لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم ينهي أصحابه عن رفع الصوت بالدعاء. فقد ورد في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما ولا غائبا، إن الذي تدعونه سميع قريب”. وفي رواية “إن الذي تدعونه بينكم وبين ركابكم”.
وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وفي هذا المعنى يقول الحسن رضي الله عنه كان الرجل قد جمع القرآن “حفظه” وما يشعر به الناس، وكان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس، وكان الرجل يصلي في بيته وعنده زواره وما يشعرون به. ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا. وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم.. إن الله يعلم القلب النقي والدعاء الخفي. كما أن زكريا عليه السلام دعا ربه بصوت منخفض كما قال تعالى:{و زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا}، فإذا كان الدعاء المأمور به في الآية قد اقترن بالتضرع والإسرار، فإن الإخلال بالإسرار كالإخلال بالتضرع. وإن دعاء لا تضرع ولا خشوع فيه قليل الجدوى.
لذا فلابد من أن يكون الدعاء بصوت يجمع بين الجهر والمخافتة حتى يتحقق له الوقار الذي يجعله حريا بالرجاء عملا بقول الله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية}.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com