركتهم في المنافسات الوطنية والدولية". وأضاف: "تصوروا أن كثيرا من هؤلاء الرياضيين أذرفوا الدموع وتوسلوا لأعضاء المكتب الفيدرالي لكي يتم منع حشفة من مواصلة ممارساته غير القانونية ضد الرياضيين".
رئيس رابطة بسكرة قال إنه ندم على فعلته، وطلب العفو من وزارة الشباب والرياضة ومن زملائه في رياضة المعاقين، لكنه قال: "إن الوضع في هذه الرياضة يجب أن يرجع إلى حالته الطبيعية"، متسائلا عن السبب الذي دفع رئيس الاتحادية إلى توقيف مهام كل اللجان التي تم تعيينها بعد الجمعية الانتخابية، منها لجان المالية والتكوين، إلى جانب قيامه بالتقليل من مهام المديرية الفينة الوطنية التي انتزع منها خاتمها الرسمي، ووصل به الأمر إلى حد إهانة بعض أعضاء المكتب الفيدرالي، الذين رفضوا معارضته خوفا من طردهم من المكتب، واضطروا رفقة كثير من أعضاء الجمعية العامة للتصويت على الحصيلة المالية والأدبية الخاصة بالسنة الأولى من العهدة الرياضية الحالية".
أكد محدثنا أن ما حز في نفسه هو تباطؤ وزارة الشباب والرياضة في فتح تحقيق في أمور تسيير الاتحادية بالرغم من الحقائق التي تم الكشف عنها في جريدة "المساء" من طرف رياضيّي ومسيّري الفروع، والتي بينت أن الاتحادية تعيش أزمة خطيرة، تتطلب التدخل العاجل للسلطات العمومية المكلفة بالرياضة، إلا أن رئيس رابطة بسكرة استقبل بارتياح كبير التصريح الأخير لوزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، الذي أكد أول أمس من قالمة، أنه سيتم إعادة النظر في الجمعية العامة العادية للمعوقين، وأن الوصاية عازمة على النظر بإمعان كبير في المشاكل التي تعرفها هذه الرياضة.
❊ع. إسماعيل


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)