الجزائر

نتائج جيدة تستدعي التفاتة من الوزارة والاتحادية



لايزال الشباب الرياضي لبلدية الشراقة فرع ألعاب القوى، من بين أحسن الأندية الجزائرية في مجال تكوين المواهب الشابة بمختلف الأعمار. ولم تُثن قلة الإمكانيات المادية من إرادة مسيريه لتخطي الصعاب، للحفاظ على مكانة وسمعة النادي في هذا المجال.يحصد الشباب الرياضي لبلدية الشراقة تقريبا كل موسم، عددا كبيرا من الميداليات بفضل سيطرته على البطولة في كل الأصناف والأعمار، حيث نال في بطولة الموسم المنصرم، 36 ميدالية، من بينها 13 ذهبية، ونفس العدد من الفضية، و10 برونزيات. وفاقت نتائجه في البطولة الوطنية كل التوقعات؛ حيث جاء في الترتيب قبل نواد تملك وسائل عمل كبيرة، ورياضيين يبرزون دوما في المنافسات الوطنية، على غرار النادي القسنطيني الذي تقوده بطلة العالم والبطلة الأولمبية السابقة حسيبة بولمرقة، مع العلم أن نادي الشراقة جاء في ترتيب الموسم الفارط وراء المجمع البترولي، الذي كان أحسن منه في بعض النتائج.
ويسيّر الشباب الرياضي للشراقة فروعه الرياضية بكثير من الصعوبة، كون ميزانيته السنوية ضعيفة، يتلقى نصفها من مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، بقيمة 140 مليون سنتيم، والنصف الآخر يصل مبلغه إلى 300 مليون سنتيم؛ "الأمر لا يبدو سهلا لتسيير هذه الميزانية طيلة الموسم"، يؤكد المناجير العام لهذا النادي طارق ماما، الذي يضيف في هذا الشأن: "مصاريف تحضيرات فروعنا كثيرة، وهي أكبر عائق يواجهنا للحفاظ على تكافؤ في الميزانية. في الشراقة لا نملك ملعبا خاصا بتدريبات ألعاب القوى، لذلك نضطر للتنقل إلى ملعب برج الكيفان الذي يحوز على أروقة للتدريب، أو إلى ملعب 5 جويلية، وفي كلا الحالتين نضطر لدفع مصاريف التنقل عبر حافلات ومصاريف استعمال منشآت هذين الملعبين". وتابع: "في بعض الأحيان نتجه إلى متوسطة "بن تشوبان"؛ إذ تمتلك هذه المؤسسة التربوية مساحة مخصصة لممارسة الرياضة، نقوم فيها بنشاطنا الرياضي رغم أنها لا تستوفي بعض الشروط الخاصة بتدريبات ألعاب القوى".
الوضع المالي سبب عدم الاستقرار
هذا الوضع المالي الصعب الذي يعيشه النادي طيلة الموسم، يخلق مشاكل عديدة، منها غياب الاستقرار في إعداد الفروع الرياضية؛ إذ عادة ما يسجل النادي انسحاب رياضيين من فروعها، ويشتكون من ضعف الإمكانيات، ويفضلون التوجه إلى أندية أخرى، يجدون فيها ضالتهم. "في كثير من الأحيان يصعب علينا إقناع الرياضيين بالبقاء معنا في النادي، ونتفهم قرارهم في الانتقال إلى نواد أخرى تتوفر على وسائل أحسن مما هو موجود لدينا. الفرق شاسع بيننا وبين هذه الأندية في مجال ظروف العمل"، أضاف محدثنا، الذي أشار إلى أن كثيرا من مدربي فروع النادي يفضلون هم أيضا، تغيير الأجواء بسبب نقص وسائل العمل في الاتحاد الرياضي لبلدية الشراقة. لكن أكثر ما يتأسف له مسيرو الشباب الرياضي لبلدية الشراقة، عدم التفات الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى نحو هذا النادي رغم النتائج الباهرة التي يسجلها على المستوى الوطني من موسم إلى آخر.
ولم يجد طارق ماما تفسيرا لموقف الهيئة الفيدرالية لألعاب القوى، قائلا إنها مطالبة بالوقوف إلى جانب النوادي التي تعمل وتكدّ للرفع من مستوى ألعاب القوى الجزائرية، وتشجيع رياضييها الموجودين في حاجة ماسة إلى الاستفادة من تحفيزات مالية، تشجعهم على مواصلة العمل بقوة كبيرة. وبالنسبة لطارق ماما فإن الذهنيات تغيرت كثيرا في اتحادية الفرع، ولا أحد من مسؤوليها يبالي بما تعاني منه الأندية، متمنيا في الوقت نفسه، أن تتراجع الهيئة الفيدرالية لألعاب القوى عن هذا الموقف؛ من خلال تقديم تشجيعات للأندية التي تقدم رياضيين لمختلف المنتخبات الوطنية؛ سواء بالعتاد أو بوسائل مادية.
كما يأمل مسيّرو الشباب الرياضي لبلدية الشراقة، أن تعيد وزارة الشباب والرياضة النظر في قيمة الميزانية السنوية الممنوحة للنوادي والجمعيات الرياضية، التي تعجز في كثير من الأحيان، عن كيفية صرفها؛ حيث لا تكفي لموسم واحد. وتجدر الإشارة إلى أن الشباب الرياضي لبلدية الشراقة فرع ألعاب القوى، سينظم يوم السبت القادم بفندق "أولمبيك الشراقة"، حفل استقبال على شرف رياضييه، الذين سجلوا نتائج جيدة في منافسات البطولة والكأس الخاصة بالموسم المنصرم. ووجّه النادي بهذه المناسبة، دعوات الحضور لعدة وجوه رياضية، لعبت دورا كبيرا في النهوض بألعاب القوى الجزائرية، منهم سيد علي سياف، وعبد المالك لحولو، وعثمان بلفع وغزالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)