الجزائر

نصب الأموات بقسنطينة المعلم التاريخي الذي أسر قلوب زواره



من بين احد المعالم التاريخية الساحرة بمدينة الجسور المعلقة يتربع معلم نصب الأموات على أعلى صخرة بقسنطينة بمحاذاة المستشفى الجامعي بمنطقة رابح لوصيف يأخذك منذ الوهلة الأولى إلى رحلة معبقة بتاريخ و ثقافة المدينة و تخطف أنفاسك تلك البانوراما الساحرةالتي تمكنك من مشاهدة أجمل المناظر للمدينة مع نسمة هواء عليلة تخلصك من التوتر و القلق و تزيل كل آثار ضغطك اليومي,فهو المعلم الرائع الذي نسجت حوله الكثير من الأساطير و الروايات ليبقى شاهدا على ثلاث حقبات تاريخية تلامس معتقدات الرومان و تخلد أموات الحرب العالمية الأولى و إحتلال فرنسا للجزائر حيث تم تشييده سنة 1934 من طرف فرنسا التي أرادت تخليد أرواح جنودها الذين سقطوا في ساحات المعارك حيث تبثث عليه تمثال النصر الذي هو عبارة عن امرأة مجنحة تشبه طائرا خرافيا يتأهب للتحليق تيمنا بمعتقد النصر عند الرومان و في هذا الصدد يذهب البعض إلى أن قوس النصر المتواجد بشارع الإليزيه بفرنسا الذي شرع في تشييده بطلب من ‘'نابوليون'' ودشن سنة1836 من طرف ‘'لوي فيليب'' قد تم استلهامه من مجسم صغير يعبر عن معتقد النصر في الحضارات القديم,كما أنه يمثل إله الانتصار عند الرومانيين .
القيتار يصنع الفرجة للزوار
الزائر لنصب الأموات الذي يمثل سطحه نصف المسافة بين الجزائر العاصمة و تونس يقف أمام بانوراما رائعة عن مدينة قسنطينة ليقابله تمثال ‘'مريم العذراء'' الذي يسمى ب ‘'سيد السلام'' حيث يستشعر منذ الوهلة الأولى إحساسا بالشغف و المتعة الحقيقة التي تجعله هائما بهذا السحر الذي يتيح فرصة حقيقية للإستجام في جو يسوده الصفاء و السكينة لراحة جسدية و نفسية بين أسوار التاريخ و بعيدا عن ضوضاء المدينة,نصب الأموات الذي أعيد له الاعتبار خلال السنوات القليلة الماضية بات يعرف إقبالا كبيرا من طرف الزوار من داخل و خارج المدينة حتى أنه يكتسب شهرة واسعة خارج الوطن أين يعد مقصدا و ووجهة للسياح الأجانب الذين يتوافدون على قسنطينة حسب ما وقفنا عليه في عدد من المرات,و من خلال زيارتنا له وقفنا على تلك الأجواء الجميلة التي صنعها زواره من العائلات و الأصدقاء إذ ترى البعض منهم يفترشون أرضيته يتجاذبون أطراف الحديث و يستمتعون بوجبة خفيفة مع نسمة هوائه العليل فيما يطلق البعض من مجموعات الأصدقاء العنان لألأتهم الموسيقية من غيتار و غيرها,أما آخرون فيفضلون قراءة الكتب و تبادلها في جلسات أدبية راقية و آخرون يلتقطون الصور التذكارية خاصة القادمين منهم من مناطق بعيدة و الذين حظوا لأول مرة بزيارته,كل يستمتع بوقته في أجواء رائعة و آمنة خاصة في ضل توفير فرق أمنية تسهر على حراسة المعلم و على سلامة مرتاديه على مدار الأسبوع ليلا و نهارا و كذا توفير فضاء لركن المركبات,وهو الأمر الذي جعل من زواره يقصدونه دون تردد على حد تأكيد الشاب القسنطيني حسام المنخرط في إحدى الجمعيات الثقافية بقسنطينة حيث أخبرنا أن هذا المكان يعد بمثابة فضاء مناسب لكل الفئات و الشرائح التي تريد الراحة و المتعة,كما أن الشباب المثقف يقصده لممارسة هواياته في القراءة و الموسيقى و الفن و التصوير إلى جانب الاستجمام و لكونه دائم التردد عليه كشف لنا أن أنه لا يخلوا من الزوار الأجانب طيلة أيام السنة و الذين يلمح في كل مرة انبهارا و إعجابا بسحره الخاص و جمال موقعه بمدينة قسنطينة التاريخية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)