الجزائر

نظام بشار هجَّرني من بلدي وهكذا تعرضت للتهديد بالقتل



نظام بشار هجَّرني من بلدي وهكذا تعرضت للتهديد بالقتل
خطف في السنوات الأخيرة الأضواء، مما مكَنه من بلوغ العالمية من أوسع الأبواب، رحلته التاريخية التي قادته من دمشق السورية إلى هوليوود الأمريكية اختصرت شخصيته المميزة التي لا تفقه لغة المستحيل، هو جهاد عبدو، الممثل السوري الذي خص "الشروق" بحوار حصري مباشرة من لوس أنجلس.من دمشق السورية إلى بلاد السينما والأحلام كيف كانت الرحلة؟صحيح، رحلة ولا في الأحلام أن تغمض عينيك في وطن مزقته الحرب والظلم والقهر، لتفتحهما بأكبر دولة في العالم، حقا هي رحلة خرافية، لكن عليّ أن أوضح بعض النقاط لو تفضلتم.تفضل؟كثيرون من ظنوا أن جهاد عبدو سافر بمحض إرادته إلى أمريكا، تاركا وراءه عائلة وأصدقاء يعانون ويلات الحرب والإبادة، لكن في الحقيقة أنني هجرت بلادي مكرها، بعد أن تعرضت لضغوطات شديدة، من طرف أتباع نظام بشار الفاشي، حيث أرغمت على إبراز تعاطفي ومساندتي المطلقة للحاكم الجائر، وهو ما رفضته جملة وتفصيلا وقررت بالمقابل السفر لأمريكا خشية الموت مضطهدا في بلادي .هل تواصلت المضايقات بعد التحاقك بعالم السينما الأمريكية؟نعم، وقد تطوَر الأمر إلى حد التهديد بالتصفية والشتم المتواصل لا لسبب سوى أنني وقفت في وجه الطاغوت الذي يتفنن في قتل شعبه، لكن ثقتي في الله كبيرة وقريبا سيأتي الفرج وتنطفئ نار الفتنة.هل كان الأمر سهلا للالتحاق بمجال التمثيل بأكبر استوديوهات العالم هوليوود؟لا، بل كان موضوعا شاقا ومرهقا، بعد وصولي لأمريكا اضطررت للعمل في المطاعم وبيع الورود وغيرها من الأعمال الشريفة وقد يستغرب الناس لماذا وقع اختياري على تلك المهن البسيطة، حيث إنني لم أجد فرص شغل في مجال اختصاصي، فقد عرضت على بعض الجامعات فكرة تدريس اللغة العربية لأبناء الجالية، كما عرضت عليهم هوايتي المتمثلة في العزف على آلة الكمان، لكن لم أنجح في ذلك وحتى لا أطرق باب التسول والتسكع بالشوارع، قررت اختيار الطريق الشاق، إلى أن أتيحت لي فرصة تجريب حظي والمشاركة في كاستينغ فيلم ونلت الدور ومن هناك بدأت مغامرتي مع سينما هوليوود.ليس من السهل الوقوف جنبا لجنب مع قامات طويلة مثل الممثلة الأمريكية نيكول كيدمان وتوم هانز، لكن أنت فعلتها وقلبت الآية . كيف كان رد فعل هؤلاء الأبطال وأنت تشاركهم أدوار البطولة؟صدقني في أمريكا، وتحديدا بالسينما تسقط كل الفوارق والحواجز، ولا مجال للعنصرية يقيَمون الفنان بفنه وليس بدينه أو انتمائه وهذا ما حصل معي وجدت كل الدعم والتقدير من هؤلاء العمالقة، وهو ما جعلني أتحرر نفسيا وأقدم أروع اللوحات التمثيلية.لو يعرض عليك دور بطولة مع أشهر ممثل أمريكي في فيلم يسيء للعرب والإسلام كيف سيكون تصرفك؟منذ بدايتي الفنية أقسمت ألا أكون أداة تدمير أو تخريب، ففي عقيدتي الديانة خط أحمر ولا مجال للمشاركة فيما لا ينفع ويولد العدوانية، أنا فنان أحمل القيم الإنسانية الفاضلة، ولن أرضى بغير الفن حتى لو عرضت عليّ جوائز العالم كلها.علمنا أنك انخرطت كعضو فعال في نقابة الفنانين الأمريكيين، فلماذا لم تقم بنفس الخطوة في سوريا؟في سوريا لا وجود لنقابة تدافع عن حقوق الفنان، كنا نعمل فتهضم حقوقنا، وكم من عمل شاركت فيه ولم أتقاض مستحقاتي منه إلى اليوم، ويمكن لأي مخرج أن يغير في أي وقت ممثلا بآخر بكل سهولة لأن الفوضى التي يتخبط فيها الفن في سوريا شجع على ذلك، لكن في أمريكا حقوقك محفوظة ولا يمكن المساس بالممثل بمجرد توقيعه على العقد، لأنهم يؤمنون أن السينما صناعة ومورد مهم للاقتصاد وجلب رؤوس الأموال.هل لك دراية عن السينما الجزائرية؟ليس الكثير لكن أعرف أن الجزائر تملك في رصيدها سعفة ذهبية، وهي دلالة على أنها سينما قابلة للتطور والرقي.لو توجه لك دعوة رسمية للمشاركة في فيلم جزائري من هي الشخصية التي تحلم بتجسيدها على أرض الواقع؟كما أعجبت بسوريا بالشهيد يوسف العظمة عشقت حد النخاع شخصية الأمير عبد القادر، وأملك كل المقومات لتقمص هذه الشخصية العظيمة.بعض النقاد يرون فيك عمر الشريف 2 بحكم براعتك في التمثيل باللغتين ماذا يمثل لك ذلك؟شرف كبير وسعادة لا تضاهى كما أنها مسؤولية كبيرة والحمد لله أجتهد كثيرا لبلوغ أعلى المستويات ولعلي اليوم الممثل الوحيد الذي يتقن ويجيد التمثيل ب5 لغات هي العربية بكل لهجاتها، الإنجليزية، الرومانية، الروسية والإسبانية.مشاريعك؟بعد مشاركتي في فيلم ملكة الصحراء مع نيكول كيدمان وفيلم مع توم هانز، أحضّر هذه الأيام لتصوير فيلم وبعده مسلسل أمريكي، حيث حظيت في العملين بدور البطولة وهذا شيء مشجع للطموح أكثر.كلمة لقراء جريدة الشروق والجزائريين بصفة عامة؟أوجه تحية حارة لإخوتي في بلدي الثاني الجزائر التي أتمنى زيارتها ذات يوم، كما تشرفت كثيرا بهذا الحوار الذي يعد الأول لي مع جريدة عربية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)