نقطة صدام: أقدام وعقول حافية..

عادوا إلى دياهم ومشاريعهم، زرافات وجماعات، وأكبر انتصار للدورة البرلمانية أن الجماعة النيابية المسلحة بثلاثين مليون سنتيم لكل عنصر، أن أويحيى المغوار طمأن نزلاء قصر سعدان بأنه لا خوف عليهم من ''حنون'' ولا هم يحزنون.
والمهم أن أعداء البرلمان دحروا في عقره وزياري خرج منتصب القامة والهامة يمشي ليقرر الحج إلى برلمان فرنسا، في تواصل نيابي وعولمة لحقيقة أنه الرئيس ولا برلمان سواه.. أكبر إنجاز لدورة البرلمان أن المواطن الذي يعرف البئر وغطاه، استمتع وتسكع بين أحذية النواب ليعرف أنواعها بالتمام والأرقام وخاصة بعدما رفعها السادة النواب في وجه زميلتهم في الرضاعة لويزة حنون مستغلين مبدأ ''الرجال قوامون على النساء''، وبدلا من وجه الحكومة وكلام أويحيى عن معجزات الأرقام ومعجزات الأحوال الجوية والصحو المنتظر غدا.
فإن أحرار زياري برهنوا بأنهم أحرار حقا في معارضة حنون بشدة وشراسة واستقلالية تامة..المستفيد الأكبر من معركة إشهار الأحذية، كان أويحيى وبرنامجه وساحر الأرندي الذي يعرف متي يلبس الحذاء ومتى يرميه في وجه مناوئيه، استغل لعاب و''لعب'' البرلمانيين ومرر أرقامه كاملة غير منقوصة من فاصلة أو نقطة تعجب تستفسر عن معجزة، كل شيء على ما يرام ولا ينقصنا سوى لبس أحذيتنا والتسابق باتجاه ذوينا لإعلامهم بأن البرلمان لن يحل وأن أويحيى ومن مركزه كوزير أول قد أعطى أوامر صارمة لولاة الجمهورية ومنه لرؤساء الدوائر وللأميار، باستقبال النواب والإحسان إليهم من باب العطف والشفقة على يتامى وحفاة استغلوا أحذيتهم في أغراض شخصية.