إذا ما استسلمنا للقراءات التي تناولت زيارة قائد أركان الجيش الفرنسي اليوم إلى الجزائر، فإنها تتمحور حول الضغط على الجزائر للمشاركة في تدخل عسكري في ليبيا، ومعنى هذا ان الفرنسيين يريدون للجزائر أن تلعب دورا متقدما سواء من خلال فتح قواعدها العسكرية أو أجواءها للطيران الحربي الفرنسي وللجيش الفرنسي في رحلاته وتنقلاته واستخداماته اللوجيستيكية، او من خلال المشاركة المباشرة في الحرب .. هذا ما تناولته القراءات المتعددة، لكن دعونا نلقي نظرة على الأزمة الليبية، مسبباتها ونتائجها؟في البداية لابد من التأكيد أن الفرنسيين بالدرجة الأولى هم من كان وراء تهديم كل المؤسسات الليبية القائمة في عهد القدافي، وهم من زودوا الميليشيات بالسلاح ومكنوهم من التغول بعد تخريب ليبيا. ثانيا: أن الفرنسيين في عهد ساركوزي هم من تركوا ليبيا غارقة في دماءها وخرابها تتقاذفها الأسلحة يمينا وشمالا ورحلوا دون أي دعم للعملية السياسية.ثالثا: الفرنسيون هم من سمحوا للجماعات الإرهابية بالانتقال من شمال مالي إلى ليبيا ثم من ليبيا إلى شمال مالي وحتى تونس والجزائر بعد ان دمروا الحدود الليبية… اليوم، تحاول فرنسا تحت ضغط المجتمع الدولي، وبعد ان فاحت رائحة سياستها الكريهة في أرجاء المنطقة، تطهير ليبيا من سلاحهم، لكنهم عاجزون، لا يملكون مفاتيح الحل ، كيف يتم ذلك؟العبقرية الفرنسية، لم تجد سوى محاولة إقحام الجزائر، يعني الجيش الجزائري، يعني المؤسسة الوحيدة القائمة والمنسجمة والقوية في البلاد، يعني إنهاك آخر أعمدة الدولة الجزائرية ومن ثمة تصبح باريس تسرح وتمرح من فرنسا إلى السينغال، فالمغرب مستباح، والصحراء الغربية معلقة، وموريتانيا ضعيفة، وتونس، تترنخ، ومالي مشتتة، .. أو لم تبق إلا الجزائر عقبة؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com