الجزائر

نحن المستفيدون الوحيدون من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية



نحن المستفيدون الوحيدون من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية
كشف السيد حسان لباد، مدير مديرية السياحة بقسنطينة ل«المساء"، عن مكتسبات القطاع خلال "تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، حيث تم تسليم خمسة فنادق، علاوة على تخصيص 14مشروعا لإنجاز فنادق أخرى. كما يتمّ وضع اللمسات الأخيرة لترميم الفندقين الأثريين، "بانوراميك" و«سيرتا"، مشيرا إلى زيادة عدد حرفي قسنطينة إلى 14ألف حرفي وارتفاع عدد السائحين إليها ب 30 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية.❊❊ تعتبر السياحة، من الركائز الأساسية لتطوّر الدول، ماهي استراتجيتكم لإنعاش هذا القطاع الحساس في قسنطينة؟— الجزائر بصفة عامة بلد سياحي بامتياز وله مقوّمات سياحية هامة، يمكن له أن ينافس دولا رائدة في هذا المجال، منذ عشر سنوات خاصة في الست سنوات الأخيرة، بدأ التفكير في الاستثمار الفندقي على المستوى الوطني وعلى المستوى المحلي بالنسبة لقسنطينة، حيث تعتبر السياحة من الركائز الأساسية الأربعة التي يعتمد عليها أيّ اقتصاد والاقتصاد الجزائري بصفة خاصة، وأعني بالتالي السياحة والفلاحة والصناعة والطاقة، وتلك فرص متاحة للجزائر ليكون لديها اقتصاد قوي وتنافسي وله مكانته في الاقتصاد العالمي.❊❊ عمليا، كيف يتم تجسيد هذه الإستراتيجية؟— أولا أريد أن أقول إنّ قسنطينة حاضرة قديمة من حواضر منطقة المتوسط، وعمرها يفوق 2500 سنة، بالتالي فقسنطينة تاريخ وجغرافيا، أي أنّها تحمل تاريخا كبيرا من خلال الزخم من الحضارات التي مرت عليها وكذا من خلال الجغرافيا لأنّ موقعها الجغرافي مميّز جدا ويعطيها مكانة خاصة وأولوية بالنسبة للجذب السياحي. ولاستغلال كلّ هذه الطاقات كان لابدّ من وضع إستراتيجية، ذلك لأن الجزائر كانت تفتقد لمجموعة من الفنادق العمومية التي أكل عليها الدهر وشرب. ونقولها بصراحة، أصبحت لا تلبي الطلبات الحديثة للسائح، وكان لزاما أن تكون هناك سياسة للدفع بمقوّمات الاستقبال أو هياكلها حتى تكون من حيث العدد أولا ومن حيث النوعية ثانيا، لأنّ قطاعنا قطاع خدماتي والخدمات فيه أولى الأولويات. وكان عدد الفنادق في قسنطينة قبل 2011 لا يتعدى 11 أو 12 فندقا منها فنادق موجودة بالقصبة وهي قديمة جدا فيها فندق عمره قرن من الزمن، كما أنّها غير مصنّفة كلّها ولا يمكن لها أن تلبي احتياجات السائح بالمفهوم الحديث للكلمة.وفي هذا السياق، تّم الانطلاق في انجاز العديد من المشاريع الاستثمارية في مجال الفندقة، تتمثّل في سلاسل فندقية عالمية معروفة على غرار سلسلة "أركور" التي أنجزت فندقين وهما "إيبييس" و«نوفوتال"، أيضا سلسلة أخرى جزائرية نتشرف ونعتز بها وهي سلسلة "أركونسيال" (قوس قزح) ولها فندقان في الاستغلال وفندق ثالث هو الآن في طور الانجاز وفندق رابع بسكيكدة مستغل. هناك أيضا مجموعة فنادق على مستوى علي منجلي، على غرار فنادق "الحسين" و«الخيام" و«الرفيع"، أي أنّ هناك مجموعة فنادق بدأنا نقطف ثمارها خلال هذه الأربع سنوات التي تمتد من 2011 إلى نهاية 2014. وفي 2015 تّم استلام خمسة فنادق كاملة بمجموع 800 سرير وبخلق حوالي 750 منصب شغل مباشر بمجموع استثماري يقدّر ب18 مليار دينار جزائري. وساهمت هذه الفنادق كثيرا في سدّ ولو بنسبة لا نقول قليلة بل متوسطة، العجز الذي تعاني منه قسنطينة فيما يتعلق بهياكل الاستقبال. كما كان في 2010 بالولاية 1200 سرير ولحد الآن عندنا أكثر من 2400 سرير موضوع حيز الخدمة ويساهم في تغطية هذه الاحتياجات التي تشهدها الولاية.❊❊ هل استقطبت "تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" السياح؟— يعتمد قطاع السياحة بنسبة كبيرة على المهرجانات والتظاهرات لأنّها مهمة جدا، وبالتالي تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، كانت فرصة كبيرة بالنسبة لقطاعنا وهو المستفيد الوحيد والأوحد من هذه التظاهرة لأنّ عدد الوافدين لقسنطينة بالنسبة للأجانب ازداد بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالسنة التي سبقتها. وبالنسبة للمواطنين، فقد ازداد العدد بنسبة مائة بالمائة أي كنا 150 ألف فأصبحنا 350 ألف. هذا أمر مشجّع وفتح شهية لبعض المستثمرين للمطالبة بالاستثمار في هذا القطاع وبناء فنادق أخرى وهناك اليوم مشروع 14 فندقا في طور الانجاز بمبلغ يفوق 38 مليار دينار (قطاع خاص)، وبالنسبة للقطاع العام هناك فندق "ماريوت" بشراكة في التسيير مع سلسلة "ماريوت"، وهناك أيضا فندقان قديمان ومعروفان في قسنطينة وهما "بانوراميك" و"سيرتا" الذي يمكن تسليمه نهاية السنة إذا تّم المحافظة على وتيرة الأشغال، وما زال هناك قضية التفاهم بين شركات الاستثمار السياحي والشركة المالكة على كيفية التسيير. أما فندق "بانوراميك" فقد انتهت به أشغال الترميم، وقد أعيد الاعتبار لهذين الفندقين، علما أنّ "سيرتا" وحده تراث ومعلم سياحي قبل أن يكون مجرد فندق من خلال موقعه وتاريخ بنائه وخصوصيته المعمارية، وسنحافظ على طابعه المميز له وسيكون "بلاص" وفي مستوى عراقة قسنطينة، كما سيكون هناك توسعة وإضافات أخرى كالمسابح وقاعات الاجتماعات التي ستعطيه مكانة أكبر.❊❊ كيف تقومون بعملية الترويج لجذب السياح إلى قسنطينة؟— نحن كمديرية وبالتالي كدولة ساهمنا من خلال بعض المطويات والأقراص المضغوطة وغيرها حتى نروّج للمنتوج السياحي الموجود لكن يبقى أمر مهم لا بدّ من استيعابه وهو أنّ السياحة قضية الجميع وليست قضية قطاع السياحة لوحده. فهي قضية المواطن والجمركي وشرطة الحدود والقنصليات في الخارج التي تمنح التأشيرات والمواطن البسيط المحافظ على النظافة والمرحب والحاضن وكذا صاحب الطاكسي المحافظ على هندامه وسيارته والتاجر والمطاعم ودور الثقافة والسينما والأشغال العمومية والنقل. وبالتالي الجميع معنيّ بهذه المهمة، فاليد وحدها لا تستطيع أن تصفّق.❊❊ السويقة تنهار، فهل من مشروع لترميمها؟— كما سبق أن أشرت إليه، فإنّ قسنطينة تأخذ ضمن طابعها التاريخي والجغرافي، وبالتالي فإنّ ترميم السويقة ضروري جدا ووضع مسارات بها ضروري أيضا لتوجيه السائح، وبالتالي العمل على توفير الدليل والمرشد السياحي. والقانون الحالي يضع شروطا من خلال وزارة السياحة (لجنة وطنية) التي تسهر على تطبيق التعليمات بشروط منها المتعلقة بالمرشد الوطني (ليسانس ولغتان) والمرشد المحلي برتبة تقني سامي. وفي هذا السياق وضعنا ما يقارب 13 ملفا أمام هذه اللجنة وننتظر الرد على هذا المشروع الهام. وكنا نأمل أن تكون الموافقة قبل بداية التظاهرة حيث بادرنا بذلك منذ 2012 وقدمنا نداء للمعنيين المهتمين بهذه المهنة الذين استجاب منهم 10 أو 11 وهو عدد لا بأس به ولكننا لا زلنا ننتظر الرد من وزارة السياحة.❊❊ ماهو برنامج المديرية فيما يتعلق بفنادق المدينة القديمة؟— يوجد في المدينة القديمة، 9 فنادق تمّ في الأيام الفارطة غلق 3 منها لانعدام شروط الأمن الخاصة بالحماية المدنية التي تؤثّر على الزبون، أما الأخرى فهي تعمل ومنها أيضا فندق انسحب من حظيرة السياحة وأصبح مرقدا وهو أمر لا يهمنا إذ يخضع لمصالح أخرى تتكفّل به، وبقية الفنادق تخضع لمراقبتنا الدورية. وفيما يتعلق بممارسة الرذيلة فمنذ 3 سنوات قمنا بغلق فندق متهم بممارسة هذه الفحشاء ونحن بالمرصاد والهدف من ذلك حماية الزبون، ونحن ملتزمون بتفتيش دوري لكل الفنادق ونعطي إنذارات واعذارات قبل الغلق احتراما منا لكلّ الإجراءات القانونية وحتى لا نظلم الناس، فنعطي مهلة للمعني ومن ثم نتخذ الإجراءات اللازمة وحتى الإجراءات الأمنية بمفهومها الصارم، وهذا لأمن الزبون الذي هو من أمن البلاد. ولا يمكن تصنيف هذه الفنادق لأنها لا تتوفر على شروط التصنيف لكنها ضمن الحظيرة السياحية، علما أن من بينها اثنان مصنفان.❊❊ هل سبق أن "شمّعتم" فندقا ؟— لحد الآن لا توجد عمليات غلق أو سحب أو إعادة تصنيف، نحن نسير بمراحل، فهذه الأمور جديدة بالنسبة لنا، حيث نساند هذه الفنادق ثم نطبّق عليها القانون ونوجّهها بتفادي أمور والالتزام بأخرى وإذا ما لم تكن استجابة نلجأ إلى القانون ونطبّق عليه الإجراءات اللازمة.❊❊ ما هو واقع الصناعة التقليدية بقسنطينة؟بالنسبة للقطاع الآخر الذي هو الصناعات التقليدية فهو جسر للعبور إلى السياحة والعكس صحيح فهما وجهان لعملة واحدة، وقسنطينة هي التاريخ وبالتالي الصناعات التقليدية متجذّرة فيها منذ قدم هذا التاريخ، فهي مهد هذه الصناعة التقليدية وموجودة بكثرة وتقريبا في مجالات عديدة ومتعدّدة. وقد شهد القطاع بالولاية قفزة نوعية، خاصة عندما تم استغلال فرصة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث نظمنا على هامش التظاهرة صالونات ولائية وصالون وطني للصناعات التقليدية افتتحنا به التظاهرة في 16 أفريل 2015. وكانت الصالونات الولائية تنظّم كلّ شهر تقريبا، حيث نبرمج أسبوعين أوثلاثة من مختلف الولايات ويمثّل كل ولاية على الأقل 10 أحسن حرفيين وكلّهم يعرضون ويبيعون مما خلق ديناميكية في المدينة واحتكاكا بين الحرفيين مما زاد من الاهتمام بهذا القطاع. وقد تم تسجيل في غرف الصناعة التقليدية والحرف منذ سنة 2011 إلى غاية الآن، 10 آلاف حرفي فمن 4 آلاف في 2011 وصلنا إلى 14 ألف وهو تطوّر مهم جدا. كما وفّرت الدولة إعانات نهائية وليست قروضا، علما أن قسنطينة أخذت حصة الأسد في هذا المجال ب37 مليون دينار وزعناها على 146 حرفي واستفاد كل حرفي على الأقل من 200 ألف دينار على شكل آلات يستخدمها في حرفته.❊❊ وماذا عن مشروع قرية الحرف الذي لم ير النور؟— استفادت الولاية خلال تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" من قرية للحرف لكننا نتأسّف لأنّها لم تر النور بسبب تغيير مكان بنائها، حيث كان من المفترض أن تكون بمقر ثكنة الجيش بالقصبة لكن ذلك لم يتم ومن ثم "حلّ عصر التقشّف". أيضا هناك الأروقة القديمة بوسط المدينة الذي يعاد إليها الاعتبار وستكون فضاء للحرفيين لعرض وبيع إنتاجهم على مدار السنة. إذن لو تحقّقت هذه المشاريع بقسنطينة، ستكون قبلة للصناعة التقليدية. كما أن من حق كل الحرفيين المشاركة في المعارض ولو شهريا تحت موضوع خاص مثلا الحلويات التقليدية أواللباس التقليدي أوالنحاس وغيرها من الحرف الرائجة. وبالتالي فإن الاستفادة من هذه التظاهرة كان كبيرا جدا على ولاية قسنطينة والسياحة هي القاطرة التي تجلب الناس وتحرك الاقتصاد وتخلق الثروة والديناميكية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)