الجزائر

هذه القضية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لبلاتر



هذه القضية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لبلاتر
تتوالى تطورات قضية القبض على عدد من كبار مسؤولي الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ ساعات الصباح الباكر اليوم، وتتواصل ردود الأفعال منذ قامت صحيفة نيوورك تايمز بنشر الخبر. رغم عدم ذكر أسماء المسؤولين البارزين، إلّا أنّ وصفهم بالمسؤولين الكبار، يؤكد بما لا يدعو للشك أنّ هناك دلائل وبراهين دامغة على شبهات الفساد التي طالما حامت حول عمل الفيفا، كما أنّ عملية تسليم هؤلاء المسؤولين إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تطالب بمحاكمتهم بمقتضى القانون بقضايا تتعلق بالإبتزاز وغسيل الأموال والإحتيال على مدى أكثر من عشرين عامًا، تؤكد أنّ هناك الكثير مما يقال في موضوع الفساد الذي يتحدث عنه الجميع، ولكن لم تتضح أيّة دلائل أو براهين عليه. وما يثير الدهشة أكثر أنّ الحديث عن عمولات ورشاوى يصل مداها إلى 100 مليون دولار، وهو رقم يعبّر عن حجم الفاسد الذي عاشته هذه المنظومة الأكبر في الساحة الرياضية. الموقف بات خطيرًا والجميع يترقب انتخابات رئاسة الإتحاد الدولي التي ستعقد في زيورخ الجمعة المقبل، وهناك تساؤلات عديدة حول موقف رئيس الإتحاد الدولي الحالي جوزيف بلاتر من هذه التطورات الخطيرة، خاصة وأنّ هؤلاء المسؤولين يعملون تحت إمرته منذ أكثر من 18 عامًا، ولن يكون بريئًا من تصرفاتهم على الجانبين، فإذا كان يعلم بهذه التصرفات فهو شريك بالجريمة، وإذا كان لا يعلم بمرور كل هذه السنوات، فهو غير جدير بقيادة المنظمة العالمية. سبق للأمير الأردني علي بن الحسين المنافس الوحيد لبلاتر على مقعد الرئاسة أن طالب بتجديد الفيفا، وبنى مشروعه الإنتخابي على التخلص من الخلايا الفاسدة في هذه المؤسسة العريقة والإنطلاق نحو مستقبل أكثر نقاء، وفتح جميع الأوراق للجميع حتى لا يبقى ما يمكن إخفاؤه، وقد تكون نداءات الأمير المتكررة بضرورة فتح الملفات ومحاسبة الفاسدين قد آتت أكلها، وبدأت عملية المراجعة الشاملة لتصرفات المسؤولين في الفيفا، والذين تلطخت أيديهم بقضايا فساد قد مبالغها إلى مليارات الدولارات، كانت حقا للاتحادات الوطنية التي تجتهد وتشقى في سبيل تطبيق منظومة الاحتراف الداخلية وبناء منتخبات قوية قادرة على المنافسة خارجيًا. موقف بلاتر زاد تعقيدًا، وفي حال ثبوت ما يُشاع حول عمليات القبض على المسؤولين، وفي حال الكشف عن أسمائهم، فربما يهز ذلك عرش قيصر الفيفا، وقد تسحب الكثير من الإتحادات الوطنية التي ستشارك في الإنتخابات ثقتها به، بل ويمكن أن يكون هناك سيناريو مختلف تمامًا بأن يضطر سيد الفيفا الأوحد إلى سحب ترشيحه وبالتالي إعلان الأمير علي رئيسًا بالتزكية. الساعات القادمة ستكن حساسة وحاسمة، وستكشف الكثير من الحقائق التي انتظرها جميع العالم بشغف، علّها تكشف ولو جزء بسيط من الجانب المظلم في الفيفا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)