الجزائر

نصيحة لبلخادم



 طلب الأمين العام للحزب العتيد، عبد العزيز بلخادم، من نواب جبهته النزول إلى الميدان والاحتكاك بالمواطنين قصد معرفة انشغالاتهم وتحسس همومهم ومعاناتهم. وهو ما يعني بالضرورة أن بلخادم ونواب حزبه بعيدون عن القواعد التي انتخبتهم وعن عموم الموطنين، ما يفرض إلزامية العودة من جديد إلى القاعدة وإعادة الاتصال بها مجددا... ثم هل بلخادم أو أي مسؤول آخر لا يعرف المشاكل التي يتخبط فيها الجزائريون حتى يطلب من النواب النزول إلى المواطنين للتعرف وإفادة السلطة بتقارير عن واقع الحال حتى تتخذ القرارات وتنتهج السياسات الضرورية لمعالجة الاختلالات الحاصلة تجنبا للاضطرابات الاجتماعية التي تحولت إلى كابوس مرعب للأنظمة العربية الحاكمة؟
لقد كشفت القلاقل التي هزت، منذ أسبوع، حوالي عشرين ولاية من ولايات الجمهورية، أن علاقة السلطة بالجماهير الشعبية معدومة، والدليل أن القناة الوحيدة، أو لنقل الأداة الوحيدة التي تعاملت بها السلطة مع الشارع الهائج كانت جهازي الشرطة والدرك الوطني، وهما جهازا قمع حسب المصطلحات التي تستخدم في ظروف كالتي عاشتها الولايات العشرون التي اجتاحها العنف.
السؤال المطروح بعد أن اتضح هذا الخلل الخطير - خلل انعدام قنوات الاتصال بين السلطة والشارع - هل نواب جبهة التحرير، أو نواب أي تشكيلة سياسية أخرى مؤهلون للقيام بهذه المهمة، وهل بإمكانهم فعل شيء للشارع اليائس المثبط المقهور؟
بلخادم يعرف مثلما نعرف جميعا أن نوابه منقسمون على أنفسهم، بعد أن أصبحت لكل قسمة قسمة موازية ولكل محافظة نظيرة لها، ولكل مجموعة نواب مجموعة أخرى مضادة، فهل ينتظر من هؤلاء خيرا أو قدرة على إقناع غيرهم، بعد أن أصبح بلخادم نفسه عاجزا عن التحكم في الانتخابات التي تجري داخل غرفتي البرلمان لتجديد هياكله وليس في مجريات الانتخابات المحلية البعيدة عنه... إذا كان هؤلاء النواب لا يثقون في بعضهم البعض ولا يلتزمون بقرارات قيادتهم وفي مقدمة هؤلاء الأمين العام للحزب، فهل بقي أن يثق فيهم أو يسمع كلامهم أحد، بل وهل لمعظم النواب، إن لم نقل جميعهم، الشجاعة على الدخول إلى الأحياء الشعبية في أي مدينة من المدن؟
النواب استخفوا ورموا كلام وتعليمات وأوامر بلخادم وراء ظهورهم في أكثـر من مرة وفي كل المواعيد وفي جميع المناسبات، فهل يسمعونه هذه المرة، وحتى إذا سمعوه هل بإمكانهم فعل شيء في شارع يعرف ونعرف ويعرفون نظرته للمسؤولين وللنواب.
المضحك أن بلخادم يعرف كل هذه الحقائق وأكثـر... وكل هذه المعطيات وأكثـر، لكن رغم هذا لا يجد حرجا في الخوض في المستنقع الذي صنعته السياسات المعتمدة وهو جزء منها، فهل هناك إفلاس أكثـر وأخطر من هذا؟... لكن ما دام قد أدلى بدلوه في هذا الاتجاه، فإننا ننصحه بأن يزور هو شخصيا أحياء باب الوادي والحراش وباش جراح وبلوزداد، أو ننصحه بزيارة حي بوهني أو لقرابة أو الزعرورة أو فيلاج سبنيول بمدينة تيارت فهل يستطيع؟

larbizouak@yahoo.fr




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)