أكدت المديرة التنفيذية لوكالة الاتصال الأمريكية «تروميديا» السيدة فيرونيكا فيونتس، أن وكالتها ستضمن التوصيات التي خرج بها المنتدى الإفريقي للاستثمارات ورجال الأعمال الذي احتضنته الجزائر من 3 إلى 5 ديسمبر الجاري، في تقرير تعتزم إعداده حول أهداف الاستثمار في الجزائر، مشيرة في حوار خصت به «المساء»، إلى أن صورة الجزائر بدأت تتضح لدى الأمريكيين، الذين عادة ما يربطون علاقات بلادهم بالجزائر بالجانب الأمني وقطاع المحروقات. كما أوضحت أن التقرير الذي سبق وأن أعدته حول الإمكانيات والآفاق الاقتصادية للجزائر والمنشور في موقع جريدة «واشنطن بوست» والذي وُزع خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي شهر أكتوبر الماضي، قد ساهم في التعريف بالأهداف التنموية للجزائر، غير أنها دعت إلى بذل المزيد من الجهود لتوضيح فرص الشراكة التي تتوفر عليها.المساء: أعددت تقريرا حول الإمكانيات والآفاق الاقتصادية للجزائر نُشر في الموقع الإلكتروني لجريدة «واشنطن بوست»، هل لك أن تحدثينا عن الصدى الذي أثاره هذا التقرير؟فيونتس: التقرير أعددناه بعد لقاءات أجريناها مع عدة قطاعات في الجزائر لاسيما في القطاع الخاص ومع مسؤولين من الهيئات العمومية. كما كانت لنا لقاءات مع أعضاء منتدى رؤساء المؤسسات. التقرير المؤلف من 12 صفحة تناول مختلف المجالات الاقتصادية في الجزائر، وتم نشره بموقع جريدة «واشنطن بوست» بالاتفاق مع وكالتنا، كما تم توزيعه خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي شهر أكتوبر الماضي، وكان له صدى إيجابي على مستوى الجمهور الأمريكي، الذي اطلع عليه عن طريق موقع الجريدة الذي يستقطب عددا كبيرا من القراء. لقد ساهم في تبديد الغموض لدى المشاركين في الاجتماع المذكور حول الواقع الاقتصادي للجزائر، والتعرف عن قرب على الفرص الاستثمارية المتاحة.المساء: هل يمكن القول إن ذلك يُعد بداية عملية لتغيير نظرة الأمريكيين والشركاء حول الواقع الاقتصادي للجزائر؟فيونتس: لا أخفي عليك إن قلت بأن صورة الجزائر اقتصاديا مازالت غائبة لدى الأوساط الأمريكية بخلاف بعض دول الجوار. وأرى أنه من الضروري العمل من أجل تبديد الغموض الذي يكتنف بعض القطاعات. أعتقد أنه يجب تسريع الوتيرة وإزاحة بعض الحواجز التي تقف أمام الجهود المبذولة لربط علاقات التعاون وتكثيفها مع مختلف الشركات الأمريكية، التي لن تتردد حتما في المجيء إلى الجزائر بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها، فضلا عن الجهود التي قامت باستثمارها في البنى التحتية خلال العشرية الأخيرة، فضلا عن تعزيز مبادلاتها التجارية في المنطقة المغاربية. وأعتقد أن القطاع الخاص من شأنه أن يلعب دوره في هذا المجال. كما لمست وجود إرادة كبيرة في ذلك خلال اللقاءات التي جمعتني برئيس وأعضاء منتدى المؤسسات.المساء: لكن هناك من الخبراء والمستثمرين الأمريكيين الذين أبدوا إرادة للدخول في قطاعات غير تقليدية في الشراكة الثنائية؛ بمعنى خارج المحروقات؟فيونتس: العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية ممتازة من الناحية السياسية، وترتكز بالخصوص على الجانب الأمني وقطاع المحروقات. وأعتقد أننا في بداية تغيير نهج هذا التعاون ليشمل مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، وذلك بتكثيف الجهود بين الحكومة الجزائرية والقطاع الخاص النشيط جدا لتعزيز الحملات الترويجية للتعريف بفرص الشراكة بالجزائر، عن طريق عقد لقاءات حول الاستثمار في الجزائر وتكثيف زيارات الوفود التجارية، مع ذلك أرى أن الجزائر بحاجة إلى مواصلة جهودها لترقية صورتها والانفتاح أكثر في المجال الاقتصادي.المساء: ما الهدف من حضورك المنتدى الإفريقي؟ وهل يصبّ ذلك في إطار الترويج لاقتصاد الجزائر وإفريقيا للأوساط الاقتصادية الأمريكية؟فيونتس: الطرف الأمريكي ليس مدعوا في هذا المنتدى الذي يخص فقط علاقات الجزائر بالدول الإفريقية، وحضورنا كإعلاميين هو فقط للاطلاع على النتائج التي يسفر عنها المنتدى. وبما أننا نهتم بالواقع الاقتصادي وآفاقه فإننا نقوم حاليا بإعداد تقرير حول الاستثمار في الجزائر، يشمل الزراعة والصحة والصناعة والصيدلة والصناعات التنافسية. كما سنضمّن التقرير التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء القاري، حتى يتسنى للقراء التعرف وفهم الفرص التي تزخر بها الجزائر؛ باعتبارها دولة محورية في القارة. هذا التقرير بدأنا في إعداده قبل بدء انعقاد المنتدى، وكانت لنا لقاءات مع العديد من المسؤولين الجزائريين في الوزارات الاستراتيجية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مليكة خلاف
المصدر : www.el-massa.com