الجزائر

نوادي الانترنت.. هنا يُلقّن أبناؤكم الإباحية والإجرام!



في الوقت الذي استشرت فيه مواقع وتطبيقات الكترونية تشكل خطرا على المراهقين والأطفال وتجر بهم إلى مالا يحمد عقباه، على غرار تطبيق"الحوت الأزرق" الذي تسبب في انتحار بعض القصر، تشهد في المقابل مقاهي الأنترنت في الجزائر إقبالا ملحوظا، ودون أي رقابة، من طرف شريحة تقل عمرها عن 16سنة.. والغريب في الأمر أن منع هذه الفئة من دخول" السيبار كافي" هو الشرط الأساسي من طرف سلطة ضبط البريد والمواصلات قبل الترخيص لتسيير مثل هذه المحلات التجارية!!.أطفال تقل أعمارهم أحيانا عن 10سنوات ينزوون ولساعات طويلة في ناحية من مقهى الأنترنت، وفي بعض الأوقات يكونون محاطين بعوازل خشبية تجعل متصفح المواقع الالكترونية على شاشة الكومبيوتر، يشعر براحة وعزلة عن الآخرين المتواجدين معهم في نفس "السيبار كافي"، وهذا ما نقف عليه في الكثير من مقاهي الأنترنت، خاصة المتواجدة في الأحياء الشعبية.
تعليمات تنظيم عمل مقاهي النت بمنع أطفال دون ال16سنة، لا أثر لها، وحسب استطلاع قامت به الشروق في الكثير من هذه المحلات المتواجدة في العاصمة، أين أكد مسيروها أن السماح بدخول هذه الفئة لا يعني في الغالب عدم مراقبتهم والوقوف على ما يتصفحون من مواقع وما يختارون من ألعاب وتطبيقات الكترونية، حيث يلجأ بعض أصحاب مقاهي الأنترنت إلى استعمال الكومبيوتر المتواجد أمامهم وعلى مكاتبهم لمتابعة أجهزة الحاسوب التي يتفحص من خلالها الزبائن الأطفال الأنترنت.
وفي "سبار كافي" بحسين داي، وجدنا مراهقين اثنين يبدو أن سنهما يقل عن 15سنة، كانا منشغلين بتصفح الأنترنت، حيث أكد مسير المحل، أنه يسمح لجميع الفئات العمرية بدخول محله، ولكن فيما يخص الأطفال يتعامل فقط مع أبناء حيه لمعرفته بهم، في حين يمنع الغرباء منهم وهذا خوفا من أي مشاكل قد يتسبب فيها هؤلاء وينجم عن ذلك شجارات مع أهاليهم.
وقال صاحب "السيبار"، وهو شاب لم يتعد ال30سنة، إن أكثر الأولياء لا يبالون بدخول أبنائهم القصر إلى مقاهي الأنترنت، ولكن مع بداية الامتحانات المدرسية يقصده بعضهم ويطلبون منه عدم السماح لأولادهم بدخول مقهاه، وهذا رغبة في نجاحهم، ونفى استقبال قصر بعد السادسة مساء، في حين أن أحد مرتادي محله من القصر أكد أنه يقصد المكان خاصة في الليل سيما في فترة الصيف، وأضاف قائلا "هدفهم الوحيد من ذلك عدم الانشغال عن مراجعة الدروس، وليس خوفا مما يشدهم إلى شبكات التواصل الاجتماعي".
في مقهى أنترنت آخر، وفي منطقة حسين داي دائما، وجدنا طفلا يبدو أن سنه لا يزيد عن 10سنوات، كان منزويا في الصف الأخير للمحل، ومنكبا على جهاز الكومبيوتر المحاط بدعامتين من الخشب، ويظهر عليه شغف الاهتمام بما يطلع عليه عبر الانترنت، وغير بعيد عنه مراهقين اثنين سألناهما عن سنهما، فأكد الأول أنه في ال14سنة، و فيما أخبرنا الآخر أنه لم يبلغ ال16سنة بعد، وهما حسبما صرحا به للشروق، متعودان على هذا "السيبار" ولم يمنعهما لا أوليائهما ولا صاحب المحل.
وفي مقهى بالقرب من محكمة حسين داي، تسيّره شابة في ال30 سنة، يتردد المراهقون ودون أن يمنعوا من الدخول، ولكن حسب ذات المُسيّرة، فإنها تقوم بمراقبة أجهزة الكومبيوتر التي يجلس أمامها الأطفال الأقل من 16سنة، من خلال الجهاز المتواجد أمامها، حيث في حالة الاشتباه فيهم أو الكشف عما يتفحصونه من مواقع محظورة، تقوم بطردهم، وقال إنها تتعرض في بعض الأحيان إلى محاولة عنف وخلاف معهم.

70 بالمئة من الزبائن دون ال16سنة ولا توجد مادة قانونية لحمايتهم
أكد الأستاذ إبراهيم بهلولي، أستاذ الحقوق في كلية بن عكنون أن 70بالمائة من زبائن مقاهي الأنترنت هم مراهقين وأطفال، تقل أعمارهم في الغالب عن 16سنة، مشيرا إلى عدم وجود مادة صريحة في قانون العقوبات تنص على معاقبة أصحاب "سيبار كافي" الذين يستقبلون هذه الشريحة. وقال بهلولي إن هناك فوضى في التسيير رغم المستجدات الخطيرة في عالم الأنترنت، محذرا من شبكات قد تجر قصر إلى عالم الإجرام بشبكات إرهابية، وتجار المخدرات، والمتطرفين وغيرها من مواقع الكترونية وتطبيقات تشجع على زرع الجريمة في فئة البراءة.
ودعا المحامي بهلولي، سلطة الضبط التابعة لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وكذا الوكالات التجارية المشرفة على التزويد بخطوط الأنترنت ومقاهي الأنترنت، إلى تفعيل البند الخاص بشروط فتح هذه النشاطات وبينها المادة الخاصة بمنع أطفال دون ال16سنة دخول مقاهي النت.
وأوضح أن مكافحة الجريمة الالكترونية تستدعي اللجوء إلى تعديلات قانونية، مضيفا أن التعديلات الأخيرة لقانون الطفل لم تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي لهذه الشريحة، ومنها طريقة استغلال المواقع الالكترونية، لابد حسبه من نصوص قانونية، تعمل حسب تصنيف المواقع الالكترونية من حيث الخطورة وتوافقها مع سن الطفل، وهي شروط صريحة تلزم أصحاب مقاهي الأنترنت العمل بها.
قال الأستاذ إبراهيم بهلولي إن هناك تطور سريع للمجتمع في ظل المعلوماتية، مما يستدعي تطور في القوانين، ووضع أساليب جديدة في التواصل بمواكبة المستجدات والقانون وإدراج مادة تعاقب الأولياء الذين يتركون أولادهم يقعون ضحية المواقع الالكترونية المحظورة.

بولنوار: أصحاب مقاهي يتعرضون لاعتداءات بسبب القصر
ومن جهته، يرى رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، ضرورة تطبيق القانون الذي يمنع دخول القُصر إلى مقاهي الأنترنت، وذلك بفرض غرامات مالية على أصحاب هذه المحلات، وتشديد الرقابة، مطالبا بتدخل مصالح الأمن قصد معاقبة حتى الأولياء الذين يسمحون لأولادهم الأقل من ال16سنة، التردد على مقهى الأنترنت.
وقال بولنوار"ندعو إلى احترام قانون منع دخول القصر إلى مقاهي الأنترنت من خلال مراقبة دائمة.. يجب العمل بهذا القانون في الوقت الراهن، خاصة وأن هناك مواقع خطيرة أصبحت تهدد الأطفال". وأشار إلى أن هذه العقوبات تحددها مصالح الرقابة التجارية والبلديات والولاية.
وطالب السلطات المعنية بحماية أصحاب مقاهي الأنترنت خاصة المتواجدين في الأحياء الشعبية، لأن حسبه، الكثير من أولياء القصر يدخلون معهم في شجارات متكررة بعد أن يتم رفض أبنائهم وعدم السماح لهم بالدخول، مضيفا أن اعتداءات بالأسلحة البيضاء طالت هؤلاء بسبب القصر.
أضاف بولنوار أن بعض مسيري "السبار كافي" وجدوا أنفسهم مرغمين على السماح بدخول زبائن أقل من ال16سنة لعدم وجود زبائن أكبر منهم سنا، حيث يتخوّفون من الخسارة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)