الجزائر

هكذا تواطأ الأعور مع بارونات المخدرات للمتاجرة بالرهائن الإسبان شاهد عيان يروي ل"الفجر" تفاصيل اقتحام مخيم الرابوني



صفقة الإفراج عن الأجانب تمت بليبيا ورحلة العودة عبر مطارها
بيع الرهائن الإسبان 3 مرات قبل أن يتمكنوا من العودة سالمين إلى بلادهم، وتم ترحيلهم عبر 4 دول في الساحل الصحراوي على مدار عدة أشهر ليصلوا إلى مطار طرابلس، ومنه التنقل إلى بلادهم مقابل أموال طائلة أرغمت الدول الأوروبية على دفعها لأمراء الصحراء، في وقت تعرض فيه أحد الضحايا لإصابة برجله بسلاح الكلاشينكوف بعد محاولة يائسة لمقاومة الإرهابيين.
ستة إرهابيين يقتحمون مقر ضيافة الأجانب منتصف الليل
كشف لنا أحد حراس مقر ضيافة الأجانب بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالرابوني، كان في مكان وقوع الاعتداء، أن سيارتين من نوع تويوتا ستايشن قدمتا من مالي أواخر شهر أكتوبر من عام 2011، على متنيهما ستة إرهابيين ينتمون إلى التنظيم الجديد الذي قيل إنه انشق عن قاعدة المغرب وهو حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا التي أعلنت عن ميلادها مع هذه العملية، حيث اقتحمت إحدى السيارتين المقر في حدود الساعة 12 ليلا، وأقدم إرهابيوها الثلاثة على تقييد حارسين اثنين قبل أن يعمدوا إلى دخول غرف الأجانب عنوة واقتادوا إسبانيين وإيطالية إلى سيارتهم، ولم ينتبهوا إلى تمكن أحد الحراس من فك وثاقه لطلب النجدة، وكان له ذلك غير أن الإرهابيين التحقوا برفاقهم الذين كانوا على متن سيارة أخرى خارج المخيم، وغادروا المكان بسرعة فائقة. وقبلها كان أحد الإرهابيين اعتدى على رعية إسباني بسلاحه مستهدفا رجله أثناء محاولاته للتخلص منهم.
وكشف لنا الحارس أن الإرهابيين كانوا يتحدثون بعدة لهجات، أغلبها تلك المستعملة في شمال مالي، وكانوا ملثمين حرصا على عدم كشف هوياتهم، والأكثر من ذلك أنهم تجنبوا قدر المستطاع عدم التخاطب فيما بينهم، ثم إن عملية الاعتداء لم تستغرق حسبه كثيرا من الوقت وأخذوا معهم الأجانب وغادروا.
وبعد هذه العملية الإجرامية سارعت الجمهورية العربية الصحراوية إلى تشديد إجراءاتها لحماية ضيوفها، بأن عززت الأمن في المناطق التي يمكن أن يتسلل منها الإرهابيون، ونصبت أجهزة كاميرا في مقر ضيافة الأجانب بعد سد الفراغات التي استغلها الإرهابيون لاقتحام المكان، وذلك لتجنب أي محاولة جديدة لهؤلاء في ضرب أمن المنطقة والإساءة إلى الصحراويين بأعمال أكدوا أن المغرب ضالع فيها بشكل أو بآخر، وهو الذي يتحيّن الفرص لتوريط البوليزاريو في قضايا إرهابية.
مافيا المخدرات يشترون المختطفين بمبالغ خيالية
تواصل مسلسل الرعب الذي عاشه الرهائن الأجانب أشهرا طويلة، وكان أبطال فقرته الثانية مافيا المخدرات الذين كانوا يتربصون بهم في قلب مالي، حيث اقتيد الإسبانيان والإيطالية على الشريط الحدودي بين الصحراء الغربية وموريتانيا ومنها إلى شمال مالي نحو تمبكتو، وبلغوا غاو ليستلمهم أحد كبار المهربين في منطقة الساحل الذي اشتراهم بمبالغ خيالية، اقتناعا منه بأنه سيتمكن من بيعهم بأضعاف مضاعفة من سعر شرائهم إلى أتباع الأعور الذين كسبوا تجربة في التفاوض مع الدول الأوروبية بغية تحرير رهائنهم، وكيفية إرغامهم على دفع الملايين من الأورو لهم.
ومكث الرهائن عند مافيا المخدرات بغاو فترة من الزمن إلى أن تم بيعهم مجددا إلى الأعور الخبير في مثل هذه الجرائم، رغم ما أشيع عنه من أنه رفض اختطاف المنتمين إلى المنظمات الإنسانية، واقتصار ذلك على من يعتبر أنهم يشتغلون لصالح الاستخبارات الغربية، متناسيا بذلك إقدامه قبل سنوات على اختطاف إيطالية.
وقد قيل وقتها إن عملية الاختطاف كانت سببا في الخلاف بين جماعة الأعور وجماعة الشريف ولد الطاهر الذي ورط نفسه في العملية دون إدراك منه لكيفية استغلال الأمر، وجازف بإتمام ما بدأه ولكنه عجز عن توجيه رسالته للدول الأوروبية، واضطر للتخلص من الرهائن ببيعهم إلى مافيا المخدرات الذين دخلوا اللعبة كطرف أساسي لا يقل خطورة عن الإرهابيين.
وكشفت عدد من المصادر إلى أن المُخطط لارتكاب الجريمة هو ولد سيد احمد كانت له اتصالات مباشرة مع الأعور، مرجحة أن المدعو خالد أبو العباس كان على علم بما كانت تحضر له الحركة من خلال تتبع حركات الأجانب في الساحل الصحراوي في وقت لم يعمد فيه إلى إعاقته، وإنما كان يترقب النتيجة التي ستصب في فائدته، وروج لفكرة أنه لا يختطف المدنيين ممن يتنقلون إلى المنطقة من أجل السياحة فكيف بالمنتمين إلى المنظمات الإنسانية.
وبعد إتمام عملية البيع بنجاح، عاد الإرهابيون الستة من خلال مسلكهم السابق نحو مخيمات اللاجئين الصحراويين لكن هذه المرة وجدوا مقاتليها الذين وقفوا لهم بالمرصاد، وتمكنوا من القضاء على خمسة منهم في حين تمكن سادسهم وهو السائق من الفرار آخذا معه جثة رفيقيه، وفر بجلده نحو الحدود المالية، واستعصى على الصحراويين اختراقها لملاحقته.
الأعور ينوب عن الجهاد والتوحيد في ابتزاز أوروبا
قدّم مافيا المخدرات الرهائن الغربيين لمختار بلمختار أمير كتيبة الملثمين على طبق من فضة، وسلموهم إياه نظير أموال طائلة كان قد تحصل عليها من اختطافاته السابقة والمتبوعة بدفع الفدية، وهو الخبير بطرق ابتزاز السلطات الغربية، وتمكن من عقد اتصالات مع إسبانيا وإيطاليا اللتين استسلمتا لمطالبه، وكان له ذلك لتبدأ رحلة أخرى للرهائن الذين قضوا هذه الأشهر في التنقل من مكان إلى آخر، ومن جماعة إلى أخرى وغادروا غاو نحو النيجر، وهي طريق مفضلة للأعور في تنقلاته، وتتمركز مناطق نفوذه الفعلية في شمال مالي باتجاه النيجر وليبيا، خاصة في عمق الصحراء التي تجمع كل من ليبيا النيجر والجزائر، وهي قريبة جدا من الحدود التشادية وتتميز بصعوبة تضاريسها وقليلون جدا أولئك الذين يعرفون خباياها، واستغلها رجل ”المارلبورو” كما كان يعرف سابقا قبل أن يؤسس جماعته الإرهابية في تمرير المواد المهربة، وأصبح يستغلها لتهريب البشر الذين يختطفهم، وحتى أولئك الذين يختطفون من قبل الحركات الإرهابية الأخرى ينوب هو عن توجيه رسالته للدول الأوروبية، وهو ما قام به بالنسبة لحركة الجهاد والتوحيد التي نفضت يديها بعد تنفيذها المهمة المريبة التي أثارت حولها العديد من الشكوك حول الواقف خلفها.
الرهائن يُحرّرون في ليبيا ويغادرون من مطارها
بلغ الرهائن الثلاثة إينوا فيرناندث دي رينكون إسبانية الجنسية، وإينريك غونيالونس إسباني الجنسية، وروسيلا أورو إيطالية الجنسية، الحدود الليبية الهشة بفعل الأزمة التي خلفها الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وكشفت مصادرنا أن الرعايا تم تحريرهم في هذا البلد، حيث تمت الصفقة، وغادروا إلى دولهم عبر مطار طرابلس، وقالت حركة الجهاد والتوحيد في بيان لها فور إطلاق سراح الرهائن الغربيين المختطفين من مخيم للاجئين الصحراويين (الرابوني) إن جميع الشروط التي فرضها الأعور على الحكومات الأوروبية المعنية تحققت، وذلك بالحصول على فدية لم يذكر قيمتها وبالإفراج أيضا عن ثلاثة معتقلين في ‘'بلد مسل م''.
مبعوثة ”الفجر” إلى مخيمات اللاجئين الصحراوين: حسيبة. ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)