الجزائر

نجاح برنامج طاقة الرياح مرهون بتحسين ربط الشبكات الكهربائية



ر - أكد خبراء وباحثون في مركز تطوير الطاقات المتجددة يوم الثلاثاء بالجزائر أن نجاح برنامج طاقة الرياح في الجزائر يمر عبر تطوير الربط بين الشبكات الكهربائية مع تحكم أكبر في التكنولوجيات.وحسب دراسة عرضتها وهيبة غري، مسؤولة بالمركز خلال الندوة الدولية حول طاقة الرياح في الجزائر تم التركيز على ضرورة وصل شبكة الربط الوطنية التي تمتد بشمال الوطن بالشبكات المعزولة بالجنوب و بالقطب عين صالح-أدرار-تيميمون حيث توجد أقوى إمكانيات من الطاقة الهوائية بالجزائر وذلك بهدف بلوغ أهداف البرنامج الوطني حول الطاقات المتجددة الرامي إلى إنتاج 5000 ميغاوات انطلاقا من مصادر الرياح.
وأوضحت الخبيرة أن هذه الدراسة المتعلقة بفرص تنصيب مضخات تحويل الرياح إلى طاقة في إطار تنفيذ البرنامج الوطني حول الطاقات المتجددة توصي أيضا بتهجين المحطات الواقعة في الجنوب و تحليل امكانيات ربط هذا النوع من الطاقة من خلال الشبكة الكهربائية الجزائرية.
ومن جهة أخرى، فإنه من المهم أيضا تحسين الآداءات التكنولوجية لحظائر الطاقة الرياحية من خلال وضع تجهيزات ذات نوعية أفضل وإيجاد أجوبة خاصة بالبيئة الجزائرية من حيث الصعوبات المسجلة في عمل تلك التجهيزات.
وحسب الأرقام التي قدمتها السيدة غري، فان المدة الاجمالية لتوقف مضخات تحويل الرياح إلى طاقة على مستوى مزرعة كاربرتن (أدرار) تتراوح ما بين 29 بالمئة و 75 بالمئة و السبب الرئيسي هو أخطاء في الاتصال و توقفات السرعة و العطب الميكانيكي.
وتعتر حظيرة كاربرتن، المقدرة طاقتها ب 10 ميغاوات والتي تم تشغيلها في 2014، حظيرة طاقة الرياح الوحيدة في الجزائر.
ومن جهته، أوضح المدير العام لمركز تطوير الطاقات المتجددة نور الدين يسعى أن *تجربة كاربرتن أفادتنا حول عدة جوانب يجب التكفل بها من طرف الأسرة العلمية لاسيما حول المشاكل المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة و تأثير غبار الرمال على التوربينات*.
واعتبر ذات المسؤول أن التحدي يكمن في رفع القيود التكنولوجية من أجل نشر واسع لطاقة الرياح في الجزائر.
كما أشار إلى أهمية الجانب الصناعي من أجل نجاح البرنامج بإشراك المستثمرين المهتمين بالطاقات الجزائرية في هذا المجال و تطبيقاتها المختلفة.
ولتحقيق ذلك، يعكف حاليا المركز على اعداد دراسة من أجل تحيين المعطيات حول حقول الطاقة الرياحية في البلاد.
وقال في هذا الصدد *نعمل على دراسات من أجل ضبط خرائطنا حتى نوضح للمتعاملين أنه لدينا طاقات جد هامة يتعين استغلالها*.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول الفريق المكلف بحقول الطاقة الرياحية على مستوى المركز،سيدي محمد بودية، أن الدراسة الجديدة تأخذ بعين الاعتبار، في تقييم القدرة المحتملة للمعايير الجديدة، استقرار الريح و سرعته و اتجاهه إضافة إلى طوبوغرافيا و خشونة التربة في حين كانت الدراسات القديمة تركز أساسا على المعطيات المناخية التي تقدمها محطات الديوان الوطني للأرصاد الجوية.
وأضاف ان دراسات تقنية تجارية أخرى سيتم القيام بها فيما بعد لتحديد المشاريع المحتملة لحظائر طاقة رياحية.
وتحدد الخريطة الخاصة بحقول الطاقة الرياحية التي أعدها في 2014 الديوان الوطني للأرصاد الجوية، 21 موقع ذي مكمون قوي و تقع خاصة بالجنوب-الغربي و الجنوب-الشرقي وقد شهدت هذه المناطق انجاز أولى المحطات في الجزائري.
وخلال الخمسينيات، تم انجاز ثلاث محطات للطاقة الرياحية بكل من مشرية و النعامة و شط شرقي من أجل تزويد تجهيزات التموين بالماء الشروب والضخ، حسب أرشيف الوزارة المكلفة بالري.
كما تم سنة 1953 تنصيب محطة بأدرار اشتغلت لمدة 10 سنوات قبل تشغيل محطة أندروو على مستوى موقع الرياح الكبرى بالعاصمة.
وللعلم فإن القدرات الاجمالية لمحطات الطاقة الرياحية عبر العالم بلغت 539.000 ميغاوات في 2017 أي بزيادة 49 بالمئة في إمكانيات الطاقات المتجددة.
وتمثل هذه الطاقة ذات السعر الزهيد 8ر5 بالمئة من الإنتاج العالمي للكهرباء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)