نجا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال "فاشلة" على إثر هجوم بواسطة طائرة مسيرة "مفخخة"، استهدف ليلة السبت إلى الأحد مقر إقامته بالمنطقة الخضراء الأكثر تحصينا بالعاصمة بغداد، ضمن فصل آخر يضاف إلى حالة التوتر الشديد التي يتخبط فيها العراق وازدادت حدة منذ الكشف عن نتائج انتخابات العاشر أكتوبر الماضي. وسارع الكاظمي إلى طمأنة العراقيين على سلامته ودعوتهم للتهدئة بعد الهجوم الذي أعقب مواجهات اندلعت الجمعة الأخير بين متظاهرين داعمين لفصائل موالية لإيران كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات التشريعية المسبقة التي جرت في العاشر أكتوبر الماضي، وبين القوات الأمنية التي تصدت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء،س حيث يعتصمون أمام اثنتين من بواباتها الأربع منذ أكثر من أسبوعين.وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي بأن "محاولة الاغتيال الفاشلة" تمت بواسطة "طائرة مسيرة مفخخة" حاولت استهداف مقر إقامته. وهو ما يطرح أكثر من استفهام حول الجهة القادرة على شن مثل هذا الهجوم بواسطة هذا السلاح المتطوّر. ويعتبر هذا الهجوم، الأول من نوعه الذي يستهدف مقر إقامة الكاظمي الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ شهر ماي 2020، والذي يشهد معارضة شيعية ساعية لإسقاطه رغم أن الكاظمي شيعي. ويتأكد ذلك خاصة وأنه يأتي في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المسبقة، التي رفضت الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي الذي يضم مختلف الفصائل الشيعية موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلحة العراقية نتائجها الأولية التي أظهرت تراجع عدد مقاعدها في البرلمان.
ويشهد محيط المنطقة الخضراء التي تضم أيضا سفارة الدول الغربية مثل الولايات المتحدة مظاهرات واعتصامات منذ أسبوعين لدعم الفصائل الموالية لإيران الرافضة لنتائج الانتخابات النيابية، والتي شهدت الجمعة الماضي انزلاقات إلى مواجهات مع القوات الأمنية راح ضحيتها متظاهر على الأقل. كما تتعرض هذه المنطقة المحصنة في وسط العاصمة العراقية أحيانا لقصف بصواريخ في هجمات عادة لا تتبناها أي جهة، لن غالبا ما تتهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالوقوف ورائها. وأدانت الولايات المتحدة بشدة محاولة الاغتيال التي تعرض لها مصطفى الكاظمي معتبرة هذا الهجوم "عملا إرهابيا واضحا".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح الذي ندينه بشدة استهدف صميم الدولة العراقية". وأضاف "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله ولقد عرضنا المساعدة في التحقيق في هذا الهجوم". يذكر أن نتائج لانتخابات التشريعية الأخيرة في العراق، أفرزت برلمان متململا لا غالب فيه ولا مغلوب بين مؤيدي الكاظمي ومعارضيه بما يفتح الأبواب أمام سيناريوهات عدة. في وقت كان فيه محللون رجحوا حدوث توافق بين القوى الشيعية الأبرز ووصول مرشح توافقي إلى سدة رئاسة الوزراء، فيما جرت العادة في العراق أن يستغرق اختيار رئيس للحكومة وتشكل الكتل السياسية والتحالفات في البرلمان الجديد وقتا طويلا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/11/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق
المصدر : www.el-massa.com