يبدو أنّ نهاية النفق بدأت تلوح في أفق ليبيا، ما يعزّز الأمل الكبير بقرب انفراج وضعها وطيّ أزمتها السياسية للالتفات بعد ذك إلى مسألة إعادة ترتيب البيت الداخلي الذي انقلبت أوضاعه رأسا على عقب مند الاطاحة بالنظام السابق.حكومة الوفاق الليبية ماضية في تثبيت أقدامها وترسيخ سلطتها بعد أيام قليلة من انتقالها إلى العاصمة، حيث أعلنت العديد من المؤسسات السياسية والاقتصادية المفصلية ولاءها لتشكيلة فايز السراج التي تحظى بدعم دولي كبير عكسته الوفود الوزارية والدبلوماسية التي زارت في الأيام الأخيرة طرابلس مكسّرة حصارا فرضته الظروف الأمنية الخطيرة مند 2014.فبعد وزير الخارجية الايطالي الذي كان أوّل من نزل ضيفا على السراج، حطّ سفراء كلّ من فرنسا وبريطانيا واسبانيا الرحال بالعاصمة الليبية الخميس الماضي في زيارة تعتبر الأولى التي يقوم بها دبلوماسيون أوروبيون مند إغلاق تمثيليات دول الاتحاد الاوروبي أبوابها بطرابلس قبل نحو سنتين، وتلا هذا الوفد وزيرا خارجية كلّ من فرنسا وبريطانيا، وحتما ستستمرّ عملية كسر الحصار الذي فرضه التأزّم الأمني، لتعود البعثات الدبلوماسية بشكل رسمي إلى ليبيا، ومعها الحياة الطبيعية التي تعني في الأساس سلطة تتحكّم بزمام الأمور وتتولّى بناء مؤسّسات الدولة التي لم يكن لها يوما وجود، وقبل ذلك وبعده تشرف على إعادة الأمن وتقود عملية محاربة الإرهاب الذي بات يشكّل التحدّي الأكبر في ليبيا.طريق الخلاص ارتسمت، ومعالمها اتّضحت، والإرادة كما نرى موجودة في فريق فايز السراج، يبقى فقط التحام مختلف الأطراف الليبية وتوحّدها حوله للعمل سويّا على رأب الصّدع الذي يهدّد وحدة الشعب، ومن تمّ الانطلاق في إعادة بناء ما دمّرته خمس سنوات من الفوضى الأمنية والمعارك الدموية.وحتما سوف لن تكون ليبيا وحدها في هذه المرحلة الحساّسة، لأنّها ستحظى بدعم دولي يهمّه كثيرا استثباب الأمن بها قبل أن تصبح بؤرة للإرهاب، ومصدر قلاقل وفوضى للجوار والعالم أجمع.ليبيا اليوم بحاجة إلى دعم ومساندة كبيرين حتى تتمكن من تجاوز واحدة من أسود مراحل حياتها، ومثلما نرى الوفود الوزارية والدبلوماسية الغربية تحطّ الرحال بها، نتمنى أن لا تفوّت الدول العربية هذه الفرصة التاريخية لتكون السبّاقة إلى مدّ يدّ العون للأشقّاء في ليبيا، فكلّ تأخّر عربي عن دعم ليبيا، سيفتح حتما المجال واسعا لتدخّل غربي يكون في الغالب كارثيا، أو يخفي وراءه مصالح ومنافع خاصّة.يبقى فقط الإشادة بموقف رئيس حكومة الوفاق الليبية، الذي أعلن خلال الدورة ال13 للقمة الاسلامية باسطنبول، رفض تشكيلته لأيّ تدخّل عسكري لمحاربة «داعش» الإرهابي، وأكّد بأن القضاء على الإرهاب مسألة رئيسة في مشروع وطني ليبي يجري تنفيذه بسواعد ليبية.فبسواعد أبنائها حتما ستتخلّص ليبيا من الخطر الإرهابي وستتمكّن من بناء دولة مدنية ديمقراطية آمنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فضيلة دفوس
المصدر : www.ech-chaab.net