* email
* facebook
* twitter
* linkedin
شكل مستقبل الجزائر ما بعد الحراك المحور الرئيسي لنقاش نظمته صحيفة «موند أفريك» الفرنسية، أمس، وقدم خلاله المشاركون توضيحات حول الوضع في الجزائر عبر تحليلات حول المجتمع الجديد الذي أخذ يبرز من خلال ديناميكية التعبئة الشعبية.
وحرصت رئيسة تحرير الجريدة، ماريلين بومارد، منذ البداية على التأكيد بأن الهدف من هذا اللقاء هو «تبادل الأفكار ومقارنتها من أجل رؤية أكثر وضوح لما يجري في الجزائر منذ 22 فيفري الماضي وحول مستقبل هذا البلد الذي يزخر بإمكانيات وطاقات جمة».
وشدد عضو مجموعة التفكير «نبني» عبد الكريم بودراع، على ضرورة ابتعاد المشاركين والحضور عن «النظرات المشوهة» فيما يخص الهوية والثقافة أو الدين، مبرزا أن الشباب الذي يتظاهر في شوارع الجزائر كل جمعة، قد فصل في هذه المسائل من خلال شعار «خاوة - خاوة».
وقال إن «التمسك بهذه النظرات المشوّهة يجعل الأحداث تتجاوزنا خاصة وأن الشباب المتظاهر قد وضع أسس إجماع وطني».
وبعد التشديد كثيرا على حتمية إنجاح الانتقال الاقتصادي الذي، قال، إنه «ليس بمرحلة مؤقتة وبالتالي ليس تسييرا للشؤون الجارية»، أشار إلى أن «غياب الإصلاح وانتخابات رئاسية مفروضة، سيزيد الوضع تأزما»، مبرزا ضرورة «تحقيق انتقال سياسي واقتصادي حقيقي».
من جهته، ذهب رئيس تجمع عمل الشبيبة (راج) عبد الوهاب فرساوي في نفس الاتجاه، حيث اعتبر أن الشبيبة «إنما تريد صنع مستقبلها بيدها»، مؤكدا أن «الشعارات المرفوعة منذ 22 فيفري عكست النضج السياسي للمتظاهرين الجزائريين الذين يريدون أن يكونوا أطرافا فاعلة لا مجرد رعايا».
ويرى رئيس «راج» أن الحراك سمح للشبيبة الجزائرية، التي كان يقال عنها في الماضي بأنها من دون انتماء سياسي، من تنظيم نفسها والتعبير عن ذاتها إسهاما منها في بروز نخبة سياسية شابة جديدة. بدوره أشار عضو مكتب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، رضوان خالد، إلى أن التزام الشبيبة جاء ليتوّج مسارا ونضالا لعدة سنوات مضت والذي سيجعل الجزائر تسير قدما نحو مجتمع مسيّس أكثر.
واعتبر إعادة الاعتبار للديناميكية السياسية ستسمح بإعادة النظر في عديد الأمور وإطلاق نقاشات في مجتمع أغلبه شباب.
أما المؤرخة كريمة ديرش التي أشرفت على إنجاز المؤلف الجماعي «جزائر الحاضر بين المقاومة والتغيير» فقد فضلت تناول تحليلها من الجانب التاريخي، مشيرة إلى أن أثار العنف السياسي منذ الثمانينيات ولدت لدى الجزائريين كبتا كان مصدرا للمظاهرات.
وأضافت تقول إن «هذه الذاكرة الجماعية للشباب الجزائري تم استرجاعها من طرف المتظاهرين وسمحت عديد المراجع التاريخية الموثوقة والأمثلة الصحيحة بنقض النخبة السياسية الحاكمة.. وهي طريقة لإعادة الانخراط في المقاومة»، موضحة أنه «بعد 60 سنة من الحكم المتسلط» لابد من أن «يكون للانتقال مسار طويل».
واتفق الجميع على التأكيد بأن «الضرورة الملحة» هي الشروع في الانتقال الذي يستلزم وقتا من أجل بناء «عقد اجتماعي».
وتطرّقت المختصة في علم الاجتماع وتاريخ الحركة النسوية بالجزائر، فريال لعلمي إلى تواجد المرأة في الشارع الجزائري، مشيرة إلى أن هذا الحضور هو من مميزات هذا الحراك الشعبي، وله أهميته باعتبار أن المرأة الجزائرية تسعى من خلال مشاركتها، إلى جعل مسألة المساواة تعالج في كنف دولة القانون.
من جهتها، اعتبرت الكاتبة والمناضلة النسوية، وسيلة تمزالي، أن مستقبل «الثورة» يتوقف على النساء وإصرارهن على إرساء مجتمع مساواة بين المرأة والرجل.
من جانبه تطرق أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس دوفين، الموهوب موهوب إلى الشق الاقتصادي، بحيث أكد أن «الأمور في الجزائر ليست كلها سوداء وليست كلها بيضاء»، مشيرا إلى «وجود تطوّر» على عدة أصعدة. واعتبر أنه لا يمكن حدوث انتقال اقتصادي دون انتقال سياسي «ناجح».
كما قال الأستاذ موهوب إن أهم اقتراح في هذه المرحلة هو إقامة دولة القانون التي يجب تعزيزها بعملية تطهير قانوني للشؤون الاقتصادية.
في ختام المناقشات، استعرض المدير العام لمجموعة «أفريكان كريزيس» ومدير برنامج إفريقيا الغربية «ريسبوبليكا»، السيد سيكو كوريسي كوندي، أثر الحراك الشعبي الجزائري على إفريقيا، معتبرا أنه يحمل في طياته «آمالا واسعة».
وقال في هذا الشأن «نحن نتابع الحراك باهتمام بالغ ونتمنى أن تساهم مخرجاته في التغيير في إفريقيا»، مضيفا أن ذلك سيتيح قراءة أفضل بالنسبة للبلدان الإفريقية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/06/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وأ
المصدر : www.el-massa.com