الجزائر

هبوط "تاريخي" لأسعار الخضر والفلاحون على حافة الإفلاس



هبوط
يتكبد الفلاحون حاليا بالعديد من الولايات خسائر معتبرة بسبب الوفرة وقوة العرض وجشع السماسرة، مما أرغمهم على بيع منتجاتهم بأبخس الأثمان أو رميها كأعلاف للأبقار.فالفلاحة، حسب ممارسيها، أضحت حرفة شاقة بلا مردود، ورغم كثرة الطلب على الخضر والفواكه في شهر رمضان إلا أن العرض كان أقوى مما أنزل الأسعار بالنسبة إلى الفلاح، إلى الحضيض. فحسب الفلاحين الذين تحدثنا إليهم، في ولاية سطيف التي اتخذناها عينة، فإن الطماطم تباع في الحقول بسعر 5 دج والكوسة ب 7 دج بينما نزل الخس إلى أدنى المستويات وبلغ سعر 3 دج فقط، فهناك من يُحمل شاحنة صغيرة من الخس ولا يدفع للفلاح سوى 1000 دج، وذلك بسبب وفرة هذه المادة التي لم تعد تجد من يستهلكها، وأحيانا يضطر الفلاحون إلى تقديمها كعلف للأبقار، وتحمل الخسائر وسط مأساة حقيقية ألمت بكافة الفلاحين. ويؤكد الفلاحون أن بداية الشهر الفضيل عرفت إقبالا مقبولا على كافة الخضر، لكن بعد أيام، تراجع الاستهلاك بشكل رهيب، وتراجع معه كل شيء ونزلت الأسعار إلى الحضيض مع اختلال كبير في التسويق، فمن غير المعقول يقول الفلاحون إن الطماطم تباع ب 5 دج في الحقول وأحيانا صندوق بكامله يتم بيعه ب 15 دج لنجد بعدها الطماطم تباع في الأسواق ب 40 دج للكيلوغرام، وهو ما يفسر جشع السماسرة الذين خنقوا الفلاح والمستهلك معا. فالسمسار لم يعد يشتري بالميزان بل بالشاحنة مع فرض أسعار متدنية على الفلاح المغلوب على أمره، الذي لم تبق له خيارات كثيرة وهو مرغم على التخلص من المحصول قبل فساده، وبالتالي يبيعه بدراهم معدودة. وهي الخسارة التي تقابلها مصاريف كارثية تشمل تكاليف الحرث والزرع والأسمدة التي بلغت قيما خيالية، بالإضافة إلى تكاليف الكهرباء التي أدخلت الفلاحين في نزاع مع شركة سونلغاز التي تخيرهم بين الدفع أو القطع دون اللجوء إلى خيار ثالث. وأمام هذا الوضع الكارثي، يؤكد الفلاحون أن النشاط المتعلق بإنتاج الخضر والفواكه بمنطقة الهضاب العليا أضحى مهددا بالانقراض، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه سيضطر أغلبية الفلاحين إلى الاكتفاء بزراعة الحبوب وكفاهم الأمر شر التعب مع الخضروات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)