* الشيخ عبد الحميد المحيمد
إن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل في دهرنا نفحات رحمة تهب على العباد فتوقظ قلوب الطائعين وتستثير همم المتقين ليتسابقوا بالتقرب إليه سبحانه :( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
ولو تساوت فضائل الأيام والشهور لملت الأنفس ولغلبها الكسل والفتور. ولكن الله سبحانه فاضل بينها ليميز المجتهد الذي همه رضوان ربه من المتكاسل الذي يضيع وقته.
ومن يتأمل خصائص العشر في الشريعة يجد ثلاث عشرات معظمة عند السلف قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من محرم.
وها هي عشر ذي الحجة - تلك المنحة الربانية المباركة - قد أنار هلالها فأشرق في قلوب المؤمنين ليزيدهم شوقًا للطاعات وتنافسًا لبلوغ أعلى الدرجات.
وهذه الأيام العشر قد اجتمع فيها من خصال الخير ما لم يجتمع في سواها وإن من مزاياها:
1-أقسم الله بها والعظيم لا يقسم إلا بعظيم
فقال سبحانه: ((وَالْفَجْرِ * وَلَيَال عَشْر )) [سورة الفجر]
2-العمل الصالح فيها يضاعف على باقي الأيام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَلُ لصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء . [صحيح ]
3-أداء فريضة الحج: وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق.
تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
4- الصوم : فالصوم عمل صالح يتقرب به المرء ولاحرج من صوم العشر كاملة باستثناء يوم النحر وقد نقل ابن رجب أن ابن عمر كان يصومها.
وأفضلها للصوم يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم: صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ [رواه مسلم].
5-التكبير: روى البخاري في صحيحه: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
كذلك يستحب التسبيح والتهليل والتحميد فقد جاء في الحديث:
فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ [صحح إسناده الهيثمي]
6- ذبح الأضاحي قربة إلى الله سبحانه :
وعلى المضحي أن يمسك عن شعره وأظافره فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ) رواه مسلم وفي رواية: (فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا). والبشرة: ظاهر جلد الإنسان.
والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح.
فأين أنت أيها المسلم من هذه الأيام؟ وهل أنت ممن يتعرضون لنفحات الله؟
هل أنت ممن استقبل العشر بتوبة واستغفار وصدق نية وصلاح عمل؟
أم أنك مازلت غافلًا في حطام الدنيا ولهوها!
بادر فلعلك لا تدركها مرة أخرى!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/07/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com