يعود بنا الإمام السابق لمسجد عقبة بن نافع بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة الشيخ تواتي بن مبارك إلى زمن الأربعينات والخمسينات ويتذكر في هذه الدردشة طقوس شهر رمضان وعاداته التي لم يعد لها اليوم أي أثر.
يؤكد الشيخ تواتي أن المستعمر الفرنسي في تلك الفترة كان يحسد السكان على تماسكهم وتضامنهم ورضاهم بواقعهم رغم حالة الفقر والعوز. وفي هذا الصدد يقول محدثنا أن المواطنين كانوا يعتمدون على الوسائل التقليدية في حياتهم، حيث تعوض ''القربة'' و''الشنة'' المشكّلة من جلد الماعز أو القلة، الثلاجة و''الكربيل'' للكهرباء. وحسبه، فإن الجميع في بلدة سيدي عقبة كان يشرب من السواقي والأودية في ظل انعدام مياه الحنفيات و لم يكن شهر رمضان حتى وإن كان في الصيف يؤثر على نشاط السكان الذين يمتهنون جلهم الفلاحة التي تعد المصدر الأساسي لوجبة الإفطار التي قال عنها محدثنا بأنها تتركز على التمر والحليب وأكلات الشخشوخة والتشيشة وشربة الفريك. أما الكسكسي فيغيب طيلة أيام رمضان ويعود يوم العيد ويكتفي الجميع بشرب الشاي بنوعيه الأخضر والأحمر في المقاهي، أما القهوة فتعد نادرة ويتناولها إلا القلة. وعن كيفية معرفة موعد حلول رمضان يقول الإمام السابق لمسجد عقبة أنه في تلك الحقبة وفي هذه البلدة كان الجامع أمام المحكمة التي يتواجد بها قاض يمثل السلطة لكن الكلمة الأخيرة تعود للمسجد ويبقى الاتصال مستمرا في ليلة الشك إلى أن تثبت رؤيته فيقوم القاضي بتحرير مسودة ويرسل البرقيات. وبرأيه فإن الشعب كان لا يثق في الاستعمار والمرجع هو رجال الدين وجمعية العلماء المسلمين التي تمثلها شعبة في كل منطقة.
وعن موعد السحور، يضيف الشيخ بن مبارك، أنه مع اقتراب الساعة الثالثة يشرع المسحراتي أو بوطبيلة في الضرب على الطبل ويجوب الحارات لإيقاظ الناس وإعلامهم بموعد السحور وفي نفس الوقت يتواجد المؤذن في منارة المسجد يقوم بالتسبيح والدعاء ويعد ذلك كإشارة بأن الأكل والشرب مباح وإذا أذّن وقال الصلاة خير من النوم فيعني ذلك بداية الإمساك، حيث يقوم بمراقبة النجوم لأنه في ذلك الوقت قلّ ما نجد شخصا يملك ساعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ل فكرون
المصدر : www.elkhabar.com