اختار برلسكوني توقيتا حساسا جدا ليعلن فيه اغتساله من الربيع الذي نحر عقيد ليبيا المغتال، حيث كشف في سياق خير الخطائين التوابين، أن ثورة ليبيا لم تكن إلا ربيعا فرنسيا خطط ساركوزي عبره لقرصنة نصيبه من كعكة النفط الليبية التي كان يبتزه بها عقيد "القرية القرية الأرض الأرض".. وبين اعتراف برلسكوني المتأخر، وتوقيت إعلان هولاند لحربه الفرنسية على مالي، يطفو سؤال: ترى هل وحدها الصدفة من دفعت رئيس الحكومة الإيطالية السابق إلى تعرية فرنسا، أم أن الرجل وجه للجزائريين بالذات، رسالة، أن حرب مالي، حرب ضدنا، وأن صديقنا "هولاند" لا يختلف عن ساركوزي، إلا في وسيلة "الخنق"، بعد أن غير نوعية الحبل من سلك معدني استعمله سابقه مع رقبة القذافي، إلى خيط من حرير لف به فرانسوا عنقنا، حيث القتل قتلا، سواء كان بربطة عنق أو سيف جلاد..
فرنسا ساركوزي، كانت واضحة المضمون، فبعل "كارلا بروني"، لم يدع حبنا ولم ينافق فينا لا تاريخا ولا جغرافيا، عكس فرانسوا الجنتلمان، الذي ربت على رؤوسنا، بحنان، ليعود إلى بيته ويعلنها حربا على مالي وعلينا، فالهدف من معركة الساحل الفرنسية، أبعد من أن يكون وضعا أمنيا مترديا هدد أمن باريس الساحرة، ولكنه القصف في مالي والشظايا في جزائر لم يقتنع مسؤولوها بأن عدو الأمس هو عدو اليوم مهما تغيرت الأقنعة.
بوش الابن، كان قاتلا بالوراثة، أما خلفه أوباما الذي يربت على فريسته قبل خنقها، فإنه صورة مصغرة عن "القاتل الناعم"، الذي يرثي ضحيته قبل افتراسها وافتراشها، وهي حالتنا مع هولاند الذي خلف ساركوزي، فالأول، قتل القذافي ببرودة نفط، في جريمة دولة وأمة. أما الثاني الذي غادرنا تحت وابل القبلات، فقد رمى لنا بالمقنبلات بمجرد أن غسل يديه من آثار قبلاتنا، فهل بعد هذا لا يزال هناك أمل في فرنسا صديقة ومتسامحة.. وحنونة؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net