الجزائر

نكتة اليوم العالمي للطفولة!؟



نكتة اليوم العالمي للطفولة!؟
الأمم المتحدة منافقة، بل أكبر المنافقين، تسن يوما عالميا للطفولة، وتصدر إعلانا يخصهم، لكنها تعجز أن تجبر الدول والأنظمة على احترام حقوق نصف أطفال الكرة الأرضية، وتتركهم عرضة للحروب والأمراض والفقر والتشرد عبر مخيمات اللاجئين.أمس، احتفل المجتمع الدولي بيوم الطفل، الذي يحل اليوم الفاتح جوان، بحريق وقصف راح ضحيته عشرات الأطفال، ومثلها في اليمن حيث تقود المملكة السعودية حربا بدون هوادة بدعوى إعادة الشرعية، بينما تقتل يوميا العشرات من الأطفال وتدمر بيوتهم على رؤوسهم، وتقتل أولياءهم. ولكن إعلام الثورات لا يتحدث عن هذا، ولا الأمم المتحدة نددت بما يعيشه أطفال اليمن منذ أكثر من شهرين من قتل وترويع.لن أنسى الأطفال السوريين في الملاجئ تحت الثلج وتلك الصورة التي أبكت العالم لطفلة صغيرة لما رأت كاميرا المصور اعتقدت أنها بندقية فرفعت يديها إلى السماء، ونظرة رعب تملأ مقلتيها.كل يوم تدمي قلبي مناظر أطفال وبنات سوريات يجبن شوارع الجزائر والمدن الجزائرية الأخرى يطلبن صدقة أو يعرضن عليك مناديل ورقية يترجونك شراءها منهن. فتيات جميلات ولكن الحزن سكن عيونهن الجميلة. ولا أعتقد أن هذا الحزن سيرحل يوما ما إلى غير رجعة، وهل من السهل أن تنجو سوريا التي تتربص بها جيوش قوامها 125 ألف مقاتل من أزيد من 100 جنسية، حسب تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، الذي قال منذ يومين إن سوريا والعراق تواجهان 125 ألف مقاتل، 30 ألف منهم في صفوف داعش، نسبة كبيرة منهم أطفال في عمر ال15 سنة.لم يصرح تقرير بان كيمون بموقف منظمته من تجارة داعش التي أقامت أسواقا للسبايا في الأراضي التي تسيطر عليها، أغلبهن بنات لا تتجاوز أعمارهن ال12 سنة، من إثنيات مختلفة، مسيحيات وإيزيديات وكلدانيات، وحتى المسلمات لم يسلمن من تعطش مقاتلي داعش للجنس والظلم والدم.قوانين الأمم المتحدة مفصلة على مقاس أطفال الغرب المحظوظين، ليس على مقاس الأطفال الأفارقة، حيث يضطر هؤلاء للسير عدة كيلومترات قبل الوصول إلى مدارسهم، أو بحثا عن لقمة عيش أو ملء دلو ماء.لكن على خلاف لقمة العيش والكتاب المدرسي وغياب المدارس بالكم الكافي، توجد في أسواق إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط الكثير من الأسلحة، أسعارها تنافس أسعار الكتب وقطعة الخبز، فالغرب المتطرف اختار لنا تجارة الموت والحروب، أما الأحلام والابتسامة ومتعة التعليم والسلم هي من نصيب أطفالهم.من ينسى كيف كان الأطفال الإسرائيليون يكتبون رسائل موجهة إلى أطفال فلسطين وأطفال لبنان خلال العدوان الذي كانت تشنه بلادهم في كل مرة على لبنان في صائفة 2006، وغزة عدة مرات، يتمنون لهم العيشة في سلام، قنابل كانت تدمر بيوتهم وتقتل أولياءهم، وتتركهم يحملون إعاقة مستديمة في حال نجوا من الموت.لم نسمع بان كيمون ندد بهذه النكتة الاسرائيلية، تأسف مرات عدة لا غير!لم أنس أطفال بورما الروهينغا، هؤلاء الذين كثيرا ما ينتهوا على المشاوي في موائد البوذيين، أو على متن بواخر هائمة عبر البحار كثيرا ما ينتهي بهم الأمر غرقى في مياهها!فما جدوى يوم للطفولة ونصف أطفال العالم تمزقهم الحروب والأمراض؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)