الجزائر

هكذا تضبطون نفقاتكم المالية في شهر رمضان



تجنبوا الوقوع في فخ التبذير
هكذا تضبطون نفقاتكم المالية في شهر رمضان
التبذير آفة باتت لصيقة بمجتمعنا وللأسف وتزداد فجوتها خلال الشهر الفضيل بحيث تتضاعف النفقات التي تُستنزف بصفة كبيرة في شراء السلع ومختلف المواد الغذائية بحيث يأخذ الطعام النسبة الأكبر في الانفاق وعادة ما يكون مآل نصف الكمية منه في سلة المهملات ناهيك عن الخبز الذي يزداد تبذيره خلال رمضان هي كلها أسباب دفعت المختصين إلى تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية للحد من آفة التبذير لاسيما خلال الشهر الفضيل.
نسيمة خباجة
شهر رمضان محطة إصلاحية عامة كل سنة تشرق علينا أنواره بتعاليمها السامية الجميلة فتكون لنا فرصة حقا رائعة لمراجعة سلوكياتنا وفي كل جوانب حياتنا ومنها الجوانب المالية والإقتصادية ولعرضها على مقاييس متزنة هي أرقى المقاييس التي تعرفها البشرية في هذا العصر الإنفتاحي فيمكنها أن تهذب مفاهيمنا الشخصية وترتقي بحياتنا.
غالبا ما تزداد مصروفات الأسرة خلال شهر رمضان وهو ما يكون نتيجة اتباع سلوكيات شراء وإنفاق خاطئة تتعلق بالمشروبات والمأكولات التي تستهلكها الأسرة خلال ذلك الشهر كذلك مستلزمات العيد من ملابس ومفروشات جديدة للمنزل وكل ما يتعلق بالمخبوزات والحلويات دون التخطيط والتركيز على الضرورات مما يترتب عليه اضطراب ميزانية الأسرة ومن ثم إرهاقا ماليا.
لا للبذخ والأسراف
للأسف الشديد فإن أكثر الأسر المسلمة يرتفع إستهلاكها الإعتيادي في هذا الشهر الفضيل ويجعلون منه شهرا للبذخ والأسراف وتبذير النقود مع أن التعاليم الإيمانية توجهنا إلى الإعتدال في الإنفاق خصوصا في هذا الشهر المبارك فيجب علينا إذا أن ننتبه أولا إلى الأفكار التي تدفعنا إلى المبالغة في الأسراف خلال هذا الشهر خاصة لأنها أفكار لا تدعم إيمانياتنا ولا ميزانياتنا.
هناك بعض التدابير التي يمكنها أن تساعد في ضبط سلوكيات الإنفاق خلال شهر رمضان الفضيل فكيف نجعل هذا الشهر الكريم فرصة لاكتساب بعض السلوكيات المالية والإستهلاكية السليمة والتنبه كذلك لتلك السلوكيات الخاطئة والتي كثيرا ما نقوم بها بسبب ضعف الوعي المالي والتي تتسبب في هدر الطاقة المالية للفرد والأسرة والمجتمع وسنستعرض فيما يلي بعض الأفكار التي تساعد على توفير بعض النقود.
خطوات لترسيخ عادات مالية سليمة:
- كتابة قائمة الإحتياجات قبل الذهاب إلى التسوق: من الأدوات العملية الحكيمة والتي سوف تحد بدرجة واضحة من إهدارك للنقود مقابل أغراض لا تلزمك هو أن تكتب قائمة بالأشياء التي تحتاجها والتي تحتاجها فعليا فقط.
- وضع هذه القائمة مهم جدا فهي تعزز وعيك المالي حيث أنها تجعلك تميز بوضوح وشفافية بين ما تحتاجه فعلا وبين ما يمكنك الإستغناء عنه وهي كذلك توجهك أثناء التسوق مباشرة إلى الأرفف التي تحتاج زيارتها وتوفر عليك وقت الدوران العشوائي داخل السوق.
- عدم إعداد كميات كبيرة من الطعام تفيض عن حاجة الأسرة الفعلية:
بحسب التقارير فإن الإنفاق الأسري الأعلى يكون على الطعام ولذلك يجب التنبه لهذا الجانب من أجل ضبط الإنفاق المبالغ فيه على الطعام فكثيرا ما يكون إنفاقا غير أساسي ويمكن الإستغناء عنه وتوفير قيمته ومن العادات السيئة التي تهدر الكثير من ميزانية الأسرة في هذا الجانب هي إعداد كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة الفعلية للأسرة ويلاحظ تزايد هذا الأمر في شهر رمضان.
يجب على ربات البيوت تحمل مسؤولية خاصة في هذا الجانب فيجب عليهن إعداد وجبات لا تزيد عن حاجة الأسرة لأن هذا يثقل كاهل معيل الأسرة ويعود الأبناء على عدم المبالاة في الأسراف.
عدم المبالغة في إقامة الولائم
يتميز شهر رمضان المبارك بأجواء إجتماعية رائعة حيث يتشجع الناس على تبادل الزيارات العائلية وهذا أمر جيد بلا شك ولكن بشرط أن لا يكون ذلك عبء ماليا على الأسرة المستضيفة وأن لا يكون كذلك تضييعا لوقت طويل من وقتهم ليس بالضرورة أن تكون هذه الزيارات والولائم مستمرة بشكل شبه يومي طوال شهر رمضان بل يمكن أن تكون مرة واحدة أو مرتين في الاسبوع الواحد وذلك بحسب المستوى المالي للأسرة وبحسب إستعدادها لاستقبال الزيارات.
وحتى لا تنقطع الزيارات بسبب الوضع المالي للأسرة فإن أحد الحلول هو أن تكون الزيارات مختصرة من ناحية الوقت ومن ناحية الوجبة أيضا حيث ليس من الضروري أن تستمر الاستضافة إلى وقت متأخر من الليل وليس من الضروري كذلك أن تكون الدعوة على عشاء دسم بل يمكن بدل ذلك أن تكون الدعوة إلى (قهوة) وحلويات وعصائر مثلا وليس هذا بخلا وإنما مراعاة للنفقات المتزايدة.
تخزين الطعام المتبقي
يحدث كثيرا في شهر رمضان أن تبقى كميات معتبرة من عدة أنواع من الطعام ولا مشكلة كبيرة في ذلك ما دمنا لن نتخلص منها في برميل القمامة وأحد الحلول الممتازة لهذا الأمر هو أن نحتفظ بهذه الأطعمة في الثلاجة لكي نتمكن من تقديمها في اليوم التالي فالثلاجات الحديثة يمكنها أن تحفظ الطعام بصورة جيدة ولفترات طويلة. هناك بديل آخر عن تخزين الطعام الجاهز وهو أن يتم إرساله إلى بيوت الجيران كنوع من الصلة الودية أو كنوع من الصدقة التي تعني الكثير بالنسبة إلى الأسر الفقيرة وهذا متناسب تماما مع التوجيهات السماوية الكريمة وهنا كذلك لا ننسى الأسر ذات الدخل المحدود فهم يستحقون منا التقدير والصدقة خصوصا في شهر المحبة والخير والعطاء.
بالرغم من أن زيادة الإنفاق أثناء المناسبات الإجتماعية هو أمر غالب على معظم الأسر وتزايد متطلبات الحياة أيضاً إلا أنه يجب أن يتناسب مع قيود الميزانية المخصصة لها وبالتالي يمكنك الوفاء بمتطلبات الشهر الفضيل دون أن تواجه مشاكل مالية قد تنشأ نتيجة الإنفاق المفرط وإرتفاع الأسعار المرتبطة بشهر رمضان.
توفير الوقت والمال خلال شهر رمضان
تخطيط مالي خاص بشهر رمضان سيساهم ذلك في الحفاظ على ميزانيتك الشهرية دون تأرجح خلال الشهر.
يُكَدِس أغلبنا الكثير من الملابس وأدوات المطبخ وقطع الأثاث وغيرها من الأشياء التي قد لا نكون بحاجة إليها طوال العام لذا اتصل بإحدى الجمعيات الخيرية واطلب منهم القدوم لأخذ هذه الأشياء واحجز موعدك قبل شهر على الأقل من قدوم رمضان فترتيب هذه البنود وإعادة توزيعها يستغرق عادة الكثير من الوقت والجهد وبالنسبة للعيد حاول وضع خطة لمشترياتك من الهدايا في وقت مبكر. حيث تترقب معظم الشركات التي تبيع منتجات استهلاكية ارتفاع الطلب مما يؤدي إلى زيادة أسعارها بصورة كبيرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)