دق الهلال الأحمر العراقي، أمس، ناقوس الخطر من كارثة إنسانية تواجه سكان مدينة الفلوجة الذين حوصروا بين نيران وحدات الجيش النظامي ومقاتلي العشائر وسط ظروف معيشية مستحيلة.وكشفت هذه الهيئة الإنسانية أن المعارك الدائرة في محيط هذه المدينة التي سيطر عليها المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة تسببت في نزوح 13 ألف عائلة اتخذت من أقسام المدارس ومقار الهيئات العمومية مأوى لها.وعرفت المدينة المحاصرة أعنف المعارك وعمليات قصف بالمدفعية الثقيلة تنفيذا لقرار الحكومة العراقية بشن هجوم واسع من أجل طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا باسم ”داعش” والذي عرف انضمام مسلحي العشائر إلى جانبه ضد كل ما يرمز للدولة المركزية في بغداد.وأكدت عدة شهادات أن عناصر مسلحة بسطت سيطرتها على المدينة الواقعة على بعد 60 كلم إلى الغرب من العاصمة بغداد وخاصة نقاطها الهامة مثل الجسور الاستراتيجية ومداخل أهم الأحياء السكنية والطرقات المؤدية إلى المدينة لمنع تغلغل جنود وحدات الجيش العراقي التي أرسلتها حكومة الوزير الأول نوري المالكي من أجل احتواء وضع خرج عن نطاق السيطرة.وفشل الجيش العراقي في تحقيق هدفه وخاصة وأن المسلحين من العشائر والتنظيم المذكور انتشروا وسط السكان وكل قصف أو مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى مذبحة حقيقية في أوساط المدنيين.وهو ما اعترف به محمد العسكري، الناطق باسم الجيش العراقي، الذي أكد أن الوحدات التي تم نشرها في محيط مدينة الفلوجة تدرس الموقف قبل شن هجومها النهائي وخاصة في ظل حرصها على عدم إراقة دماء السكان.ويبدو أن نداء الوزير الأول باتجاه العشائر بطرد عناصر تنظيم دولة العراق والشام لتفادي تبعات هجوم عسكري واسع النطاق لم يلق الاستجابة المرجوة، حيث وقع العكس عندما طالب هذا التنظيم السكان بعدم وضع السلاح ومواصلة المواجهات وهو ما يفسر تجدد المعارك في محيط المدينة بين المتحاربين.وانزلق الوضع مرة أخرى رغم أن شرطة المرور عاد عناصرها أمس إلى أهم المحاور للسهر على تنظيم حركة المرور وهو ما زاد في الاعتقاد بأن الأوضاع تسير إلى وضعها الطبيعي قبل أن تندلع المواجهات من جديد بين الفرقاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المساء
المصدر : www.el-massa.com