أكد مواطنون من شعبة العامر بولاية بومرداس، أن عجلة التنمية قد توقفت بهذه البلدية منذ عدة سنوات. وقالوا إن بلديتهم النائية الواقعة بمنطقة جبلية ذات تضاريس وعرة، تعرف نقائص بالجملة، لعل أهمها النقص الفادح في النقل؛ مما يزيد في عزلتهم في ظل غياب سلطات محلية تستمع لمشاكلهم، وتسارع لحلها بطريقة منصفة ترقى إلى مجهودات الدولة وأغلفتها المالية الكبيرة التي رصدتها منذ سنوات لتحقيق العيش الكريم لمواطنيها.اهتراء الطرق.. غياب محطة برية للنقل وانعدام مواقف للمواصلات، نقص الإنارة العمومية وغياب الربط بالغاز.. نقص الخدمات الصحية ورداءة المتوفر منها.. نقص النقل المدرسي وانعدام المرافق الرياضية.. هي مجمل المشاكل التي تحدّث عنها سكان بلدية شعبة العامر إلى «المساء»، موضحين أن بلديتهم تعرف أوضاعا مزرية بسبب تماطل السلطات المحلية في حل المشاكل اليومية، وطالبوا بحقهم في التنمية التي يرون أنها غائبة تماما عن أرض الواقع، وأن التقارير المقدمة بين الفينة والأخرى إلى الجهات المعنية مغلوطة.تبخُّر أغلفة مالية معتبرة خاصة بالتنميةيقول المواطن محمد الشريف مقراني، ممثل عن حي تيزي لْبير في حديث إلى جريدة «المساء»، إن كل الأغلفة المالية التي قدمتها الدولة من أجل التنمية المحلية قد تبخرت بسبب سوء التسيير؛ «البلدية تعاني منذ 2007 من ركود في برامج التهيئة العمرانية، إذ لم ينجز أي مشروع حيوي؛ فالطرقات بأحياء تيزي لبير وخمسة جويلية والمجمع الشمالي وحي الاستقلال وغيرها، مهترئة»، يقول المواطن، فيما يضيف آخر من جهته، أن غياب التنمية يظهر كذلك في غياب الإنارة العمومية، ونقص الإمداد بالغاز الطبيعي، ونقص النقل المدرسي، وغياب محطة للنقل البري، ناهيك عن غياب فضاءات الترفيه وملعب جواري يسمح للشباب بممارسة ألعابهم الرياضية المفضلة.في السياق، يؤكد حميد دوداح مدرب كرة القدم للأصاغر، أن غياب ملعب جواري يرهن تدريب هذه الرياضة وغيرها، ملفتا إلى أن شعبة العامر قد أخرجت أسماء لامعة في ألعاب القوى والتايكواندو وكرة السلة ولكنها اليوم في ذيل ترتيب كل الفرق. وقال إنه يدرب فريقا لأصاغر كرة القدم في غياب أدنى الوسائل، مؤكدا أمر إيصال مطالب لتحسين هذه الأوضاع بقيت بدون رجع صدى.من جهته، يطالب عبد الرحمان بوعقلة مدرب فريق كرة السلة أصاغر، بإعادة النظر في واقع الرياضة بشكل عام بالبلدية، ملفتا إلى جمع مبالغ مالية قدرها ألفا دينار من المال الخاص للمدربين من أجل تهيئة مكان لائق لتدريب الأصاغر والبراعم، في سبيل ترقية الرياضة المحلية.الصحة مريضة وبحاجة إلى استعجالاتومن المطالب الحيوية التي يرفعها سكان بلدية شعبة العامر الإسراع في تزويد العيادة متعددة الخدمات بكل الأطباء المختصين، حيث حدّثنا مواطن من ذات العيادة أن عدد سكان البلدية يقارب الخمسين ألف نسمة، وأن بها عيادة واحدة متعددة الخدمات بالاسم فقط، يقول: «ترون بأعينكم عيادة مثل هذه صرفت عليها الدولة الملايين ولكنها تسيَّر بطبيب واحد، نضطر لانتظار ساعات طويلة حتى يفحصنا»، لتؤكد مواطنة من جهتها، غياب العتاد الطبي للفحص ووسائل العلاج التي يضطر المواطن لاقتنائها من جيبه الخاص؛ كالحقن والضمادات وغيرها، مضيفة أن الوضع يزداد سوءا أيام عطل نهاية الأسبوع عندما يغيب الطبيب كلية، في ظل غياب قابلة سواء بالعيادة أو بقاعات العلاج الخمس المترامية بالقرى والمداشر، التي تعرف وضعا كارثيا هي الأخرى، حسب قولهم.عاصمة البلدية.. الطريق أكبر غبنوبشارع الاستقلال الذي عرف قبيل أسابيع وفاة المواطن رابح صديقي في بالوعة لمشروع للصرف الصحي ما سبّب احتجاجات عارمة بالبلدية، حدّثنا يمين شريفي ممثل سكان الحي قائلا: «وفاة رابح سببها إهمال مفضوح من طرف البلدية لأدنى متطلبات العيش الكريم، وهو تهيئة الطريق وتوفير الإنارة العمومية»، مضيفا: «موسم الشتاء على الأبواب، والطريق، كما ترون، لم يتم تعبيدها؛ مما ينذر بصعوبة التنقل من وإلى الحي، الذي قد يغرق في الأوحال. كما أننا نعاني من غياب الماء بسبب التسربات التي لا تنتهي بين الفينة والأخرى بالرغم من شكاوينا».من جهته، يقول شاب من نفس الحي إنهم كشباب يعانون الغبن لغياب أدنى أماكن الترفيه والمرافق الرياضية ومكتبة بلدية، فضلا عن مقهى للأنترنت عدا الوحيد الموجود على مستوى عاصمة البلدية، الذي يقصده المتمدرسون من أجل إجراء بحوثهم المدرسية، ملفتا، من جهة أخرى، إلى النقص الفادح في النقل المدرسي بتأكيده وجود حافلة واحدة لنقل تلاميذ قرى ماتوسة وبني نطاس وولاد علي وعمارة بن براهيم. كما لفت إلى الوجبة المدرسية الرديئة التي توزع على التلاميذ، والمتمثلة في قطعة خبز وقطعة جبن، وهو ما يهين التلميذ حقا بالنظر إلى ما تصرفه الدولة من أغلفة مالية لتحسين كل الخدمات!الوالي يوبّخ السلطات المحلية ويتوعد بالمتابعةعن كل النقائص المذكورة كانت للوالي مدني فواتيح وقفة في زيارته لبلدية شعبة العامر الخميس المنصرم، حيث عاين مختلف النقائص، ووجّه توبيخا للسلطات المحلية التي حمّلها مسؤولية امتعاض المواطنين من سوء الخدمة العمومية المقدمة، ولكنه وجّه رسالة إلى المواطنين للحديث عن مشاكلهم ومعاناتهم ولكن «من دون إغلاق الطريق؛ لأنها ملك للجميع بمن فيهم الحوامل والتلاميذ والموظفون، وبدون إغلاق البلدية التي تقدم خدمة عمومية، وبدون الاعتراض على المشاريع العمومية»، يقول الوالي مضيفا أنه رجل اتصال وتواصل، «ومن له احتجاج فالأبواب مفتوحة، وإن لزم الأمر فرفع لافتات احتجاج أمام مقر الولاية مقبول، ولكن تعطيل مصالح الناس مرفوض تماما».بلدية بغلية ... السكان يشكون ضعف شبكة الهاتف النقاليشتكي سكان بلدية بغلية غربي ولاية بومرداس، من نقص كبير في التغطية في شبكة الهاتف النقال للمتعامل «أوريدو».وقال مواطن من بغلية في اتصال مع «المساء» أمس، إنه قد سبق له شخصيا رفع عدة شكاوى إلى إدارة أوريدو ببومرداس للتدخل وإصلاح الأمر، ولكن بقيت الأمور على حالها، ولفت إلى كونه كمستثمر خاص، يستعمل كثيرا الجوال في تعاملاته اليومية، «إلا أن التغطية السيئة لمتعاملي الهاتف النقال سواء أوريدو أو غيره، ضعيفة جدا ببغلية، مما يجعلنا نواجه شكاوى المواطنين والزبائن بتقاعسنا عن أداء واجبنا، بالرغم من أننا نسعى دائما لتحسين الخدمات؛ إرضاء للزبون»، يقول المتحدث مناشدا الإدارة العامة لهذا المتعامل التدخل لإصلاح الأمور وتحسين التغطية بالهاتف النقال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/11/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان س
المصدر : www.el-massa.com