الصراع الدّموي بين #زناتة و #صنهاجة هو نزاع قديم دام لعدة قرون تقريباً إلى غاية القرن الثالث عشر ميلادي و قد مزّق شمال إفريقيا و قطّع أوصالها تاركا المجال للغزاة للأستفادة منه.
هذا الصراع هو الوجه البارز من صراع أكبر بين الأمازيغ البرانس و البتر، صنهاجة هم أكبر قبيلة من البرانس قال عنهم ابن خلدون أنهم ثلث البربر بينما تعتبر زناتة أكبر قبائل البتر قال عنها ابن خلدون أن ديارها أغلب المغرب الأوسط و قد ذكر #ابن_الرقيق_القيرواني أن الفرق بين البرانس و البتر هو أن البرانس مستقرّون متمدّنون بينما البتر تطغى عليهم البداوة و الترحال و كانو يغيرون على المدن، و يمكن أن نلمح ذلك في كتابات #بروكوبيوس_القيصري الذي ذكر أنه في زمن الوندال اجتاح المورييون (اسم لقدماء للأمازيغ) جبل أوراس على حساب الأهالي الليبية (اسم لقداء الأمازيغ) المستقرّون الذين كانو يسكنون المدن الرومانية مثل تاموڨادي فقام المورييون بإجلائهم ثم دمّرو تلك المدن في حربهم مع الوندال.
ظهر النزاع بين صنهاجة و زناتة في القرن العاشر ميلادي زمن #الدولة_الفاطمية فمع بداية القرن العاشر كان المغرب الأوسط و الأقصى قد سقط في أيدي زناتة الذين انتزعوه من الفاطميين و ملكو #تاهرت و #تلمسان و #فاس و وصلت الثورة ضد الفاطميين إلى غاية #جبل_أوراس و كانت صنهاجة تسكن المغرب الأوسط يملكها #زيري_بن_مناد الذي قام ببناء عاصمة ملكه مدينة #أشير قرب #المدية و قد أغار على بعض القبائل من زناتة حتى يدفع البرانس للإلتفاف حوله و هذا ما حصل فعلاً و بعدما استحكم له الملك أصبح يتوغل غرباً في الأراضي الزناتية و تحالف مع الفاطميين لدعم ملكه بينما تحالف الزناتييون مع الأمويين في الأندلس أعداء الفاطميين ليجدوا الدعم السياسي لهم و هنا أصبحت القبيلتان تلعبان لعبة العروش في التحالفات السياسية فكان الزناتييون أغلبهم على المذاهب الخارجية بينما اعتنقت صنهاجة و أحلافها من البرانس المذهب الشيعي الإسماعيلي مؤقتا قبل أن تعتنق المذهب السني المالكي و مزّقت الحروب بينهم شمال إفريقيا و كانت الغلبة لصنهاجة فسقطت تاهرت في يد #بلكين_بن_زيري فقام بالتنكيل بالزناتيين و قهرهم ثم زحف على #تلمسان التي استسلم أهلها من الخوف و وصل إلى غاية #سجلماسة و #فاس و قهر زناتة و حاربها أينما كانت ثم منعو من اقتناء الخيول بينما لم يستطع الأموييون فعل الكثير لهم،و لكن الزناتيبن سيعيدون الكرّة على صنهاجة مستفيدين من زحف الهلاليين الذين أطلقهم الفاطمييون على إفريقية منتصف القرن الحادي عشر فتحالفت قبائل من زناتة مع جحافل الهلاليين ضد إخوانهم من صنهاجة قبل أن ينقلبو عليهم و استغلّ الهلاليون هذه الخصومات للتموقع و اشتعلت إفريقية بالفوضى و فتنة العرب و سقطت شواطئ تونس في أيدي النورمنديين و كان ذلك إيذانا بانتهاء ملك صنهاجة التي حكمت على كل شمال إفريقيا و الأندلس عبر دولة الزيريين و دولة المرابطين بين القرن العاشر و منتصف القرن الثاني عشر ميلادي حيث بزغ نجم الدولة الموحدية أكبر دولة أمازيغية في التاريخ و التي نشأت نتيجة حلف بين أمازيغ مصمودة من البرانس في المغرب الأقصى و زناتة من البتر في المغرب الأوسط و قام سلطانها عبد المومن بن علي الكومي الزناتي ببسط نفوذه على كامل شمال إفريقيا و الأندلس و حرر الساحل التونسي من النورمنديين.
#المراجع:
_كتاب العبر لابن خلدون
_كتاب تاريخ إفريقية و المغرب لابن الرقيق القيرواني
_كتاب زناتة و الخلافة الفاطمية لموسى يوسف إبراهيم
_كتاب حرب الوندال لبروكوبيوس القيصري
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/08/2019
مضاف من طرف : patrimoinealgerie