نقص في الخدمات و ضعف في التكفل بالمصابين

يطرح الكثير من السكان على مستوى 22 بلدية بولاية البيض نقص الخدمات الصحية إلى حد القلق والتذمر وكذا ضعف التكفل بالمرضى بالبلديات النائية وحتى الحضرية حسب تعبيرهم ..من أهم انشغالاتهم اليومية نظرا لنقص الاختصاص على مستوى المصحات والعيادات والمستشفيات بدوائر الولاية التي يقصدها المرضى للعلاج خصوصا بالمناطق الجنوبية لاسيما بلدية البنود النائية والمعزولة التي تعتبر موطن أكبر نسبة من العائلات البدوية وهذه الأخيرة تقع في آخر نقطة بخريطة الولاية على بعد 200 كم حيث يعاني سكانها من غياب الكثير من الخدمات الصحية الضرورية منها طب النساء خصوصا التوليد وطب الأطفال ويقصدون يوميا مستشفى الأبيض سيدي الشيخ على بعد حوالي 84 كم وكثيرا ما يلجأون إلى التطبيب التقليدي الشعبي عند غياب النقل في الأوقات الحرجة وسبق وأن سجلت حالات وفاة للحوامل بالبنود خلال السنوات الماضية نظرا للبعد الشاسع بين منطقتهم ومصحات الولاية ..وحسب الانطباعات التي سجلتها الجمهورية من قبل الكثير من السكان خلال زيارة بلدية البنود وبعض المناطق الاخرى فإنهم يطالبون بتحسين الصحة وأصبح من الضروري على السكان الاستنجاد بالجمعيات لتوفير الخدمات الصحية في شتى الاختصاصات لاسيما الدور الذي تقوم به جمعية أصدقاء المريض حيث تنظم تقريبا شهريا أياما طبية يشرف عليها أطباء أخصائيون من معظم الولايات كسعيدة وبشار وعين الدفلى غرداية والأغواط ...حيث يستفيد منها معظم المرضى المعوزين الذين لا يستطيعون التنقل إلى المصحات الشمال والولايات المجاورة ويعانون من أمراض الأذن والحنجرة والعيون ويترددون على العيادات الخاصة والمستشفيات مناطق ولاية البيض التي تقدم خدمات محدودة ومن أهم الاختصاصات المطلوبة والناقصة بمصحات مناطق الولاية منها طب النساء والأطفال والقلب وجراحة المسالك البولية والكلى ولا يزال الكثير من المرضى بجل مناطق الولاية يبحثون عن علاج راقي بالعيادات الخاصة والمستشفيات العمومية بالشمال والولايات المجاورة لاسيما بمصحات وهران وبلعباس وتلمسان والنعامة وسعيدة ..حيث تعد هذه العواصم الوجهة اليومية لمعظم سكان الجنوب في ظل النقائص المطروحة بمستشفيات دوائر ولاية البيض على غرار مستشفى محمد بوضياف الذي يعد قبلة لحوالي 300 ألف نسمة بالرغم من النقائص وما خفي كان أعظم و في هذا السياق قدمت خلال بداية السنة الجارية جمعية أصدقاء المريض بعيادة حي نفطال بالأبيض سيدي الشيخ أياما طبية بمشاركة أطباء جراحين في الأنف والحنجرة والغدة الدرقية منهم مختص من مستشفى العطاف بولاية عين الدفلى وطبيب مختص من مستشفى محمد بوضياف وطبيبة مختصة من مستشفى بشار حيث قاموا بفحص حوالي 400 مواطن من جميع الأعمار خاصة الأطفال الأقل من 15 سنة وكشفوا 173 حالة تتطلب إجراء عمليات جراحية على مستوى الأنف والأذن والحنجرة وكذا تسجيل 10 حالات للغدة الدرقية خاصة بالنساء و هذا الطاقم الطبي يزور المنطقة 4 مرات في السنة ويقوم بفحوصات شاملة للمواطنين الذين يتوافدون من مختلف مناطق ولاية البيض حيث يغتنمون فرصة حضور هؤلاء الأطباء المختصين الذين يرفعون الغبن عن الكثير من المرضي نظرا لنقص الاختصاص بالولاية ..أما من جهة أخرى لا يزال الكثير من المرضى يتنقلون إلى الولايات المجاورة والشمال لطلب الخدمات خصوصا إجراء التحاليل المخبرية والكشوفات والجراحة لاسيما بوهران وبلعباس..وناهيك عن متطلبات مرضى داء السرطان الذين يعانون في صمت رهيب حيث تكتظ معظم الحافلات لنقل المسافرين التي تنظم رحلات نحو الولايات الشمال تكتظ يوميا بالمرضى الذين لم يجدوا الخدمات الصحية المطلوبة بالولاية لذلك يحول الكثير من المرضى إلى مستشفيات الشمال لاسيما الحالات الاضطرارية والمستعصية جراء الإصابات من حوادث المرور الخطيرة التي تقع بطرق الجنوب وفي إطار دعم النشاط الجمعوي الخيري تناشد جمعية كافل اليتيم بالبيض من كافة المحسنين والمسؤولين لاقتناء سيارة إسعاف و ضرورة التكفل بالمرضى المعوزين ونقلهم إلى الشمال قصد العلاج في ظل نقص الاختصاص بولاية البيض .و أخر نشاط لجمعية أصدقاء المريض فحص قبل الدخول المدرسي حوالي 60 طفلا معوزا كانوا يعانون من امراض .