كل من محمد إقبال ومالك بن نبي من دعاة الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي، لهما مرجعية دينية وفكرية وتاريخية واحدة، شهدا نفس الظروف والأحداث والتغيرات الفكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم المتخلف، في مقابل العالم المزدهر علميا وتكنولوجيا. الحضارة عندهما إنتاج إنساني، ذات أصل روحي ديني، تطورها بتطور العوامل الروحية والمادية وتكاملها. لا يمكن التمييز بين نظرية كل منهما عن الأخرى حول الإنسان والحياة والتاريخ والحضارة. إن محاولة إقبال انصبت على نقد وإعادة بناء الفكر الديني في الإسلام انطلاقا من تغيير الذات، أما محاولة مالك انصبت على إعادة بناء مشكلات الحضارة وتصور الحلول من منطلق الأصالة والمعاصرة. فإستراتيجية النقد وإعادة البناء عند إقبال ونظرية الحضارة عند مالك تمثلان رؤية فلسفة واحدة للإنسان والحياة والتاريخ والحضارة. والمتأمل فيهما يكشف أن رؤية إقبال هي أرضية فلسفية ميتافيزيقية لنظرية مالك، أما نظرية مالك فهي المحاولة الفكرية والعلمية الواقعية لفكرة إقبال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بوبكر جيلالي
المصدر : مجلة العلوم الاجتماعية Volume 2, Numéro 3, Pages 7-38 2009-02-15