الجزائر

هكذا تتحوّل الى مليونير في 8 أيّام... بالقانون



هكذا تتحوّل الى مليونير في 8 أيّام... بالقانون
'القانون لا يحمي المغفّلين'، مقولة نردّدها مع كلّ عمل 'ساذج' يقوم به أحد أفراد المجتمع، غالباً بهدف انتقاد الثقة المفرطة العمياء بالآخرين التي يمكن أن تؤدّي إلى عواقب لا تحمد عقباها، لكن من أين أتت هذه المقولة الشّهيرة؟ وهل هي حقيقيّة؟





حدثت هذه القصّة قبل سنوات عدّة في الولايات المتّحدة الأميركية. وفي تفاصيلها، انه كان هناك شخص فقير جداً فكّر في وسيلة ما يمكنها أن تنتشله من فقره ليصبح من الأغنياء في 8 أيام من دون أن يعمل. فقرّر نشر الإعلان التالي في إحدى الصحف: 'تريد أن تصبح غنيّاً؟ ما عليك سوى إرسال دولار واحد على العنوان المدوّن'.



وفعلاً نجحت خطّته بعد 8 أيام فقط وأصبح من الاغنياء، بعد أن قام الملايين من الناس بإرسال دولاراتهم الى عنوان سكنه... ولكي يحمي نفسه، ردّ عليهم في الصّفحة نفسها شارحاً ما قام به. فثار الناس عليه وقدمّوا ملايين الشكاوى بحقّه، ولكن فعليّاً لا حجّة تدينه وقد نال مراده وأصبح غنيّاً بالفعل..



وقد أصدر القاضي الاميركي حينها مقولته الشّهيرة التي تُستعمل حتى أيامنا هذه: 'القانون لا يحمي المغفّلين'!.



وللإضاءة على الموضوع من النّاحية القانونيّة، يجزم أحد المحامين في حديث لموقعنا بأنّ 'أحداً لا يمكنه أن يتجاهل القانون و الانظمة الصادرة عن المراجع الرسميّة المعنيّة، والمواطنون ملزمون التقيّد بها شاؤوا أم أبوا'.



أمّا بالنسبة إلى موضوع 'الاحتيال على القوانين' فشدّد المحامي على أنه لا يجوز لأي فرد التذرّع بجهله للقانون ولا الاحتيال عليه بمعنى الاحتيال. ولكن، في المقابل، يمكنه الاستفادة من الثغرات الموجودة في بعض القوانين، وهنا تجدر الاشارة الى قوّة المحامي (الوكيل) في قضيّة ما، بحيث تمكن تلك القوّة في قدرته على الاستفادة من عدم دقّة المواد والقوانين. كما يمكن أن يقوم الافراد بذلك، وهنا تكمن احتمالات حصول تجاوزات وانتهاكات للقوانين'.



وفي هذا الاطار، دعا المحامي المواطنين الى 'التنبّه قبل توقيع أيّة معاملة قانونيّة، فالحياة العمليّة لم تعد كالسابق، كل شيء تغيّر، والامور تعقّدت، والقوانين لن ترحمه، فهي صارمة. وفي الجزائر للأسف، ليست هناك ثقافة قانونيّة في المجتمع، ما يؤدّي الى زيادة المنازعات الفرديّة أمام المحاكم'.



واعتبر المحامي أنّه 'من شأن الاعلام والصحافة تثقيف المجتمع قانونيّاً، وللأسف هناك نقص في ذلك'. وهنا أكدّ الاخير بأنّ الثقافة القانونيّة إنما تنمّي روح المشاركة لدى الأفراد، لأنّ القانون يرتبط بحياة الفرد وهو ضمن مجتمعه ولذلك ستؤدي الثقافة القانونيّة إلى تنمية روح الجماعة من خلال الاعتياد على أسلوب الحياة السليم بحيث لا يتعدّى على حقوق الآخرين، ولا يسمح للغير بأن يعتدي على حقوقه .



وأخيراً، تمنّى على 'كلّ فرد استشارة أهل الاختصاص قبل القيام بأيّ حركة أو أمر قانوني، تجنباً لأيّ مشكلة وللوقوع في خلافات ونزاعات'.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)