الكعبة المشرفة .. هي بيت الله فى الأرض .. إليها تتعلق عيون التائبين .. وعلى أرضها وحولها تسجد أجساد العابدين .. وفوقها تحلق قلوب المحبين العاشقين لخالقهم ..وحين نبحث في التاريخ نجد أن تلك الكعبة التي نتحدث عنها ألا وهي كعبة مكة التي نقصدها حاجين ومعتمرين لم تكن هي الكعبة الوحيدة التي يحج إليها العرب .. فكيف هذا ؟؟
بيوت الله القديمة
كانت هناك كعبات كثيرة تملأ ربوع شبه جزيرة العرب عرفت باسم بيوت الله يقصدها الناس في مواسم معلومة تشترك فيها القبائل ويتعاهدون على المسالمة في جوارها وكان أشهرها في الجزيرة العربية :
بيت الأقيصر وبيت ذي الخلصة وبيت صنعاء وبيت رضاء وبيت نجران بالإضافة إلى بعض البيوت الصغيرة التي كانت تحج إليها القبائل القريبة
حكاية كل كعبة
أشهر الكعبات القديمة كان بيت الأقيصر في مشارف الشام مقصد القبائل من قضاعة ولخم وجذام وعاملة يحجون إليه ويمارسون نفس طقوس حج أهل مكة لكعبتهم ويحلقون رؤوسهم عنده بعد انتهاء حجهم .
أما بيت ذي الخلصة فكان يسمي الكعبة اليمانية وهو بيت أصنام لقبائل تقع بين مكة و اليمن مثل قبائل دوس وخثعم وبجيلة والذين كانوا يسمونه الكعبة اليمانية كانوا يسمون كعبة مكة الكعبة الشامية وقد أمر النبي جرير بن عبد الله البجلى بهدمه بعد فتح مكة فهدمه بعد أن دافعت عنه خثعم دفاعاً شديداً .
وكعبة رضاء كانت بيت لبنى ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد ابن تميم وقد هدمه المستوغر بن ربيعة بن سعد بأمر من النبي ومثلها كان بصنعاء بيت رئام يحجون إليه وينحرون عنده حتى هدم بعد انتشار اليهودية في اليمن .
أما كعبة نجران فيقول عنها الكلبي إنها لم تكن بناء وإنما كانت قبة كان إذا جاءها الخائف آمن أو طالب الحاجة قضيت حاجته أو المسترفد رفد وكان فيها أساقفة معتمدون وهم الذين جاءوا إلى النبي ودعاهم للمباهلة كما جاء في سورة آل عمران ... وقد شاركت كعبة نجران كعبة مكة في تلك الخاصية ... فإن القرآن نص على حماية من يدخل البيت الحرام وكعبة مكة طالبا للأمن ومن دخله كان آمنا .. فهذا التقديس والتخصيص والحماية لم تكن بجديدة على العرب ..
وبرغم كل تلك الأهمية للكعبات المختلفة قديما إلا أنه لم يجتمع لبيت من هذه البيوت ما اجتمع لكعبة مكة فمكة كانت ملتقى طرق القوافل بين الجنوب والشمال والشرق والغرب.. كما أن مكة لم تكن دولة بالمعني السائد حينها ولم تعرف ملكاً يجلس على عرشها ويستبد بأمورها وإنما كانت مكة عربية لجميع العرب فيها مكان العبادة والتجارة تتداول القبائل شئونها وفق أعراف وعادات ويجتمع أهلها على تعظيم البيت الحرام ويتبادلون المنافع والصلات دون تحكم من سلطة أو حكام ..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com