الجزائر

نظرة المجتمع.. الضغوط النفسية وسن اليأس ‏عوامل تدفع بالمرأة إلى إهمال الذات




توصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس والحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق مفاجئ لإتمام صفقة لتبادل 1027 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لعبت فيه الوساطة المصرية دورا محوريا لاتمامه.
وتم الإعلان عن هذا الاتفاق بعد مفاوضات وصفت بالعسيرة والشاقة جرت في سرية تامة منذ اكثر من ثلاث سنوات ساعدت أطراف ثالثة على انجاحها منها المخابرات المصرية ووسيط ألماني الذي سعى منذ البداية إلى تقريب موقفي حركة حماس والحكومة الإسرائيلية من اجل الانتهاء  إلى لاتفاق نهائي حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي.
وحل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمس بالعاصمة المصرية على رأس وفد فلسطيني لاستكمال حيثيات المفاوضات مع رئيس المخابرات المصرية حول آليات العملية لإتمام صفقة التبادل هذه.
وينتظر وفق الاتفاق المبدئي أن يتم الإفراج في مرحلة أولى على 450 أسيرا فلسطينيا بينهم 27 أسيرة فلسطينية بحلول الأسبوع القادم على أن يتم الإفراج عن 550 أسيرا ضمن دفعة ثانية بعد شهرين من الآن.
وسبق لخالد مشعل لدى تأكيده على التوصل إلى هذا الاتفاق أن أكد أن من بين المفرج عنهم 315 اسيرا ممن صدرت في حقهم احكام قياسية بالسجن المؤبد وصلت بالنسبة لبعضهم إلى مئات السنين بالإضافة إلى تركيز الطلب على إطلاق سراح قدماء الأسرى والأطفال والنساء الأسيرات ضمن الدفعة الأولى.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماع طارئ عقدته مساء الثلاثاء على هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات عسيرة تمت في سرية تامة برعاية مصرية وخاصة منذ الإطاحة بنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
ولم يحظ الاتفاق الذي دافع عنه الوزير الأول الإسرائيلي ووزيره للدفاع وكل قادة الأجهزة الأمنية الأخرى بقناعة أن ما تم تحقيقه اليوم أفضل مما لو أننا تماطلنا أكثر وان الاتفاق سيمكن شاليط من العودة الى أحضان عائلته.
 ورغم التبريرات التي رفعها فإنه لم يتمكن من إقناع وزير خارجيته العنصري افيغدور ليبرمان وزير البنى التحتية عوزي لاندو وموشي يعلون وزير القضايا الاستراتيجية بفكرة الإفراج هذه.
وأجمع خالد مشعل وبنيامين نتانياهو والسلطات المصرية التي ساهمت في إبرام صفقة للتبادل أن المفاوضات كانت عسيرة وصعبة وانتهت إلى الموافقة على الاتفاق نهار الخميس وتم توقيعه اول أمس الثلاثاء.
وذكرت مصادر مصرية أن مدير المخابرات المصري مراد موافي نجح في لعب دور الوسيط بين الجانبين إلى غاية التوصل إلى إبرام صفقة للتبادل التي ينتظر أن يتم الشروع في تنفيذها خلال يومين''.
وينتظر أن يتم خلال اليومين القادمين بحث آليات عملية التبادل وطريقة تجسيدها والأسماء الثقيلة التي يشملها قرار الإفراج بعد أن تردد أن أسماء مروان البرغوثي واحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية وعدد من قيادات كتائب عز الدين القسام سيتم الإفراج عنهم .فبينما أكدت مصادر فلسطينية أنهم سيكونون ضمن عملية التبادل سارع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك للقول أن هؤلاء غير معنيين بصفقة التبادل.
وسربت مصادر مصرية على صلة بالملف أن المفاوضات جرت بطريقة غير مباشرة بين وفد الحركة التي قادها احمد الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ومسؤولين إسرائيليين بمقر جهاز المخابرات المصرية في القاهرة.
وأكدت المصادر أن المفاوضات كانت صعبة بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية إطلاق سراح ألف أسير وخاصة أولئك الذين نفذوا عمليات استشهادية ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية في وقت أصرت فيه حركة المقاومة الإسلامية على الإفراج عنهم وان تختار أسماءهم ومكان إطلاق سراحهم بنفسها.

بين الشعر والقصة يعبر السرد الفني من على جسر الأدب فوق نهر الزمن الجارف ومكان الحزن الذي يغمر الأشياء بألوانه الرمادية وكأنها بقايا لحرائق كبيرة، هي الكلمات عندما تطوف بنا أحياء القبيلة تبحث عن أثر من رسموا خريطة الوطن وساروا صحبة قافلة التاريخ.. هنا فقط يتوقف الشاعر صالحي ميلود ويستوقفنا لتفحص المكان، قد يكون التوقف للبكاء ويبقى السؤال هو ذاته: وتبكي الأحزان؟!
المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر صالحي ميلود ''... وتبكي الأحزان'' الصادرة مؤخرا عن الجاحظية، هي مجموعة، وإن صح التعبير، حزمة أحزان أبى الأستاذ صالحي إلا أن يحلمها على حروف عجفاء لا تستطيع حمل هذا الثقل المتراكم منذ بدأ التاريخ للحزن والبكاء.. يقول الأستاذ صالحي في تقديمه لمجموعته الشعرية ''وتبكي الاحزان.. خنجر مغروس في نحور الخانعين، المنبطحين على نصب الخيانة المتسولين على أرصفة العهر والشهوات، المتفسخين في بؤر النفط النتن والغارقين في لجج دماء المستضعفين البسطاء الحالمين بجرعة ماء وقطعة رغيف''.
ويؤكد الأستاذ صالحي ميلود أنه يصرخ بكل أفواه الرفض في وجه زمننا العربي المزري الملقح بكل فيروسات التمسيخ والتشويه والانزلاقات الخطيرة في مهاوي الفتن والدمار فيقول: '' كتبت في جوف الليالي المضاءة بالرصاص وبالخوف ووميض البرق في قمم الجبال الموحشة الملغمة بالإرهاب، جبال دار الشيخ بتلمسان، وكتبت في قفاز تندوف، وأعالي قالمة وفي كل مكان لا يخطر على بال إنسان''. ويضيف الشاعر ''صالحي ميلود: ''إن الزمن لم يعد زمن الكتابات الجادة، وإن المتربعين على عرش الكلمة المعبرة والعابرة يرون أنه إما أن تكون المهلهل أولا تكون''.
استهل الشاعر صالحي ميلود مجموعته الشعرية الجديدة بقصيدة ''ما بين العشق والنبوءة'' والتي يقول فيها:
'' من بين العشق والنبوءة
يحمل حلما أبدي الرغبات
حافيا سرق من العمر
أولى الخطوات
يتعثر كالمهر الجامح
ليصنع الفتوحات
جوادي على ثرى الوديان
الآتية من وحي القوافي والصلوات...''
ويقول في قصيدة رجولة:
''أعيان القبيلة كانوا عند مرة
يتداولون الراحج جرة بجرة
يتراهنون عن عدد الأيامي
وعن شق الغبار وقهر الندامى''
ويمضي الشاعر بنا في مجموعته كأي صعلوك عربي خبر مفاوز الصحراء يقص  أثر عصابات القوافل العابرة للتاريخ بأحاجي القصور والخمور العتيقة وروائح المخادع المخملية المسروقة من طريق الحرير...
الشاعر يكتب المرارة العربية، يحرك الخنجر الإسرائيلي المغروس في الخاصرة، يصيح من وجعنا في وجعنا ويلهث ظامئا لسراب فارس يحتضن الصحراء ويلعب بلهبها المقدس ويركض مع كل الصهيل والحمية وتكسرت النصال على النصال.
المجموعة تحتوي على 31 قصيدة وهي من القطع المتوسط.

يسرد ''ميلتون كروس'' في كتابه من قصص أشهر الأوبرات، تاريخ فن الأوبرا في العالم بدءاً من ولادته في إيطاليا في نهاية القرن السادس عشر تبعاً لتأثيرات قديمة متجذرة في التاريخ، حيث كان الممثلون في العصور القديمة عندما يلقون درامات سوفوكليس واسخيلوس الضخمة وأشعار شعراء اليونان التراجيديين، ترافقهم الموسيقى بالآلات الوترية والنفخية وكان الكورس يمثل جزءاً متمماً للمسرحية.
ويرى المؤلف في كتابه الصادر باللغة العربية عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة دراسات موسيقية، ترجمة محمد حنانا، أن التطور الذي وصلت إليه الأوبرا كما نعرفها اليوم، تطلب عملية ثورية وتطورية بدأت منذ أكثر من أربعمئة عام، حيث نشأت الأوبرا من ثورة على الكتابة البوليفونية المعقدة جداً التي سادت في القرن السادس عشر، وقد أنجزت الثورة في إيطاليا في بداية القرن السابع عشر تقريباً على يد جاكوبو بيري في أوبراه ''دافني''، إذ حل ريسيتاتيف الصوت الواحد محل أسلوب المادريغال الكونتربنتي بأصواته الخمسة أو الستة أو السبعة المنفصلة، وقد امتد تأثير هذه الثورة شمالاً من إيطاليا عبر أوروبا باعثاً الروح في الفعاليات الأخرى التي بدأت حركتها باتجاه موازٍ.
ثم يفصل الكتاب نشوء الأوبرا في كل بلد من أوروبا، ففي انكلترا أدت ماسكات البلاط وهي عروض ترفيهية مترافقة بالموسيقى إلى تفعيل الريسيتاتيف، ففي 1617 وضع الإيطالي بريطاني المولد نيكولو لانييري موسيقى لماسك كتبه بن جونسون، وكان لهذا العمل تأثير كبير ولكنه مؤقت الى أن جاء هنري بورسيل الجد الأعلى الحقيقي للأوبرا في انكلترا.
في ألمانيا ظهرت الإشارات الأولى للاجتياح الموسيقي الإيطالي في دردسن نحو عام ,1627 حيث ألف هنريش شوتس الذي درس في فينيسيا أوبرا على نص دافني وكانت هي المحاولة الأوبرالية الأولى في البلاد.
يرى المؤلف أن الأوبرا لم تفتن الفرنسيين سريعاً بسبب حساسيتهم للدراما وبسبب تغلب العناصر الموسيقية على العناصر الدرامية في الأوبرا الإيطالية، لكن الأوبرا الفرنسية الحقيقية ظهرت في منتصف القرن السابع عشر على يد جان باتيست لولي.
ظلت روسيا بمنأى عن التغيرات الأوبرالية حتى نهاية القرن الثامن عشر، عندما كانت الأوبرا الإيطالية تقدم في موسكو وبطرسبورغ، وقد شهد القرن التاسع عشر عودة إلى الموسيقى القومية وبدأ ميلاد الأوبرا الروسية بتقديم أوبرا حياة من أجل القيصر لغلينكا عام .1836
وانتشرت الأوبرا بذلك في أنحاء أوروبا، وعندما حازت تدريجياً على اهتمام الجمهور ازداد الطلب على العروض الشعبية، ففي عام 1637 افتتحت في فينيسيا أول دار أوبرا، وبحلول عام 1700 كان هناك أكثر من إحدى عشرة أوبرا في تلك المدينة.
ومع حلول القرن الثامن عشر كانت الأوبرا قد تطورت ونضجت متهيئة لثورة أوبرالية ضمن معايير ومقاييس عالمية للنصوص الأوبرالية، ما هيأ لظهور أوبراليين ذاع صيتهم وخلدهم التاريخ مثل غلوك وموزارت ومن تبعهم.
ويطرح المؤلف تساؤلا حول كيفية الاستمتاع بالأوبرا، حيث يرى أنه يتعلق بثلاثة سبل رئيسية لفهمها، هي قراءة القصة ودراسة الليبريتو نص الأوبرا والاستماع للموسيقى عن طريق التسجيلات أو نسخة آلية محولة للبيانو.
ويعرض الكتاب أهم القصص الأوبرالية وهي مثل عايدة للمؤلف جوسيبه فيردي (حفلة رقص تنكرية للمؤلف جوسيبه فيردي) البوهيمية للمؤلف جياكو بوتشيني، بوريس غودونوف للمؤلف موديست موسورجسكي، كارمن للمؤلف جورج بيزيه، الفروسية الريفية لبيتر ماسكاني، كلهن هكذا لموزارت، دون جيوفاني لموزارت، قوة القدر لفيردي، جياني سكيكي لموزارت، هانسيل وغريتل لهومبردينك، لوهنغرين لريتشارد فاغنر، لوتشيا دي لاميرمور لدونيزيتي، مدام بترفلاي لبوتشيني، أساتذة الغناء في نورنبرغ لفاغنر، نورما لبيليني، عطيل لفيردي، المهرجون لروجييرو ليونكافالو، ريغوليتو لفيردي، أوبرات خاتم النيبيلونغ لفاغنر، ساولمي لشتراوس، توسكا لبوتشيني، تريستان وايزولده لفاغنر.
يعتبر الكتاب مرجعاً موسيقياً هاماً في تاريخ الأوبرا وسيناريوهات أهم الأوبرات العالمية، حيث يلعب دوراً توثيقياً للأوبرا بين دفتي كتاب من القطع الوسط ويقع في ثلاثمئة وأربع وثلاثين صفحة.
 

استقطب الخطاط الكويتي جاسم محمد معراج، أعدادا هائلة من الطلبة والعائلات والأطفال في جناحه، خلال مشاركته في ورشة عمل للخط العربي الإسلامي الذي أشرف عليه مؤخرا بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، خلال الأيام الثقافية الكويتية، وقد أعجب الحضور بعمل الرجل وأخلاقه أيضا، فعلاوة على الرصانة والثقة بالنفس، وجد الحضور أنفسهم مع خطاط متواضع يتفاعل ويمثل ما تخط أنامله من صفات المسلم الحقيقية.. ''المساء'' التقت الخطاط الشاب الحاصل على الإجازة في الخط العربي من الخطاط الشهير داود بكتاش، وهو أول خطاط كويتي يحصل عليها ونقلت لكم هذا الحوار...
''المساء'': من هو معراج؟
جاسم معراج: أنا من مواليد الكويت في 20/8/1982متحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الكويت - تخصص هندسة كيميائية، بدأت دراسة الخط العربي منذ عام 1995 تتلمذت على يد الخطاط وليد الفرهود ثم واصلت على يد الخطاط العالمي داود بكتاش والأستاذ حسن جبلي، وحاليا أنا عضو مؤسس في مركز الكويت للفنون الإسلامية، حصلت على مكافأة في خط الثلث الجلي في مسابقة الخط الدولية.
- كيف تتعامل مع الخط؟
* الخط مثل أي علم أو فن يجب أن تتوفر الرغبة في تعلمه، ففن الخط له شقان ''صياغة وعشق''، فالكتابة صناعة والشعور الذي يختلج الخطاط والذي يلازمه طيلة حياته، ومن خلاله أتعلم، وكلما تعلمت أشعر أنني مازلت احتاج إلى تعلم الكثير، ونحن كمسلمين لدينا قيم فنية كبرى لتصفية النفس، وهذه هي ميزة الفنون الإسلامية.
- ماهي المبادئ الأخلاقية التي يحملها فن الخطاطة؟
* للفن الإسلامي علاقة وطيدة بالقيم والمبادئ فهو يبرز جماليات وإبداع الخالق تماشيا مع ناموس الكون، يمكن لفن الخطاطة أن يظهر جمال التعاقب بين الليل والنهار، الإبداع في الورد، أوراق الورد وسيقانه، صوت العصافير عند الشروق، فكل هذه التظاهرات حولت الى فن من الصوت الى الصورة ومن الصورة الى الصوت، وكلها تدخل في لوحة الخطاط لتعطي جمالا مشرقا، عكس بعض الفنون الغربية التي تظهر البشاعة والصور المشينة والحقد على المسلمين.
- هل لفن الخطاطة قواعد؟
* نعم لكل مخطوط قواعد خاصة به، ولكل حرف قاعدة وللسطر والتركيب قواعد، وهناك أسس وقواعد في توظيف الخط حتى ينسجم مع البيت، أو في المسجد أو المكان الذي ستوضع فيه اللوحة عندما تكتمل، إلى جانب مراعاة الزخرفة التي تتماشى مع الخط، مع حسن اختيار الألوان، فلا يمكن أبدا استعمال الألوان الفاقعة مع المعاني التي تحمل الشدة فلكل كلمة وحرف ولون ميزته وعمله.
- أي لوحاتك أحب إليك؟
* أي شئ يخرج من يدي له علاقة خاصة بي، فكل لوحاتي بناتي، ولكل لوحة وضعها الخاص، فهناك أوقات أتشجع فيها أكثر للكتابة، وهناك وضع أو دافع، فأحد التراكيب ''الله أكبر كبيرا'' لم أتشجع لكتابته إلا بعد سماعي تكبيرة عيد الفطر، فقد كان لمجموع الأصوات المكبرة وقع خاص في صدري.
- هل حدث ولم تعجبك لوحة رغم الجهد الكبير الذي بذلته في إعدادها؟
* نعم، حدث... إنها مثل الابن العاق الذي تعطيه كل شئ ويقابلك بالعقوق.
- ماهي الرسالة التي تحملها في أعمالك؟
* رسالة الفنان هي إظهار جمال الله المتجلي في الكون، والخطاط جزء من المعمورة والموسيقار أيضا، فإظهار الجمال واجب، وهي من الأمور التي يحبها الخالق.
- ألاترى أن هناك اهتمام بالخطاطة في الوطن العربي؟
* التراث العربي الكبير المتعلق بفن الخطاطة في شبه الجزيرة العربية، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد اهتمام بهذه الفنون، فالكويت لديها مركز الكويت للفنون الإسلامية ودار الآثار الإسلامية، ولدينا متحفان خاصان للسيد طارق رجب، منهما متحف الخط الإسلامي، والدور الباقي على الخطاطين، إذ يجب ان لا تقتصر الرسالة على اللوحات والمعارض فحسب، بل لابد من أن تدخل هذه الأعمال كل ركن من البيت.
- ما هو الوقت الذي تأخذه منك اللوحة؟
* هناك لوحة أخذت مني 6 أشهر وهناك أعمال أنجزها في ظرف شهر، وأحيانا أبدأ العمل بقلم الرصاص وأتوقف حتى يأتي الإلهام، والعمل على اللوحة يخضع لمجموعة من الأسس، فإذا كانت الفكرة جاهزة ينفذ الشكل خلال 3 أسابيع ليأتي دور الزخرفة وهنا أبدا تقنيات أخرى مختلفة خاصة بها.
- كيف وجدت الجزائر؟
* بلد طيب وأهله طيبون، وقد أعجبت كثيرا بتلمسان فلها نكهة خاصة.

ما إن يكبر الأبناء وتبدأ علامات تقدم العمر حتى تظهر على المرأة أعراض اللامبالاة، فيصل بها إلى حد إهمال الذات وعدم الاكتراث بالمظهر الخارجي، وتصاحب هذه الحالة عادات المرأة  إذا ما تجاوزت عتبة الأربعين، ويتكرس هذا الواقع خاصة عند زواج أحد الأبناء وعندها ينتابها شعور بعدم الرغبة في الظهور بمظهر مرتب حتى لا نقول لائق، كي لا يقال عنها أنها تعيش مرحلة المراهقة، أو أنها تغار من كنتها، أو أنها تتصرف تصرفات لا تحترم سنها   انطلاقا من هذا، رغبنا في معرفة لما يقل اهتمام المرأة بنفسها عندما يتقدم بها العمر، وهل هذا مبرر لها من الناحية النفسية أو لا.
بمجرد أن طرحنا هذا السؤال على سعاد -طالبة بقسم الفلسفة- حتى أجابت قائلة ''أن السبب الرئيسي في رأيها يرجع إلى الأولاد بالدرجة الأولى. ''وتشرح مستطردة أن البنات مثلا عندما يكبرن يقمن بالعديد من الأشغال المنزلية، فيحللن بذلك محل الأم التي بدورها تبدأ في التراجع عن دورها، بحيث تمتنع عن القيام ببعض الأمور، وتعزف على الاعتناء بمظهرها كما تفعل بناتها، لأنها تعتبر ذلك تعديا على زمن غير زمانها وأنها قد كبرت على مثل هذه الأمور التي أصبحت بناتها تمارسنه، ويتخللها شعور بالكبر وفقد ها لأهميتها لا سيما وأن كل فرد في العائلة أصبح بإمكانه القيام بالعديد من الأمور بنفسه.
من ناحية أخرى، ترى المتحدثة أن هذا الشعور بالكبر وعدم الرغبة في الاعتناء بالنفس مفهوم خاطئ، وهو شائع في معظم الأسر الجزائرية خاصة غير المثقفة منها، حين تتحول السيدة التي تتجاوز عتبة الأربعين إلى شبه عجوز، إذ يكون شعرها مغطى بقطعة قماش بصفة دائمة حتى لا يظهر الشعر الأبيض غير المسرح، وترتدي على الدوام جبة طويلة وعريضة. هي ممارسة تجعل بعض الرجال ينفرون من زوجاتهم اللائي يدفعن بهم إلى البحث عن زوجة أخرى. لذا تقول محدثتنا أن الشبابَ شبابُ القلب وليس له علاقة بالعمر، بل ينبغي على المرأة المتقدمة في السن أن تعيش ما لم تعشه، خاصة بعد أن تنهي رسالتها اتجاه أبنائها.
من خلال احتكاكنا ببعض السيدات المتقدمات في السن، انصبت إجابتهن حول الدافع وراء إهمال الذات وعدم الاكتراث بالجانب الجمالي لهن في وعاء واحد، هو الخوف من كلام الناس ونظرة المجتمع إلى من تعتني بنفسها وتحافظ على جمالها بعد سن الأربعين، فهذه السيدة يمينة في العقد الخمسين من العمر تقول: ''فقدت الرغبة في النظر حتى إلى شكلي بالمرآة بعد أن زوجت ابني، لشعوري بالخجل من قيامي ببعض التصرفات التي يفسرها البعض على أنها نابعة من غيرتي من كنتي التي تهوى التزين والتعطر وارتداء الملابس الجديدة والجميلة، لذا تستطرد المتحدثة قائلة: أعتقد أنه ينبغي لكل امرأة أن لا تظهر بمظهر لا يعكس سنها، وأن تبتعد عن الأمور التي تبقيها شابة حتى تحفظ نفسها من القيل والقال''.
وبنظرة تحليلية لواقع المرأة في المجتمع الجزائري، ترى الأستاذة حياة، وهي دكتورة في علم  النفس، أن تعدد مسؤوليات المرأة اليوم وعملها داخل وخارج البيت، جعل اهتمامها بنفسها يقل، لأنه يجعلها تعيش حالة من الضغط النفسي الذي ينسيها الاهتمام بنفسها والذي يزيد بجود الأولاد، وتعتقد المتحدثة أن المرأة في مجتمعنا تسعى لتحقيق هدفين لا ثالث لهما وهو الزواج، وإنجاب الأبناء. وإذا حققت هاتين الرغبتين، ترى أن مهمتها انتهت وبالتالي فهي تحصر نفسها بين هاتين الرغبتين. هذا من جهة، ومن ناحية أخرى تلقى المتحدثة بالمسؤولية على عاتق المجتمع الذي ينظر إلى المرأة  التي تتجاوز سن الأربعين بنظرة تجعلها تعزف عن القيام بالعديد من الأمور التي كانت تقوم بها سابقا، وإلا اعتبرت تصرفاتها معيبة وغير سوية وينطبق عليها المثل القائل ''ألي فاتوا وقتوا ما يطمع في وقت الغير''.
... وسن اليأس أكبرُ تحدٍ للمرأة.
ترجع الأستاذة جميلة سليماني، دكتورة في علم النفس الاجتماعي، التقتها ''المساء'' بجامعة بوزريعة، حالة الإهمال التي تعيشها السيدات بعد الأربعين إلى التغير الفيزيولوجي الذي تعرفه والذي يسمى بمرحلة سن اليأس، وبالتالي، فحالة الإهمال مبررة من الناحية النفسية إلى حد ما. وقد سعت الدول الأوربية إلى تغيير هذه التسمية والامتناع عن القول بأن المرأة قد دخلت في مرحلة اليأس حتى لا تشعر باليأس من الحياة، الأمر الذي ينعكس على مظهرها الخارجي.
وتعتقد المتحدثة أن دخول المرأة بعد الأربعين في مرحلة اليأس، يصاحبه العديد من التغيرات الانفعالية والمزاجية التي تدفعها إلى إهمال ذاتها، وبالتالي إهمال مظهرها الخارجي والاكتفاء بالتفكير في نفسها وبما يحدث لها،  لدرجة تتحول فيه هذه الحالة إلى مرض نفسي قد يعرضها ''للانهيار العصبي''.
وتظهر الأعراض الدالة على تدهور حالتها النفسية -تقول الأستاذة جميلة- إلى بعض السلوكيات التي تظهر عليها كعدم الاستحمام، وتجنب تمشيط الشعر أو صبغه، وعدم الرغبة في التعطر والتزين... في هذه الحالة، يمكننا القول أن المرأة قد فقدت اهتمامها بنفسها، ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر إذا حدث واستمر وضعها على هذا الحال إلى وقت طويل، وتحققت بها شروط المرض النفسي المؤدي إلى الانهيار، وهي ''التكرار'' و''الدوام'' و''الشدة''.
وبالمقابل، تدعو الأستاذة جميلة النساء إلى ضرورة عدم الوقوف عند عتبة الأربعين، بل ينبغي لكل سيدة أن تعيد بناء حياتها انطلاقا من هذه المرحلة بالبدء بمظهرها. وليس المطلوب منها أن تعيش حياتها كما كانت تعيشها بالسنوات الأولى من شبابها، أي ينبغي أن لا تكون العناية بالنفس بطريقة صبيانية، بحيث تلبس ما لا يناسب سنها، وهو ما يسمى في علم النفس''بالنكوص'' أي العودة إلى مرحلة المراهقة. ولكن المفروض أن تضمن الحد الأدنى من العناية بالذات على الأقل لتشعر بالسعادة والرضا على نفسها، ولعل أهم العوامل التي ينبغي للمرأة بعد سن الأربعين أن تهتم به، نجد نظافة البدن بالدرجة الأولى، وأن تكون ثيابها متناسقة ونظيفة، ويقال في هذا الخصوص أن النظافة الخارجية توحي بالنظافة الداخلية، ويقال أيضا من التعابير التشجيعية للعناية بالذات ''تأنقي لتتألقي''، فهذه العبارات تمنح نوعا من الأمل والشعور بالحاجة إلى الاستمرار بالحياة.
ومن جهته، يرى بومخلوف محمد أستاذ  علم الاجتماع بجامعة بوزريعة، أن فقد المرأة الاهتمام بنفسها عند التقدم بالسن ظاهرة من دون تأويل، لأنها  في نظري ترجع لعامل واحد وأساسي لذلك الإهمال وهو السن لا غير، وإذا أردنا البحث في الاعتبارات الاجتماعية -يضيف المتحدث- يصبح الأمر مختلفا، فليست جميع النساء متجانسات في هذا الأمر، وهذا يقودنا للبحث عن المتغيرات المفسرة للتباينات الموجودة بينهن في هذه الظاهرة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)