في بلد الممكن وÇالمتمكن" هذا، لا عجب أن كنا جزءا من احتكار مبتذل لكل مصائب العجز. والقصة أكبر من حوادث معزولة ولكنها حاضر يومي لم يستثن كبيرا ولا صغيرا إلا وأضحى مشروعا مهما لمأساة، تبدأ من اختطاف واغتصاب للبراءة وتنتهي إلى رصاصة طائشة من شرطي فرنسي عربيد لم يتوان كسابقيه عن إفراغ مخزون رصاصة في رأس مغترب شاب، ذنبه الوحيد أنه جزائري غير مرحب به لا في فرنسا ولا في جزائر وزير داخلية قالها علنا منذ أيام لكاتبة الدولة البلجيكية المكلفة باللجوء والهجرة..
بين أن تبتلعك حفرة لمشروع متوقف ببلدية العامرية كما حدث لصبي المدية الذي لقي مصرعه يوم أمس بعد أن ابتلعته حفرة “تنموية"، وبين أن يسقط بك جسر في تيزي وزو على حين “غرة"، أو ينتهي بك الحال إلى الهاوية عبر “ساسنور" صحي كما حدث بولاية تبسة مع الإمام الذي سقط به مصعد المستشفى، بين تلك الصور وبين أن تقتنصك رصاصة شرطي فرنسي لم تعجبه جزائريتك كحالة شاب عنابة الذي شحنت جثته الحكومة الفرنسية ليدفن في بلده بعد أن عدم حياته هناك، فإن ثابت الموت أنه احتكر كائنات هذا الوطن بشكل لم نعد نعرف معه من القاتل ومن القتيل.. فالأمر سيان ومن لم يمت في الحفر “التنموية" مات بالرصاص الفرنسي، والضحية جزائر شعبها كما مالها سائبون..
لا أدري ماذا نسمي ما يجري، ولا أعلم كيف لوطن بهذا المستوى المفجوع أن يزايد علينا مسؤولوه بالعزة والكرامة وبقية الكوكتيل السياسي الذي يروجه ساسة وحكام عدموا فينا كل معنى الحياة. فالواقع الذي يجعل من كل مواطن مشروع حفرة أو مخطوف أو رصاصة غربة غادرة، لا يستحق منا إلا رثاء ما تبقى منا من مشاريع أنكم بين حفرة هنا ورصاصة هناك.. بؤساء أمة لا أب لها يسأم.. هل لكم أن تشرحوا لنا حكاية الحفر القاتلة والأعمدة الكهربائية المتطايرة وبالوعات الشارع القاتلة، لنعرف إلى أي مدى ستوصلنا “تنمية" الموت هذه؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net