انتخابات السينا التي رست نتائجها بفوز أكثرهم مالا بعد أعزهم نفرا، أثبتت للمرة المليون أن زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، لم تكن تنطق عن فراغ، حيث حذّرت تكرارا ومرارا من تفشي المال السياسي الوسخ والعفن كأداة سياسية أصبحت هي الفصل والحكم. فالنتائج التي انتهى إليها مآل مجلس الشيوخ والعقلاء عندنا، كانت تحصيل حاصل لمال انتخابي صرف في التشريعيات فالمحليات، ليأتي دور السينا، و«صبعي وصبعك وعضّ"..
إذن، لا مجال للكلام عن الديمقراطية والنزاهة والنظافة، فالانتخابات بمختلف طبعاتها المكررة ذات طبيعة واحدة، ومن يمتلك "الشكارة" ويتقن فن "البقارة" السياسية، فهو النائب الوطني، وهو المير وهو "السيناتور". والسؤال المعلق و«المغلق"، في لعبة "الشاري والبائع" السياسي، لماذا لا تقنن السلطة سوق المال الانتخابي، وتفرض عليه ضرائب، مادام الأمر قد أصبح واقعا ووقعا معترفا به من القاعدة إلى القمة..
تريد أن تكون سيناتورا.. الأمر سهل، والوصفة يمكن اقتناؤها من عند أي صيدلي، انتخابي، والعملية تبدأ بفحص الساحة، وبتوفير أدوات العملية التي تبدأ من جمع أكبر عدد من "شكاير" المال ولا تهم الوسيلة، حيث أبواب الرزق و«الرق" مفتوحة على مشرعيها في جزائر الفرص الجميلة، وبعد أن يمتلأ الرصيد يبدأ العد العكسي لرحلة الصعود السياسي، فيكفي أن تعرف طريق الوصول إلى القابض الانتخابي، لتعتلي رأس قائمة كمرشح أول، والنتيجة في النهاية مضمونة لأنها تتعلق بمزايدة مالية، البقاء فيها لمن دفع أكثر..
السينا انتهت كحال البرلمانيات والمحليات لصالح جماعة "الشكارة" والمطلوب، ليس معاقبة أو محاسبة أو الوقوف في وجه صارفيها، ولكن في تقنينها رسميا، ماداموا جميعا يعلمون أنها أصبحت المؤهل الوحيد لأن تكون مسؤولا سياسيا في بلد "الشكارة" والبقارة هذا..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net