فشلت إسرائيل في استعادة جنديها الأسير جلعاد شاليط الذي خاضت من أجله الحرب على غزة، وهي من حيث المبدأ تسعى إلى إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس، وهي تتفاوض معها فعليا، رغم العنجهية التي يتحدث بها إيهود أولمرت المهزوم في الحرب والمفاوضات.
لا خلاف بين حماس وإسرائيل حول التبادل كمبدأ لإطلاق الجندي الأسير، لكن أولمرت حاول بكل الوسائل أن يحفظ بعضا من ماء الوجه الذي أريق في حربين فاشلتين، فالحديث في التفاصيل لا يغير حقيقة أن إسرائيل ستطلق في النهاية سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل استعادة شاليط، وهذا يعني أن إسرائيل فقدت قدرتها على ترجمة قوتها العسكرية المفرطة إلى قوة تفاوضية.
عندما أعلن أولمرت الحرب على لبنان سنة 2006 قال بصلفه المعهود : "لن تتوقف الحرب حتى يعود الجنديان الأسيران" وقال نصر الله بتصميمه وحزمه "لو جاء العالم كله فلن تستعيد إسرائيل الجنديين إلا في إطار صفقة لتبادل الأسرى ومن خلال مفاوضات غير مباشرة" والذي حدث بعد ذلك هو ما قاله نصر الله، واضطرت إسرائيل صاغرة إلى إطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين وتسليم عشرات الجثث مقابل جثتي الجنديين.
لا بد من الاعتراف أن إسرائيل قابل للهزيمة في الحرب وفي المفاوضات إذا وجدت من يتصدى لها بحزم، فقد أصبح مؤكدا الآن أن الحرب على لبنان ثم على غزة كانت من الهزائم المنكرة والشاملة، فالفشل في تحقيق أهداف الحرب كان في الحالتين متبوعا بفشل آخر في إدارة المفاوضات حسب الأهداف المعلنة.
هذه التجربة قابلة للتعميم، فالعرب لم يخسروا الحرب إلا عندما أسقطوا خيار المواجهة من حساباتهم، وهم لم يستسلموا في المفاوضات إلا لأنهم ذهبوا إلى الطاولة وهم موقنون بأن إسرائيل هي الأقوى ولا خيار أمامنا إلا تسليمها ما تريد ودون مقابل، وما يجري الآن يثبت بالدليل أن إسرائيل تلقت هزيمة شاملة يمكن أن تكون بداية عهد جديد في الصراع معها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2009
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صوت الأحرار
المصدر : www.sawt-alahrar.net