فقدت بلدية سيدي عامر بمنطقة بوسعادة، قبل يومين، أحد أعيانها وكبارها، وذلك نتيجة ارتفاع ضغطه الدموي فجأة. ورغم أن الخبر عادي جدا لكون الموت عن طريق الضغط أو “السكته" الدماغية أو القلبية، لم يعد يعني في جزائر كلكم “مضغوطون" إلا ضحاياه، إلا أن غير العادي في وفاة كبير بلدية سيدي عامر هو أن مقتله كان نتيجة “جريمة" انتخابية، لا نص قانوني يجرمها، فمن فجر قلب الضحية ورفع ضغطها لم يكن إلا محليات أنتجت خليطا من الصعلكة السياسية التي احتفت بنصرها بأن قتلت من يطلق عليه “كبير" بلدة وذلك في أول ضغط “انتخابي" على قلب العجوز، بعد أن حاصرت بيته عشرات السيارات من متحالفين فازوا بالعرش البلدي، ليرفع أمام بيت الرجل شعار كبير عنوانه: ارحل.. ارحل.
ببساطة، احتفال فصيلين من حزبين صغيرين عقدا صفقة تحالف ضد قلب عجوز مريض، انتهى بمحليات قرية إلى مأتم اجتماعي الكافر فيه بالانتخابات وبالأحزاب وبالسلطة، أكثر من المترحم على “كبير" القرية" الفقيد. فالانتخابات التي دفعت شبابا صغارا كان الضحية بمثابة جدهم لكي يضغطوا عليه ويشتموه أمام بيته، تحولت إلى لعنة ليس بعدها من “تلاعن" إلا صفقات التحالف “التجاري" بين أصحاب الدكاكين السياسية، ممن جعلوا من الانتخابات سوقا للربح والبيع والقتل كذلك..
الثابت فيما يجري حول المجالس البلدية من اقتناء للأعضاء المنتخبين، لكي يكونوا مع هذا ضد ذاك، أن القانون المغيب على تجارة الممنوعات السياسية أضحى هو الضحية الأولى، فرائحة العفن المالي لشراء هذا وبيع ذاك، أصبح شبيها بسوق كرة القدم، حيث صفقات بيع وشراء اللاعبين، جزء من اللعبة.. فقط..انتقلت مباريات البيع والشراء من الملاعب الرياضية إلى الملاعب البلدية، ولكل طرف مشجعوه، كما لكل مباراة ضحاياها ممن سقطوا قتلى بسبب الضغط الشرياني.. وأهلا بكم في تصفيات “رأس" بدلا من كأس البلدية .. فالأمر مباح، كما يباع، على قدم وساق..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net