نجل الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، عبد الحكيم لـ ''الخبر'' ''رفضت الترشح لرئاسة الجمهورية لأنني لست جمال عبد الناصر وأرفض التوريث''

زرت الجزائر بعد أزمة الكرة بشهرين لأعزي المناضل ''بن بلة'' في وفاة زوجته ما تقييمك للأسماء التي رشحت نفسها للانتخابات الرئاسية المصرية؟
 هناك مرشحون ناصريون ويساريون، ومن كل الاتجاهات السياسية، وإلى الآن لا أستطيع أن أعرف مسار الانتخابات، وكيف ستتم العملية الانتخابية، وهل ستكون مصر دولة برلمانية أو رئاسية؟ وكان من المفروض أن يتم صياغة دستور أولا، وعلى أساسه أعطي صوتي، فلا أحد يعرف ما هي صلاحيات الرئيس الجديد.
لماذا لم ترشح نفسك ؟
 في مصر توجد عقدة التوريث والثورة قامت ضد التوريث، وأنا لا أريد أن أرشح نفسي لأن المصريين يريدين جمال عبد الناصر وأنا لست عبد الناصر.
هل أنت مع أن يكون رئيس مصر المقبل من المؤسسة العسكرية؟
 لا يهمني إذا كان تابعا للمؤسسة العسكرية أو لا، لأن جمال عبد الناصر والسادات ومبارك كلهم كانوا تابعين للمؤسسة العسكرية، ومختلفين عن بعضهم البعض تماما، ولكل منهم مبادئ وأسس مختلفة عن الآخر، وليس كل من ينتمي إلى المؤسسة العسكرية غير صالح، والذي يهمني أن يكون رئيس مصر القادم وطنيا وليس من الفلول مثل عمرو موسى وأحمد شفيق، فهم يعيدون إنتاج النظام السابق، أنا أريد رئيسا وطنيا يتبنى مشروع تقدمي لمصر، ويبني مصر القوية من جديد.
ما هي قراءتك لقضية التمويل الأجنبي وتهريب المتهمين الأمريكيين؟
 الذي حدث مع الأمريكيين شيء مخز وطعنة شعرنا بها جميعا.
ما هو تقييمك لأداء مجلس الشعب إلى حد الآن؟
 مجلس الشعب هو في فترة اختبار،  حد الآن أداؤه ليس كما كنا نتوقعه من برلمان الثورة.
كيف ترى الوضع الراهن في سوريا ومطلب الثوار بالتدخل العسكري الفوري؟
 أنا ضد ممارسات الحزب الحاكم وضد أن يحدث في سوريا مثلما حدث في ليبيا، والنتيجة أين هم الآن ثوار 17 فيفري، لأن الذين يدعون أنهم ثوار هم في الأصل ثوار الناتو، والناتو هو الذي يحكم ليبيا حاليا، وستنتشر القواعد العسكرية الأجنبية في ليبيا، وستعود مثلما كانت عليه في 1956 و1967، وفي نفس الوقت أنا ضد تسلط حزب البعث السوري بممارساته، ومصر لها ذكريات سيئة جدا مع حزب البعث السوري، وما أخشاه أن تحل الأزمة السورية لصالح إسرائيل، ونحن العرب لا يمكننا الاستغناء عن عروبة سوريا وستبقى قلب العروبة النابض، وأكرر أنني ضد التدخل الأجنبي في سوريا حتى لا يتكرر السيناريو الليبي هناك.
ما تعليقك على موقف وقرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟
 الجامعة العربية ليست لها أي دور، ولا تقدم أي شيء للعرب غير المزيد من الانهزام والانكسار، والمستفيدون منها هم العاملون بها فقط، حيث إنهم يتقاضون مرتبات كبيرة جدا، وما أتمناه أن تزول الغمة عن سوريا وأن ينال شعبها الحرية، مع بقائها قلب العروبة والقلعة الحصينة للنهضة العربية والمقاومة الفلسطينية.
ما رأيك في القمة العربية التي ستعقد في بغداد نهاية الشهر الجاري، في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة؟
 أين هي الشعوب العربية والحكومات التي تعبر عن شعوبها؟! أرى أن القمة ليست لها أي قيمة، خاصة في ظل الثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة العربية، وأنا شخصيا لا أتابع القمة العربية، لأن هناك قضايا أكثـر منها أهمية وتستحق المتابعة والاهتمام.
كيف ترى العلاقة بين الجزائر ومصر الآن والتوتر الذي حدث سابقا؟
 العلاقة بين مصر والجزائر علاقة تاريخية، ومصر ساهمت في الثورة الجزائرية، والجزائريون اندمجوا في ثورة 23 جويلية بمصر، وعلى رأسهم أحمد بن بلة وإخوانه الأحرار، والتاريخ بين البلدين محفور في قلوبنا مهما حاول الأعداء التفريق بيننا، هناك وحدة دم تجمعنا وتاريخ ومستقبل، ونحن نعتبر أن مصر والجزائر دولة واحدة وشعب واحد، والذي حصل بين الشعبين أثناء الأزمة الكروية الشهيرة ليس حقيقيا، وهو مفتعل من قبل رموز النظام السابق الموجودون اليوم كلهم خلف القضبان، وقد توجهت شخصيا إلى الجزائر بعد شهرين من اندلاع الأزمة، لأعزي المناضل أحمد بن بلة في وفاة زوجته، وقد قابلتني حفاوة الاستقبال من الجزائريين، ولمست حبهم لجمال عبد الناصر، والجزائريون يعتبرون أن مصر والجزائر دولة واحدة، وأن مصر هي جمال عبد الناصر، ونحن كنا في نفس الخندق لمحاربة الاستعمار.