قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنها تكافح لتوفير الرعاية لما لا يقل عن 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، وسط هجمات الاحتلال الصهيوني المتواصلة.أكّدت المنظمة الأممية، في بيان: "هناك ما يقدّر بأكثر من 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، فيما تلد أكثر من 180 امرأة كل يوم". وأشارت إلى أن "الأطباء والقابلات التابعين لها يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الرعاية للنساء الحوامل بعد الولادة والحوامل المعرضات لمخاطر عالية في 7 من أصل 22 مركزاً صحياً تابعاً للأونروا".
وفي منتصف نوفمبر الماضي، أكّد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألين أن الحوامل "ليس لديهن مكان يذهبن إليه"، بينما تشير تقديرات الصندوق إلى أن "15 بالمائة من الولادات على الأقل سوف تنطوي على مضاعفات تتطلب رعاية توليدية"، وهو أمر غير متوفّر في غزة التي مزقتها الحرب.
ويصف صندوق الأمم المتحدة للسكان، الوضع بأنه "كابوس"، مؤكّداً أن نساء يغادرن المستشفى بعد ثلاث ساعات من الولادة، وأنّ المستشفيات تعاني من نقص في الدم، ما يعرقل علاج المصابات بنزيف ما بعد الولادة، مضيفاً أن إغلاق الندبات القيصرية وقطع الحبل السري يتمان بدون أي محلول مطهر.
ويقول ألين "كابوس غزة" بأنه "أكبر بكثير من أن يكون مجرد أزمة إنسانية، إنه أزمة إنسانيتنا".
ولادة عبر الهاتف
وإذا كان الحظ يسعف بعض الحوامل للولادة في المستشفى تحت إشراف أطباء، فإنّ كثيرات لا يحظين بهذا الامتياز ويضطرن للولادة في الخيم أو بين ركام المباني المدمّرة دون مساعدة، أو بمساعدة أفراد لا دراية لهم بعملية التوليد، وعن هذا الواقع المأساوي، نسرد قصّة طبيب متخصص في التوليد بمدينة نابلس في الضفة الغربية، الذي تفاجأ باتصال هاتفي بعد الثانية من منتصف الليل جاءه من منطقة جباليا الواقعة في قطاع غزة، وكان المتصل يطلب مساعدة طبية لإتمام حالة ولادة لسيدة في أحد تجمعات النازحين.
وكان الرجل المتصل، لا يعرف كيف يتصرف مع السيدة التي تضع مولودها في ظروف لا يمكنها فيها الوصول إلى مستشفى أو العثور على طبيب، يمكن أن يُكمل المهمة، حيث خرجت كل مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وأكّد الطبيب المتخصّص، أنه بدأ بإعطاءالرجل الإرشادات عبر الهاتف، خاصة كيف يربط الحبل السري ومن ثم يقطعه، وكيفية إخراج المشيمة والتعامل مع المولود ووضعه في حضن أمه لتقوم بإرضاعه ولتخفيف النزيف الذي تتعرض له".
ويرى هذا الطبيب أن الحالة الفلسطينية استثنائية، مشيرا إلى أنه تعامل في السابق مع حالات مماثلة، وكثيرا ما كان يضطر في ظل الإغلاقات، وعدم قدرة النساء على الوصول إلى المستشفيات للتوجه إليهن سيرا على الأقدام لتقديم المساعدة لهن في بيوتهن.
وقال: "عايشت مثل هذه المواقف خلال أيام الانتفاضة الفلسطينية، حيث كان يُمنع المرور بالسيارات ويُسمح فقط بالسير على الأقدام".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net