يذكر النحاة أن سبب نشأة علم النحو مرتبط بغاية تعليمية اللغة لغير العرب أو للعرب الذين فسدت لغاتهم نتيجة الاختلاط بالأجانب، والهدف التعليمي يستدعي الارتباط بقواعد معيارية، فكانت العوامل والعامل عندهم ما أوجب كون آخر الكلمة على وجه مخصوص من الإعراب، إذن علم النحو ليس غاية ولا هدفا لذاته وإنما وسيلة لصيانة اللسان من اللحن، وبدأت فكرة العامل في ميدان البحث النحوي منذ النشأة، ويعد عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي مبتدع هذا المنحى في الدرس النحوي، واحتذى هذا المنهج عيسى بن عمر والخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه، إلى أن جاء في العصر الأندلسي ابن مضاء القرطبي الذي نادى بإلغاء نظرية العامل، إن دعوة ابن مضاء من العامل الذي لم يحظ في عصره مثل ما حظي به في وقتنا الحاضر من حفاوة التي تتمثل في إلغاء العامل من اللغة العربية، وأسباب الإلغاء تختلف عن أسباب ابن مضاء، ومع هذه الصرخات العالية لم نجد منهم تصنيفا لعلم النحو العربي يستبعد العامل من مملكة علم النحو، ومنهم من ينادي في دراسته النظرية بإلغاء العامل ولكن في التأليف يميلون إلى مراعاة نظرية العامل في مؤلفاتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عيسى العزري
المصدر : التعليمية Volume 7, Numéro 3, Pages 167-178 2017-06-01