الجزائر - 01- Généralités

هل اسلم كسيله فعلا حتى يرتد .و لماذا اجبره عقبة بن نافع على ذبح الشاة - قراءة مختلفة في الموضوع



هل اسلم كسيله فعلا حتى يرتد .و لماذا اجبره عقبة بن نافع على ذبح الشاة - قراءة مختلفة في الموضوع
هل اسلم كسيله فعلا حتى يرتد ..............و لماذا اجبره عقبة بن نافع على ذبح الشاة .............قراءة مختلفة في الموضوع
من خلال مواضيعنا السابقة تطرقنا على قلة المصادر إلى بعض من المفاهيم الأساسية عن التركيبة الدينية و الاجتماعية في المغرب قبل الإسلام . و ركزنا على الجانب الديني الذي قلنا انه يعد المخزن الحقيقي لقيم و عادات أي مجتمع .و الطريق المختصر لفهم الأحداث التاريخية و أسبابها و حيثياتها التي جاءت عليها .
تقول الرواية أن عقبة بن نافع اجبر كسيلة القائد البربري على ذبح شاة مما عده هذا الأخير اهانة له لأنها من أعمال العبيد في عرفهم على حد قول ابن خلدون .....فاستاء كسيلة كثيرا من الأمر . و قام بتلطيخ لحيته بالدماء في إشارة إلى الثار .............و هو ما كان فعلا و نهاية القصة معروفة ....
لكن أهم سؤال قد يتبادر إلى الذهن هو ........... من يكون هؤلاء العبيد الذين كانوا عند كسيلة و لم يكن يريد التشبه بهم ..........هل هم بربر ام أعاجم .?..........و هل كان غرض عقبة بن نافع هو فعلا اهانة كسيلة............أليس التصرف غريبا على سياسي و قائد عسكري كبير من طراز عقبة .
أن المجتمع البربري القديم بحكم تمركزه الجغرافي و تقاطعه بشعوب البحر الأبيض المتوسط و الفينيقيين المشارقة كغيره من مجتمعات عصره لم يكن يختلف عنهم في شيء بما في ذلك الطبقية و التفاوت الاجتماعي .....و تماما مثل المجتمع العربي الجاهلي . و المجتمعات المتوسطية كان يضم أسيادا و عبيدا .
و كانت أهم الرموز التي تميز الرجال الأحرار في المجتمعات القديمة عن العبيد هو اللباس . فنعلم مثلا أن الرجال الأحرار في المجتمع اليوناني كانوا يلبسون الإزار الأبيض الشهير أو La toge و الذي كان يشبه إلى حد بعيد لباس الإحرام عند المسلمين في حين كان يمنع على العبيد بتاتا ارتداؤه .
و عند العودة إلى الجداريات و الرسوم الأثرية التي تصور الحياة الدينية لليونان و الرومان في الصور المرفقة نرى العبيد في كل مرة إما عراة الصدور أو بلباس مختلف تماما عن الأسياد .... و كانت توكل لهؤلاء العبيد بالإضافة للأعمال الشاقة التي عادة ما توكل لهم . بعض المهام الدينية الخاصة مثل ذبح القرابين عند تقديمها للآلهة .
فالشيء الذي ربما غاب مرة أخرى عنا عند التطرق لموضوع كسيلة هو أن الذبح عند الأمم القديمة هو طقس من الطقوس الدينية تماما مثل الصلاة و النذر الذي يرتبط عادة به ....فالجداريات و الألواح اليونانية و الرومانية تخبرنا أن ذبح القرابين في شرائعهم كانت مخصصة فقط للعبيد .
و ربما يفسر لنا هذا الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الحادثة التاريخية التي جاءت مبتورة عن دوافعها و حيثياتها .......فهل كان كسيلة يخشى الاهانة الاجتماعية بفعله هذا إذ بذلك يتشبه بالعبيد أم الإساءة الدينية لذاكرة الأجداد باعتبار ان وثنيته التي يكتمها - و يظهر الإسلام - تمنعه من الذبح و تخصصها فقط للعبيد .
و أيا كان ما يفكر فيه كسيلة فالأكيد انه لم يكن أبدا خافيا على قائد عسكري محنك مثل عقبة بن نافع الذي ما كان ليرحب بسذاجة بفرد يحسب على معسكر أعدائه في عقر داره و بين صفوفه دون أن يتأكد من حسن ولائه و نيته .
خصوصا ان المصادر تخبرنا أن أول ما فعله عقبة بن نافع بعد توليه ولاية افريقية كان حبسه لأبي المهاجر دينار الحاكم الأموي السابق عليها و وضعه في الأصفاد قبل ام ينتقل إلى كسيلة و يجبره على ذبح الشاة ..........مما يؤكد لنا أن الأمر لم يكن يتعلق برغبة عقبة المرضية في اهانة كسيلة بقدر ما هو تصحيح عسكري لخطا فادح ارتكبه أبو المهاجر دينار في نظره بتقريبه لكسيلة بين صفوفه و مصاحبته له و اطلاعه على جميع عيوبه العسكرية دون ان يتأكد حتى من صدقه في ادعائه الإسلام .
فكيف يسلم كسيلة و هو لا يزال على اعتقاداته الدينية القديمة. إذ أن رفضه للذبح هو أصلا اهانة للإسلام و المسلمين .إذ أنه بذلك يعتبرهم من العبيد .
كما أن التاريخ يخبرنا في الجانب المقابل عن شخصية تاريخية أخرى لا تقل لغزا و غرابة عن كسيلة ........و هي شخصية خالد بن يزيد القيسي الذي تقول الأخبار أن الكاهنة أرضعته مع أبنائها في ما يشبه الطقوس الدينية و أدخلته في قومها ليتبين في ما بعد أن خالدا كان ينقل أخبارها إلى معسكر المسلمين برسائل كان يبعثها إليهم داخل -كسرة الخبز - كما يقول المؤرخون . كما انه عاد إلى ديانته الأولى بعد انتهاء مهمته بنجاح .
و هنا يتضح لنا جليا أن خالدا هذا ما هو إلا احد الجواسيس الذين بعثهم المسلمون لاختراق معسكر الكاهنة و هدمه من الداخل و قد نجح بمهمته العسكرية بامتياز عكس كسيلة الذي يبدو أن حساسيته الدينية أو الاجتماعية و فطنة عقبة بن نافع قد منعاه من الوصول إلى مراده .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)