استضافت قاعة الأطلس بالعاصمة، أمسية أول أمس، في أول لقاء أدبي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام للسنة الجارية، الإعلامي والروائي حميد ڤرين، الذي قدم روايته الجديدة ”الحياة على رؤوس الأصابع”، كما تحدث فيه الروائي عن خصائص الكتابة الروائية ومتطلبات هذه الأخيرة.
اللقاء الأدبي حضره، إلى جانب الأسرة الإعلامية بعض المهتمين بالحقل الأدبي؛ حيث طرح من خلاله الكاتب إشكالية الكتابة الروائية التي لا تتقيد بالأزمنة والأمكنة رغم الصعوبات التي تعترضها، بالإضافة إلى المجال الواسع الذي تمنحه الرواية للكاتب للبوح بكل ما يختلج في خاطره لأنها لا تعرف الحدود، وتطرق إلى دور النقد البناء في دفع عجلة الإبداع وعن ضرورة التخلي عن تقديس الكتاب لأنه لا وجود لنصوص مقدسة ماعدا القرآن الكريم.
وعن ”الحياة على رؤوس الأصابع”، قال ڤرين إن الرواية مبنية على وقائع حقيقية جمع تفاصيلها من واقع معاش في المجتمع الجزائري.
وتحكي الرواية قصة شاب مهووس بقصر قامته يقضي معظم وقته في التنافس ومقارنة نفسه مع مشاهير ذلك الزمن، أمثال عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، وغيرهم من الأسماء التي ذاع صيتها سنوات الستينيات، فاهتدى الشاب الذي ارتبط اسمه بـمصطلح ”حجم” إلى فكرة المشي على رؤوس أصابع قدميه، لكنه وجد صعوبة في الاستقرار على مشية محددة رغم المجهودات التي قام بها. وجمعت الرواية مجموعة من الأصدقاء المراهقين الذين يتقاسمون هموما مشتركة ارتبطت بالإحباط وعدم وجود أوقات فراغ. وتعكس الرواية عبر شخصياتها الأقرب الى الحقيقة واقع المجتمع الجزائري الغارق في الممارسات والسياسات الاجتماعية التي تعكس العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، وما يشوب هذه العلاقات من محسوبية، ظلم، فساد، الإحباط النفسي، وغيرها من العلل الاجتماعية التي لا يجد المرء نفسه في منئ عن التعاطي معها.
كما تحدث الكاتب عن مسقط رأسه بسكرة، وعن بعض التفاصيل التي لا يمكن للمرء الانفلات منها حتى وإن تعلق الأمر بالطفولة رغم كثافة الانشغالات اليومية، وكذا عن ظروف انتقاله من الكتابة الصحفية الى الروائية، معتبرا أن هذه الأخيرة المبنية عل الخيال والقدرة على تصور المشاهد أسهل بكثير من الأولى التي تتطلب جمع الحقائق والاستناد إليها. وقال غرين إن هدف الكاتب هو إرضاء الناس حتى وإن ارتبط ذلك بالنقد، لكنه اشترط أن يكون النقد مبنيا على أسس تتعلق أولا بالقراءة إذ لا يمكن أن ننتقد أعمالا لم نقرأها.
وأشار ڤرين، في نهاية الأمسية الأدبية، إلى مشاريع تحويل بعض رواياته إلى أفلام، حيث قال إن الأمر لايزال غامضا ولم يتم الفصل فيه بصفة نهائية. كما أفصح الروائي عن مشروعه القادم الذي عاد فيه إلى الأحداث التي عاشتها منطقة بن طلحة أيام العشرية السوداء وصلت الرواية نسبة 70 %، وامتنع قرين عن الإفصاح عن عنوان مولوده المنتظر لكنه قال إن له علاقة بالمرأة لأنه سيكون ”المرأة التي لا تريد أن تكون...”.
الطاوس.ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com