الجزائر

هذا الأسبوع ''.. والعبرة من الجبهة''



يعيش حزب جبهة التحرير الذي يحكم البلاد، أو يحكمون به البلد، منذ سنوات، حالة عصيبة. فقد عرف في أقل من سنة هزتين، الأولى برزت مع إعداد قائمة أعضاء المكتب السياسي، والثانية عند الإعلان عن قوائم المرشحين للتشريعيات المقبلة.
لم تعد الحالة الملازمة للصراع على المناصب ماركة خاصة بحزب. وأحزاب الحكم التي عرفت كيف تتفادى المشاكل وتزايد الاحتجاجات، هي تلك التي قسمت المواقع على من رأت فيهم مصدرا قد يهدّد سكينتها. فكيف غابت عن بلخادم هذه القاعدة الذهبية، وهو المعزّز بتجربتين، الأولى كان ضحية لها، يوم تنفيذ الانقلاب على المرحوم عبد الحميد مهري عام .1996 والتجربة الثانية كان هو أحد أبطالها، عندما قبل بدور تنفيذ عملية الإطاحة بالأمين العام علي بن فليس، عقابا له على طموحه في الرئاسة.
يعترف مساعدو بلخادم بأن الوزيرين لوح وحراوبية هما من أعدّا القوائم لدخول التشريعيات القادمة. ويؤكد الوزير السابق هيشور بأن بلخادم اعترف له بأن الوزيرين فرضهما السعيد بوتفليقة، شقيق رئيس الجمهورية.
من القراءات المحتملة وراء الهزة الثانية سعي دائرة شقيق الرئيس لـ صناعة أزمة تمكنهم، عبر تفاوض الجناحين المعارضين لبلخادم، من إعادة صياغة تركيبة المتحكمين في جهاز الحزب، بشكل يخدم الرئاسيات المقبلة. وكما يبدو من الاعترافات، لم يكن بلخادم عقبة في وجه الذين أعدّوا القوائم. لكنه سيكون ضحية لـ تقارب الفريقين، استعدادا للأهم. وعمليا، يزيد هذا السلوك في سواد صورة العمل في السياسة، كما يزيد من أسباب النفور للابتعاد عن كل ما له علاقة بالعملية السياسية، لتزايد مظاهر الارتباط بينها وبين اقتسام السلطة والنفوذ.
وعشية انطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي، نلاحظ سيادة الخطاب الفقير بالأفكار البديلة، واعتماده على التجريح والتشكيك. وباستثناء المساهمة الجدية لمنتدى رؤساء المؤسسات ، بـ50 اقتراحا في المجال الاقتصادي من أجل تحقيق نمو خارج المحروقات وخارج التجارة بالواردات، لا تجد أغلبية الأحزاب ما تقوله عن المستقبل، سوى التحذير من الجار داخل الحدود ، ومن ذاك الجار الذي على الحدود . وربما تشعر أحزاب الحكومة بتورطها في نشر اقتصاد البازار، ما يجعلها تتفادى نقد الواقع بلغة البديل الذي يجب أن يكون. فهل تعمّد مخططو التغيير خلق هذا الجو قبل انتخاب نواب مجلس سيكلفون بـ التصويت على دستور جديد للبلاد؟
من عشرة أعوام سابقة، عشنا تجربة شبيهة، حققت لمخططي العملية مسعى الاحتفاظ بالحكم، فكان ذلك هو البرنامج. واليوم، ما تزال تقنية تنفيذ الانتقال هي نفسها، فالقاعدة لم يطرأ عليها تغيير.. تتزين بالمتغيرات، في شكل أشخاص، وتبديل الأسماء بأخرى.. أو في شكل أحداث.


hakimbelbati@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)