صدر مؤخرا عن منشورات المجلس الأعلى للغة العربية مؤلف جديد للأستاذة نادية مرابط، يحمل عنوان “علوم اللغة العربية“. العمل يقع في حوالي 500 صفحة من الحجم المتوسط، يتناول إشكالية غاية في الأهمية تتحدث عن واقع اللغة العربية في حاضرنا والتحديات التي تواجهها على صعيد التطور لكي تلتحق بركب اللغات الأجنبية المستوعبة للعلوم والتكنولوجيا، وكذا المنتجة والمروجة لها في العالم قاطبة وتتقدمها الإنجليزية بصورة كبيرة لتليها الفرنسية بحجم أقل منها، بالإضافة إلى لغات أخرى تحاول دخول المعركة من أجل السيطرة على الساحة التكنولوجية والمعرفية المتعلقة بالأعمال التقنية الحديثة.
وقد عالجت الكاتبة ضمن هذا العمل الذي ينقسم إلى تسعة فصول إلى قضايا مختلفة متعلقة بالغة العربية بشكل عام، حاولت من خلالها إبراز خصائصها بمنظور معاصر خرجت به عن المألوف، كما سعت الباحثة في طيات كتابها المتميز، الذي يتحدث عن اللغة العربية، لغة القرآن، ومنزلتها بين اللغات الأخرى في القديم والحديث، إعطاء قراءة منطقية وحقيقية لمدى مظاهر التطور والتقدم التي شهدتها لغة الضاد منذ فترات طويلة ومراحل مختلفة تغلبت فيها على عديد العوائق والحواجز، التي أرادت أن تمنع هذا التطور بأي شكل من الأشكال، لكنها تمكّنت في نهاية المطاف من أن تحجز لها مكانة بين مصاف الأمم ولغاتها، كما استطاعت على إثرها أن تزيح جانبا مظلما حول الأفكار السوداء والمعتقدات الخاطئة التي كانت ينظر بها إلى هذه اللغة العريقة في تاريخ المسلمين والعرب على أنها لغة تخلف وجهل لا ترقى لأن تكون لغة للعلوم والمعرفة الحديثة، فحاولت جاهدة انطلاقا من هذا المفهوم تقديم الحلول للكثير من الأسئلة والاستفسارات التي ظلت عالقة في أذهان من يريد للغة العربية الإندثار والسقوط.
حسان.م
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/12/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com